بقلم د . رفعت سيد أحمد
* أدعو شبابنا ، وشعبنا إلى المشاركة فى مظاهرات الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة ، صباح الأربعاء ، صباح الثورة ، وهى المظاهرات التى سأشارك فيها ، شخصياً ، كما شاركت فى يناير الماضى ، وكما شارك غيرى ، دون تضخيم للذات وافتعال للبطولات كما يفعل البعض هذه الأيام .. إن ما أود التأكيد عليه هو أهمية استمرار المظاهرات ، والاحتجاجات ، بدءاً من يوم 25 يناير وإلى أن تنتصر الثورة التى أعتقد جازماً أنها لم تنتصر بعد ، بل لا نبالغ إذ قلنا أنها قد سرقت من الشعب ، وآن له فى ذكراها الثانية أن يستردها ثانية ولو بالدم ؛ إن الثورة لم تستكمل ، ولأنها سرقت ، لذلك لابد من التظاهر المليونى ثانية ، فتظاهروا تصحوا ، وتصح مصر ، وتفيق من هذه الغفوة ، وتسترد هويتها ومصيرها السياسى الذى يصنع الآن على أيدى الأمريكان والوهابيين الجدد بألوان طيفهم الواسع .
إننا نسجل أسباب الدعوة إلى التظاهر الجديد ، والدائم ، ومنذ صباح الأربعاء (25/1/2012) وإلى أن تتحقق مطالب الشعب ، فى الآتى :
أولاً : لدينا يقين أن السرعة غير المبررة فى إجراء الانتخابات البرلمانية ، وجعلها سابقة لوضع دستور للبلاد ، كما هى القاعدة فى أغلب الثورات المعاصرة ، أدت إلى انتصار الإخوان المسلمين والتيارات السلفية الوهابية ، على القوى والأحزاب الوطنية ، وإذا أضفنا (كنز على بابا) السعودى والقطرى (والأمريكى قبلهما) الذى لعب بقوة فى هذه الانتخابات ، لتأكد لدينا اليقين بأن نتائجها لا تعبر أبداً عن الثورة وجمهورها ، ولا عن هذا الشعب العظيم،إنها عملية سرقة (ديمقراطية) لإرادة الناس ولثورتهم ؛ وكان للإعلام الخاص ، بكافة مستوياته ، دوراً تخريبياً فيها ، لذلك نتوقع وندعو إلى أن يثور الناس ويذهبون إلى ميدان التحرير وميادين مصر الأخرى ، لاسترداد ثورتهم ، قبل أن تكتمل عملية ابتلاعها عبر (الوهابيين) و(المتأمركين) الجدد .
ثانياً : الناس ستذهب إلى ميدان التحرير – كما نتوقع وندعو - لأنها ترى أن ما يجرى هو إعادة إنتاج لنظام حسنى مبارك ، ولكن (بلحية) ولنتأمل زيارة السفيرة الأمريكية لمقر جماعة الإخوان يوم الأربعاء 18/1/2012 والتى سبقها خمس زيارات لكبار المسئولين الأمريكيين ذوى الارتباط المباشر بالمخابرات الأمريكية والإسرائيلية من أمثال جون كيرى – جيرى فيلتمان – ويليام بيرنز ، ولنتأمل موافقة الإخوان والسلفيين على الاقتراض من الصندوق الدولى ، واستقبالهم لمديره فى المنطقة ، ومواقفهم فى الاستئثار بالمواقع داخل مجلس الشعب (تماماً مثل الحزب الوطنى) ومواقفهم تجاه قضايا الحريات والاقتصاد والعدل الاجتماعى والقضية الفلسطينية ودعوتهم لحماس أن تقاوم بدون سلاح !! .. نفس مواقف نظام المخلوع حسنى مبارك ، الفارق فقط هو (اللحية) وبداية الكلام بالبسملة وإنهائه بـ (صدق الله العظيم) لكن ما بينهما ، نفس المعنى ، والسياسات والأوهام التى كان المخلوع يبثها فينا طيلة 30 عاماً .. لكل هذا – نتوقع وندعو - الناس إلى ميدان التحرير ليقولوا (لا) لإعادة انتاج حسنى مبارك بـ (لحية) سيذهبون ليجعلوا من (ميدان التحرير) القوة الحقيقية فى قيادة البلاد ، قوة الضمير ، قوة الشعب ، قوة الثورة التى سرقت ، وينبغى استعادتها ، سيذهبون ليثوروا ليس ضد المجلس العسكرى وأخطاءه الكثيرة فحسب ، بل ضد الإخوان والسلفيين وعجائز العمل السياسى فى الأحزاب والائتلافات القائمة والخائنة لدماء الثورة ، الذين أصموا آذانهم عن مطالبها التى من أجلها ثار الناس ، مثل الموقف من (أمريكا وإسرائيل – والعدل الاجتماعى – والحريات) .
ثالثاً وأخيراً : سيذهب – كما نتوقع وندعو - الناس لميدان التحرير وميادين مصر ، ليقولوا للعالم أنهم ضد الشرق الأوسط الأمريكى الجديد الذى يتشكل ، شرق أوسط بقشرة إسلامية تمتد من (المغرب) إلى تونس وليبيا التى يبنى فيها الآن حلف الناتو قواعده العسكرية ، مروراً بمصر وانتهاء بالمجلس الانتقالى السورى العميل للمخابرات التركية والأمريكية والفرنسية ؛ سيذهب الناس ليقولوا للعالم أن ثورة مصر ليست للبيع لأمريكا وتل أبيب مثل الثورات الأخرى الزائفة ، وأنهم سيقطعون يد من يصافح بالنيابة عنهم أو بإسمهم أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان ، سيذهب الناس ليقولوا للمتكالبين على تورتة الثورة ، والذين يريدون أكلها لوحدهم سواء كانوا من العسكر أو الوهابيين الجدد بنوعيهم الإخوان والسلفيين ، أن هذا أبدأ لن يحدث ، ولن يمر مخططهم إلا على جثة هذا الشعب الذى وقر فى قلبه ، وبمرارة شديدة ، أن ثورته قد سرقت وأنه قد آن له أن يقيم – وفقاً للشريعة الإسلامية (المادة الثانية فى الدستور) – على سارقيها ، سيذهب الناس ليقولوا للصوص الجدد، أن هذا الشعب قد كسر المحرمات والقيود ولن يستطيع أحد أن يسجنه مجدداً ، سيذهب الناس ليقولوا للجميع ؛ (لصوص الداخل والخارج) : [ أنا الشعب .. لا أعرف المستحيل ولا ارتضى بالخلود بديل ] ، فالمجد والخلود لميدان التحرير .. والعار لمن يعاديه أو يوظفه لصالح السفيرة الأمريكية ، وصندوق النقد الدولى ، وغداً تل أبيب !! .
E – mail : yafafr@hotmail.com
