تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة الخليج الاماراتية: الاستيطان والواقع العربي

 

محطة أخبار سورية

هل تستغل "إسرائيل" انشغال العرب بـ "ربيعهم" وتداعياته، وانشغال الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية، وتوقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، لتطلق هذه الحملة المحمومة وغير المسبوقة من الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية؟

لا، الأمر ليس كذلك، رغم أن البعض يطلق مثل هذه التفسيرات والتحليلات . لماذا؟

في المبدأ، لا تبدي "إسرائيل" كبير اهتمام بالموقف العربي، أكان منشغلاً بهمومه أم بهموم غيره، فهي تنظر إلى الدول العربية منذ "كامب ديفيد" بأنها خرجت من معادلة الصراع وتحولت إلى حالة صوتية، بعدما قررت أن"السلام خيار استراتيجي" . وهذا الخيار في التحليل المنطقي والواقعي والممارس على الأرض هو خيار ضعفاء ارتضوا الأمر الواقع وأسقطوا كل خيار آخر .

إذن، لماذا تكترث "إسرائيل" للموقف العربي؟

أما المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فقد كانت على مدى السنوات العشرين الماضية نوعاً من التهريج السياسي بالنسبة إلى "إسرائيل" التي قررت دخول المفاوضات بعد مؤتمر مدريد من أجل كسب الوقت وليس من أجل التوصل إلى تسوية .

"إسرائيل" لا تريد تسوية، وإن أرادتها فبشروطها هي وليست شروط الفلسطينيين أو العرب، وليست وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي لا توليها أساساً أي احترام .

والولايات المتحدة التي ارتضاها العرب وسيطاً نزيهاً بينهم وبين "إسرائيل"، لم تقم بأي دور إيجابي يؤدي إلى تسوية عادلة، بل كانت على الدوام تقف إلى جانب "إسرائيل" وتدعم مواقفها وسياساتها إلى درجة التماهي معها، وهكذا تحولت الإدارات الأمريكية إلى عبء في أية مفاوضات .

انطلاقاً من هذا الواقع الإقليمي والدولي، لا تجد "إسرائيل" ما يدفعها إلى تغيير نهجها العدواني والمضي في سياستها الاستيطانية لاستكمال مخطط تهويد الأرض الفلسطينية من خلال مصادرة المزيد من الأرض وإقامة المستعمرات عليها، وصولاً إلى تحقيق هدف "الدولة اليهودية" التي تعني استحالة قيام دولة فلسطينية على أرض سوف تكون مزروعة بالمستوطنات التي يتم استيراد آلاف اليهود إليها .

الاستيطان لن يتوقف، مادام هذا هو حال العرب ومعهم الأطراف الفلسطينية التي تتقاتل على جلد الدب قبل اصطياده .

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.