بقلم د . رفعت سيد أحمد
* مع إطلالة الذكرى الأولى لثورة 25 يناير .. هو الشعر وحده .. حين تتوه الحقائق ، وتضطرب القضايا ، وتضيع من أمام أعيننا المعايير الصحيحة للحكم على الأشياء ، واليوم تعيش مصر هذه الحالة من التيه السياسى الواسع ، والتى يشارك فيه الإعلام المفبرك والجاهل وأيضاً المغرض ، فيأتى الشعر ليحاول أن ينير لنا الطريق المعتم ويضبط القضايا ، خاصة إذا كان شعراً صادقاً ، وجميلاً ، من شاعر كبير ومتميز ، وهذا تحديداً هو حال الشاعر الكبير سمير فراج ، الذى أشرف بمعرفته شخصياً منذ قرابة العشرين عاماً ، وهو شاعر عرفناه يبدع شعراً بالعربية الفصحى ، وأغلب شعره ينحى منحى القضايا الوطنية والعربية الكبرى وفى مقدمتها فلسطين ، اليوم ، هو يتحدث بالعامية المصرية الجميلة ، وفى شعر متميز عن قضية غاية فى الأهمية ، قضية (الرئيس القادم) والتى كثر حولها الكلام ، وتعددت وجهات النظر ، فجاء سمير فراج ليقطع قول كل خطيب ، ويحدد هو الشروط الحاكمة للرئيس القادم ويرسل لى قصيدة جديدة لم تنشر من قبل ، قصيدته الجديدة معنونة بـ (رئيسنا الجى : شروط الترشح) :
عايزين رئسنا الجى يكون
راجل موزون
واحد من الشعب المطحون
ودماغه تمام
الفول صديقه وسميره
والعيش بياكله بمساميره
ولما نطلب تغييره
يتنحى أوام
وتكون عيونه مليانة
ومراته حشمة وشبعانة
مش بايعة مصر وبايعانة
والفرد بكام
ويا ريت يكون ريسنا عقيم
ما يكونش إبنه أمين تنظيم
فاشل وعمره ما شاف تعليم
ولا فى الأحلام
ما يكونش سيس ولا محفلط
وبيتنطط
وف كل مشكلة يتورط
ويقول يا مدام
ما يبيعش غازنا لتل أبيب
وبعقد غريب
والشعب بيموت ع الأنابيب
ما يقولش حرام
عايزينه مصراوى مدردح
شاب ملحلح
فايق وفى الحكم مصحصح
مش جى ينام
ما يجيبش حواليه هتيفة
أو سقيفة
وبلطجية بتعريفة
زى الأفلام
عايزين رئيسنا يكون همة
وصاحب ذمة
مش جى يلبسنا العمة
واهو أى كلام
وخبرتو مع اخلاقو
راح يتلاقو
مش جى يعلم حلاقو
ف راس الأيتام
مايكونش سافر بالمرة
لبلاد برة
لا يجندوه ويصبح عرة
وسط الحكام
*****
* مع اقتراب ثورة 25 يناير من ذكراها الأولى التى نحتفل بها هذة الايام يطوف بنا شاعرنا الكبير ، سمير فراج ، ومن خلال قصيدته الرائعة (رئيسنا الجى : شروط الترشح) فى وضع الضوابط والمعايير للرئيس المطلوب لمصر ، وهى ضوابط ، لو طبقناها ، لما احتجنا للدستور الجديد القادم ، ولا لهذا الإعلام المفبرك ، إعلام اللصوص من رجال الأعمال والخليجيين الذين يسرقون فى وضح النهار الثورة المصرية من أجل حفنة دولارات من السفارتين الأمريكية والإسرائيلية بالقاهرة ، ومن سفارتى قطر والسعودية المشبهوتين فى مصر،،إن القصيدة تحتوى على أعظم وأهم ما يتمناه الشعب فيمن يقود دفة الحكم فى مصر ما بعد الثورة .. ترى ماذا لدى سمير فراج مجددا عن مواصفات (رئيسنا القادم) : يقول شاعرنا الكبير :
ويجيلنا بالفكر الغربى
المش متربى
ويلغى انتاجنا الحربى
وصواريخ قسام
عايزينه يمسح امريكا
بالأستيكا
مش يبقى تاجر بوليتيكا
وسيراميك حمام
ما يكونش دلوعة مامته
يخرب بلدنا على عظمته
واحنا نجوع قوى وفخامته
يشد لنا حزام
ما يكونش شرانى ف طبعه
يشهر صابعه
لا احسن يحصل فى صوابعه
سيف الاسلام
يلبى للشعب مطالبه
ويعرف واجبه
يراعى فى مصرنا ربه
بحلال وحرام
عايزين رئسنا يجمعنا
يرفع بلدنا ويرفعنا
مش بغبغان هيصدعنا
بكلام فى كلام
عايزينه خايف على نيلها
مش بس جى يغنيلها
وكل أخطاؤه يشيلها
وزير الإعلام
عايزين ولاؤه يكون لينا
ويعلينا
ما يكونش زى خوفو ومينا
آلهة حكام
ما يكونش قائد للطيران
ويا ريت يكون م الجيش هربان
ما يذلش الشعب الغلبان
قبل الإعدام
يحفظ لنا أرض جدودنا
يحمى حدودنا
واحنا هنمضيله عهودنا
ودمنا أقلام
لازم يحاكم أعدءنا
يخنق معانا اللى خنقنا
ويجيب فيلوس اللى سرقنا
بأسرع أحكام
وان يوم غلط فى المصريين
نشكه محضر زى الطين
ونجرجره ونعمل له كمين
جوا الاقسام
* ترى .. هل هناك معايير ، أشمل ، وأدق (للرئيس القادم لمصر) من هذه المعايير التى وضعها شاعرنا المصرى الكبير ، صاحب الجوائز العربية والدولية فى الشعر ، الشاعر سمير فراج ؟ سؤال إجابته .. فى إعادة قراءة القصيدة من أولها !!
