تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إحذروا الدور التركي الخطير

 

وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو إرتدى عباءة خليجية وأصبح وزير خارجية دولة عربية يشارك في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية في مقر الجامعة "العربية"، ويحرّض "العرب" على فرض عقوبات اقتصادية على الشعب السوري، لأنه رفض المؤامرة المحاكة ضد بلده، ورفض الحرب الأهلية، ورفض الفتنة، ورفض التخلي عن قائده الدكتور بشار الأسد، ولأنه يؤيد الإصلاح، وراضٍ عن خطوات الدولة في محاربة الفساد، ووضع قوانين حديثة متطورة جداً، وسن دستور جديد للبلاد ينقل سورية إلى دولة نموذجية في الديمقراطية والمدنية، ونموذجية في العلاقة المتينة الصلبة بين الشعب والقيادة والجيش، ونموذجية في صلابة الوحدة الوطنية.

اوغلو يحرض، ويدعمه الشيخ حمد "الديمقراطي" جداً الذي أنتخب من الشعب القطري ليكون رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية، وهو يحكم قطر بدستور حديث جداً لا يعرف عنه القطريون أي شيء، ولم يستطع أحد قراءته، لأنه دستور "وهمي" إلى أبعد الحدود، غائب عن الوجود، والاثنان، اوغلو وحمد، يحرّضان ضد سورية، و"يذرفان" الدموع على الشعب السوري لأنه لم يرضخ لمطالبهما، ولم ولن يقبل بإملاءآتهما، ولا بشروطهما ومساعيهما لتدمير سورية وتقسيمها خدمة لسياسة الهيمنة الاميركية على المنطقة.

في اجتماع الجامعة العربية الأخير حاول اوغلو أن يكون معلماً ومرشداً، لكن بعض وزراء الخارجية العرب قرفوا من ذلك، ولكنهم لم يستطيعوا التفوه بكلمة واحدة، بل رفعوا أياديهم مؤيدين ما فرضه اوغلو وحمد عليهم، لأن حمد استخدم المال والضغط والتهديد والوعيد من أجل إقرار هذه العقوبات على سورية، وهي عقوبات ليست ضد نظام فقط بل هي ضد الشعب السوري.

رحم الله أيام زمان عندما كانت ترفض المملكة العربية السعودية أن يتولى أحد رئاسة العالم العربي. ورحم الله أيضا الأيام الغابرة عندما كانت قيادة مصر ترفض أن يقود العالم العربي غيرها وسواها، ورحم الله المواقف العربية الشريفة التي كانت تقف بقوة كبيرة ضد أي تدخل غربي في الشأن العربي الداخلي.

مشاركة اوغلو في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الأخير الذي أقر عقوبات اقتصادية على سورية ليس لدعم العرب، وتقديم النصائح لهم، بل من أجل أن تتزعم تركيا العالم العربي حالياً، إذ أن مصر مشغولة بحراكها الداخلي لتحسين أحوالها وشؤونها العامة وللانتقال نحو نظام ديمقراطي، في حين أن السعودية مشغولة أيضاً بالموضوع الداخلي، وفي حل الصراع داخل اليمن، ومنطوية على نفسها خشية انتقال الثورات إلى ساحتها الداخلية، ولذلك فهي "تنازلت" عن زعامة الدول العربية، وعن دورها القيادي ليستولي عليه قادة قطر، وليصبحوا "زعماء" عالم عربي إسماً، ولكنه عالم موالٍ للسياسة الاميركية.

المخطط الاميركي واضح في اضعاف العالم العربي أكثر واكثر، وفي تقسيم الدول العربية إلى دويلات وإلى كيانات. المخطط الاميركي يريد أن تتزعم تركيا العالم العربي، حتى تقوده وتقود معه العالم الاسلامي نحو مواجهة مع الشيعة، لتدخل المنطقة في أتون حرب دينية تهدف أولاً وأخيراً إلى القضاء على الإسلام، ليحل محله "الاسلام المزيف" الموالي لاميركا، الاسلام الليبرالي، الاسلام السياسي الذي لا يخدم إلا السياسة الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط.

اوغلو فرح ومسرور جداً لأنه يبشّر بآرائه وأفكاره الخطيرة، ولأنه أصبح وزير خارجية "عربي" ذا تأثير قوي وصاحب نفوذ قوية جداً.

نحن لسنا ضد تركيا شعباً، بل ضد سياسة القيادة الحالية التي تسوّق للسياسة الاميركية في المنطقة بصورة هادئة وناعمة، وتساهم في إضعاف عالمنا العربي.

لتركيا القيادة أهداف عديدة في السيطرة على العالم العربي، ومن أهمها المتاجرة بهذه الورقة للحصول على رضى الغرب، وقبول تركيا عضوا في الإتحاد الأوروبي الذي بدأ يضعف رويداً رويدا، ويواجه أزمات مالية خطيرة جداً.

قيادة تركيا لا تريد مصلحة العالم العربي، ولا مصلحة الشعب السوري، وكل ما يعنيها هو تحقيق أهدافها.. وهذا ما يجب أن يعيه كل العرب، وبالتالي العمل على الإهتمام بمصالحنا أولاً وأخيراً، ومعالجة قضايانا بروح عربية أصيلة غير ملوثة برياح استعمارية خطيرة جداً.

إحذروا يا قادة العالم العربي الرسمي من مخططات قيادة تركيا الحالية الخطيرة جداً، إحذروا من أهدافها، إحذروا من تسلقها على أكتاف الشعوب العربية، إحذروا من دعمها لسياسة الفوضى الخلاقة.. وانتبهوا واستيقظوا.

ويا أيتها الشعوب العربية الوطنية، إصمدي في مواقفك النبيلة، فالسحابة السوداء التي تحوم في سماء عالمنا العربي ستنقشع في أقرب وقت، وسيعرف الجميع حجم المؤامرة التي تتعرض لها سورية، وتتعرض لها القوى الوطنية الأصيلة في عروبتها وانتمائها.

إحذروا من الدور التركي الخطير، واعلموا أن من يتقاعس عن أداء واجبه، فسيُمنى بهزيمة كبيرة، ومن لا يقف إلى جانب وطنه سيزبله التاريخ وللأبد.

                                                                                               رئيس تحرير مجلة البيادر المقدسية: جاك خزمو

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.