تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المؤتمر القطري الحادي عشر..رؤية لمستقبل أفضل !!

محطة أخبار سورية

ما أن أعلنت القيادة القطرية عن تحضيراتها لانعقاد مؤتمر قطري خلال الأسبوع الأول من شهر شباط القادم ، حتى أخذ الحراك السياسي والفكري داخل صفوف الحزب يتصاعد بوتيرة عالية حول العديد من الأسئلة والاستفسارات والتخمينات على الدور الذي يُمكن أن يلعبه المؤتمر القطري الحادي عشر والقرارات التي ستصدر عنه

 

وتساهم في حل الأزمة الوطنية التي تعيشها سورية منذ أكثر من عشرة أشهر ، وأدت بمفاعيلها المختلفة إلى تكوين مفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة في الشارع السوري كان مجرد الإشارة إلى بعضها في السابق نوعاً من الكفر وخروجاً عن المألوف ، وقد كشفت الأزمة الغطاء عن الكثير من السلبيات في الإدارات التنفيذية والحزبية والنقابية على اختلاف مستوياتها وتأثير ذلك على الحياة العامة للمواطن.‏

 

السؤال الأهم الذي يُردده البعثيون في اجتماعاتهم الحزبية ولقاءاتهم الرسمية والخاصة هو : هل سيكون المؤتمر القطري الحادي عشر صورة طبق الأصل عن المؤتمرات السابقة ، بحيث تصدر عنه المقررات والتوصيات التي تبقى في فلك الدراسة والتمحيص بعيداً عن التنفيذ الفعلي ؟ وهل سنرى نفس الأشخاص والوجوه الذين تعودنا على وجودهم في المؤتمرات القطرية السابقة ربما مع القليل من الوجوه الجديدة ؟ أم سنجد تحولاً أساسياً في ذهنية الناخب أولاً بما يُعبر عن حاجة فعلية لوصول مجموعة جديدة مختلفة كلياً عما تعودنا أن نراه سابقاً ، وأن يترشح للانتخابات خبرات وكفاءات مميزة ثانياً ، لاسيما وأننا بأمس الحاجة اليوم لمؤتمرين من مستوى عالٍ في التحليل والاستنتاج والطرح والجرأة في النقد والمحاسبة ورسم الخطط اللازمة لمستقبلٍ آمن لسورية الوطن والدولة والنهج ؟ وأن الشارع السوري ينتظر وهو يُراقب بدقة وشغف ما سيصدر عن المؤتمر من قرارات وتوصيات تحدد دور الحزب بدقة في المرحلة القادمة في بناء شكل ومضمون الجمهورية الثالثة !‏

 

بداية يجب أن نقر بأن حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية يُشكل أكبر كتلة شعبية يمتلكها حزب سياسي على ساحة الوطن ، وهذا نتيجة موضوعية لطبيعة النظام السياسي الذي امتد لأكثر من أربعة عقود متواصلة حقق خلالها الحزب إنجازات هامة على المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية لا يُمكن تجاهلها أو القفز فوقها ، لكن في ذات الوقت علينا أن نعترف بوجود بعض السلبيات في الأداء على مستوى الأشخاص والمؤسسات أدت إلى نوع من الترهل والكسل في معالجة قضايا غاية في الأهمية كانت تتعلق بالحياة العامة للمواطنين ومصالحهم ، تأخر الحزب في معالجتها ، وبرغم كل الظروف التي كانت تُحيط بالواقع المحلي - كان بعضها موضوعياً وبعضها الآخر ذاتياً - نجد أن التأخير في العلاج زاد حجم المعانات لدى الطبقات الدنيا من المجتمع وهيئ لاختراق الحصن الذي بناه الحزب للمجتمع السوري لعقود ماضية ، وسهل للمتآمرين على سورية ركوب موجة الاحتجاجات التي كانت تُطالب بالإصلاح ، وتحويل تلك الاحتجاجات إلى عمليات إر هاب وتخريب و تدمير لمؤسسات الدولة .‏

 

وبنظرة تحليلية لواقع الحزب من الداخل نستطيع أن نقول بأن هذه الكتلة الشعبية الكبيرة التي تشكل القاعدة الجماهيرية للحزب لا تكوِّن وحدة فكرية واحدة منسجمة فيما بينها بشكلٍ كامل ، وهذا يُشكل عاملاً إيجابياً لإغناء جو المؤتمر بالأفكار الخلاقة ولو كانت متباينة ، و يُحرض للوصول إلى قناعات مناسبة لبناء مستقبل واعد للوطن والأمة ، لا سيما وأن السيد الرئيس بشار الأسد بأفكاره ورؤاه الخلاقة يُشكل عامل توازن وانسجام بين تيارات المؤتمر التي يُمكن أن تُظهر تبايناً في الطرح ، لا سيما أن الجميع يثقون بحكمة سيادته العالية باتخاذ القرار المناسب في الوقت الصعب وإن لديه القدرة العالية في إيجاد المخرج الملائم والحل الأمثل لأي أزمة أو مشكلة تواجه الحزب سواء في قيادته لذاته أو لدوره البناء في قيادة السلطة والمجتمع ، كما استطاع القائد بشار الأسد خلال أكثر من عشرة أعوام مضت الدفاع عن وجود الوطن والأمة من خلال تمسكه بالثوابت الوطنية والقومية واعتماده سياسة المقاومة والممانعة في أصعب المعارك التي اعترضت مسيرة الحزب في العصر الحديث ، وهي كثيرة و كان يُراد فيها الانقضاض على الفكر القومي من خلال ضرب البنية القومية للأحزاب العربية ذات النهج القومي جميعها وإظهار فشل هذا النمط من التفكير أمام الجماهير العربية خدمة لإسرائيل والمشروع الصهيو – أمريكي المرسوم للمنطقة ، والذي تم تعهيده لعملاء الغرب في المنطقة الذين يجدون في تعزيز حالة الإقليمية والطائفية تحت يافطة الوطنية الجوفاء مخرجاً لعمالتهم وطريقاً لتخريب مقومات الأمة و تدمير حصنها المنيع .‏

 

الآن وأمام الأزمة الوطنية التي تواجه سورية وفي ضوء ما جرى ويجري من تآمر على سورية العربية ، نجد أنفسنا كبعثيين أمام خيارات دقيقة وحساسة ولا تتحمل التأويل والتجريب و لا التأخير للخروج بقرارات حاسمة تقودنا إلى مستقبل أكثر قوة ومنعة في ظل الحرب الكونية التي نواجهها .‏

 

هذه المعطيات بمجملها تقودنا إلى أن المرحلة بما تحمله من مخاطر تحتاج إلى مفكرين وقادة أكفاء يمتلكون القدرة على صناعة المستقبل بأقل الخسائر ، لا أن نجعل من الرفاق المنتخبين لعضوية المؤتمر عبئاً جديداً على المؤتمر والحزب بآنٍ معاً ، وهذا يضعنا أمام مسؤولية مضاعفة في اختيار أعضاء المؤتمر والابتعاد عن العواطف والمصالح الشخصية ، لنُعطي المؤتمر الزخم الذي يتطلبه لرفع سقف الحراك الحزبي داخل المؤتمر إلى المستوى الذي يُلبي طموحات الجماهير الحزبية والشعبية على ساحة الوطن ، لا سيما وأن البعث بأدبياته وأفكاره لم يزل يحتل موقعاً مرموقاً في عقول المواطنين السوريين وذاكرتهم التي تختزن أفكاراً حقيقية بأن حياة السوريين بدون حزب البعث ستكون في خطر لأنه الحزب الذي حمل هموم الجماهير الفقيرة ودافع عنها وتبناها في كل المواقف ، كما أنه الضمان لمستقبل الوطن والمواطن ، لكن مع ذلك يجب أن لا ننسى بأن الشعب السوري بكل أطيافه يرى إن المرحلة القادمة تتطلب قيادات بعثية مخلصة ومضحية ومؤمنة بمبادئ الحزب ومنهاجه كوحدة متكاملة ، ولديها الكفاءة والقدرة على تنفيذ القرارات التي ستصدر عن المؤتمر بما يُلبي طموح الجماهير الشعبية الواسعة ويُحقق مصالحها !!‏

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.