تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سفارات.. سفارات..

خاص/ محطة أخبار سورية

 

قبل أيام، فضحت قناة المنار اللبنانية، وبالتفصيل، النشاط الاستخباري لجهاز الـ«سي آي إيه» الأمريكي في لبنان الذي يعمل انطلاقا من أحد مباني السفارة ألأمريكية في بيروت، والتي تتولى إدارة وتشغيل شبكات واسعة من المخبرين المنتشرين على الأراضي اللبنانية في قطاعات سياسية واجتماعية وتربوية وصحية وأمنية وإعلامية وعسكرية عديدة.

وأكدت قناة المنار أن مشغلي التجسس الأمريكيين يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأميركية. وإلى هؤلاء، فإن هناك ضباط مخابرات آخرين يحضرون إلى لبنان لفترات قصيرة لتنفيذ مهام محددة وبعد إنجازها يغادرون.

وكشف تقرير القناة معلومات عن برنامج إدارة العملاء ومن ضمنه أماكن عقد اللقاءات بين الضباط والعملاء سلط التقرير الضوء على بنك أهداف الـ«سي آي إيه» في لبنان، ولاسيما الاستطلاع والاستخبار عن كل ما يتعلق بأفراد حزب الله والمقاومة من العناصر والمسؤولين، والأسلحة التي بحوزتهم، لتزويد الإسرائيليين بكل المعلومات الميدانية، والتي أدى بعضها إلى استهداف العديد من المباني والأهداف المدنية من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية في حرب تموز عام 2006، على لبنان!

ويوم الأحد11/12/2011، نقلت صحيفة الحياة السعودية تأكيد الناطق باسم السفارة الأميركية في بغداد مايكل مكليلان، أن «السفارة ستحتفظ بـ15 ألف موظف ابتداء من عام 2012 بموافقة الحكومة العراقية». والسؤال لماذا كلّ هذا الرقم الكبير جداً جداً!؟؟

بالطبع، السفارة الأمريكية في بغداد لن تستقدم مواطنين أمريكيين عاديين من عامة الشعب الأمريكي للتنزه في العراق. ومن البديهي أن يكون هؤلاء موظفون محترفون مدربون في مختلف الاختصاصات للعمل في منطقة مثل الشرق الأوسط. والمنطق يقول إن العدد/15/ ألف من الموظفين الأكفاء، يكفي تقريباً لإدارة بلد صغير أو محافظة كبيرة، وليس سفارة في دولة أجنبية.

وإذا كنا نحمد الله أن رواتب هؤلاء ليست على نفقة البلد المضيف، فإن هذا العدد يؤكد الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للعراق حتى بعد رحيل قواتها العسكرية المحتلة عنه. وهذا العدد يؤكد أيضاً الدور التخريبي والتجسسي الذي ستلعبه السفارة الأمريكية في المنطقة ضد إيران وسورية، وحتى ضد من تدعي الإدارة الأمريكية صداقتهم، قياساً بالتجربة مع السفارات الغربية عموماً والأمريكية تحديداً!!

ومن هنا فإننا نتوقع أن يكون دور السفارة الأمريكية رئيسياً في محاولة التحكم بالعراق ومواقفه وسياساته الخارجية وأوضاعه الداخلية، قياساً بالدور الذي تقوم به السفارة الأمريكية في لبنان. فأعضاء السفارة القادمون لن يعملوا في مكاتبهم وبمعزل عن الشعب العراقي أو بعيداً عنه، وبالتالي سيحاول أعضاء السفارة تجنيد العملاء من كلّ الأصناف والأنواع ومحاولة اللعب بالوضع العراقي والإقليمي كعادتهم.

وإذا ما استذكرنا إلى الدور التخريبي الذي قام به السفير الأمريكي في سورية روبرت فورد ونظيره الفرنسي إريك شوفالييه قبل شهرين ومحاولتهما تأجيج الأوضاع في سورية والتدخل في الشأن الداخلي السوري، بما يتناقض واتفاقية فيينا للعمل الدبلوماسي، علمنا أهداف السفارة الأمريكية البعيدة والمستقبلية الخطيرة.

وقبل أيام لفت رئيس وزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى كلمة السّر التي أعطتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للمعارضة الروسية للبدء في التظاهر في روسيا لخلق الفوضى والقلاقل في البلد الخصم والمنافس القوي للسياسات الأمريكية.

ولا نقول إن المطلوب إغلاق السفارات الأمريكية في دول العالم، ولكن المطلوب التدقيق في عملها ومراقبته وجعلها تلتزم الأعراف والحدود والقوانين الدبلوماسية والتعامل بالمثل، وعندما تواصل تجاوز الاتفاقيات الدولية يمكن رفع البطاقة الصفراء في وجهها، أما إذا أصرّت على تحديها وتجاوزاتها، فيمكن إشهار البطاقة الحمراء وتكون هي المسؤولة عن سوء التصرف.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.