تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قطر جزء من المشكلة، وليس من الحل..

خاص/ محطة أخبار سورية

شاء محلُ السنين أن يجعل من قطر دولة على الخارطة، وأن يجعل كلمتها مسموعة وأن تنظـّر وتبرز عضلاتها وكأنها الإمبراطورية الرومانية، مع أنني لا أكاد أراها على الخارطة إلا إذا أتعبتُ عيناي بالتدقيق والتمحيص وأحياناً كثيرة لا أجد نفسي مضطراً لذلك. مهما يكن، فالمطلوب التعامل مع الواقع كما هو ومواجهة الحقيقة بقوة وكما هي ودون مواربة.

لم يعدْ الأمرُ سرّاً يمكن أن تخفيه قطر، أنها تحاول اللعب بالوطن العربي من المحيط إلى الخليج بناء على قدرتها في الإعلام والتضليل الإعلامي الذي تبثه قناة الجزيرة المجهولة الهوية والتي تتخذ من قطر مقرّاً لها، وبناء على الأموال التي تنفقها الدوحة في كل البلدان العربية لتغذية الفوضى والقتل وأنهار الدم والموت، وليس في البناء والتطوير والإعمار. وهي لتضفي على ذلك مسحة روحية أو دينية، تستخدم مجموعة من دعاة الدين الإسلامي والقائمين عليه، يقومون بإصدار الفتاوى حسب الطلب وبمقدار الدفع الذي يحصلون عليه.. هذا ناهيك عن "قرطة" ممن يسمون أنفسهم مفكرين أو محللين ولا ننسى اللاحقة؛ "إستراتيجيين".

قطر، لعبت في تونس ومصر وليبيا والمغرب وتحاول الآن اللعب في سورية ولاحقاً ربما الجزائر والعراق، وذلك عبر تمويل العصابات والمخربين وتأمين الدعم المالي والعسكري واللوجستي لهم، وعبر تأمين التغطية الإعلامية لنشاطاتهم وأعمالهم من خلال تزوير الحقائق والحديث عنهم وكأنهم ثوار حقيقيون ولهم أهداف مشروعة ووطنية، فيما لم يطرح أي ممن دعمتهم أو تدعمهم قطر وتدافع عنهم ـ في سورية مثلاً ـ أي برنامج وطني إصلاحي أو تنموي أو ديمقراطي، بل إن ما نراه هو القتل والتدمير والتخريب وإسقاط الدولة(المعارضة السورية والبرنامج الذي قدّمه برهان غليون يشبه نسخة مشوهة عن قوى 14 آذار في لبنان وبرامجها الأمريكية التي كانت مدعومة من جون بولتون وجيفري فيلتمان). وهذا الدور القطري وبمساعدة تركيا أصبح مفضوحاً في كلّ وسائل الإعلام الغربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية، حتى لا نقول في الإعلام العربي. وتفاصيل الدور القطري في ليبيا لم تعد قطبة مخفية، وهو مشين وربما قذر، ويستحق محاكمة دولية عادلة عليه.

والأهم أنه كيف يمكن لقطر أن تكون الخصم والحكم في آن؟!؟ فبعد افتضاح الدور القطري السيئ والمنفّذ لأجندات غربية وصهيونية بحتة في الدول العربية، كيف يمكن لقطر أن تقود لجنة عربية لحلّ "الأزمة" في سورية، وهي التي تذكي نيران هذه الأزمة وتمدّها بالوقود لزيادة وتيرة استعارها!!

ومن هنا على القيادة السورية والدبلوماسية السورية أن تتريّث وتتوخى الحذر قبل حسم أمرها واتخاذ موقفها في توقيع بروتوكول إرسال بعثة من المراقبين إلى سورية، الذي تطالب قطر بتوقيعه وتصرّ على ذلك، وهو الذي قال عنه وزير الخارجية وليد المعلم إنه بروتوكول إذعان؛ فقد يكون في هذا البروتوكول أفخاخاً كثيرة، ومن يعرف أو يستطيع أن يكون متيقناً إنْ كان العرب ممثلين بقطر والأمين العام لجامعة العربي نبيل العربي، سيلتزمون بالاتفاق مع سورية وهم الذي تراجعوا عن الوعود التي قطعوها قبل وقت سابق في الدوحة تحت الضغوط معينة أو لغاية في نفس يعقوب.

المشكلة أنَّ قطر موضع شك كبير، وهناك من ألأسباب الكثير لتعزيز الشكوك وليس لإزالتها. وما لم تقدّم قطر الدليل على حسن النية وصدق مسعاها، فسيكون من الصعب معرفة الخطوات اللاحقة "الخطيرة" التي قد تـُقدِم عليها ومعها نبيل العربي الذي كنا نتمنى أن يكون العربي النبيل ولكن...!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.