تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الغرب والمشاريع الشرق أوسطية!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

تتلخص السياسة الغربية في الشرق الأوسط عموماً بالمحافظة على هذا الشرق كما هو من المشاكل والتفرقة والتخلف والاقتتال، بل وزيادة كل أنواع الخلافات الحدودية والمذهبية والدينية والعنصرية الاقتصادية والثقافية والفكرية...الخ، وتغذيتها بكل الوسائل والسبل لتسهيل التدخل في مفاصل المنطقة والسيطرة عليها واستنزاف خيراتها.

وفي هذا السياق، يمكن فهم إقامة ودعم وجود الكيان الإسرائيلي كقاعدة متقدمة للغرب، كما يعبّر القادة الغربيون أنفسهم، تسهم في تأجيج الصراعات في المنطقة التي تعدّ أكثر المناطق سخونة في العالم، لالتقاء المصالح الدولية فيها وبالتالي، أهميتها الجيوسياسية والإستراتيجية.

ولعلنا نذكر قبل بضعة أشهر فقط، الحديثَ عن التعاون الإستراتيجي بين تركيا ودول المنطقة والذي بدأ بالحديث عن التعاون بين سورية وتركيا ثم تبعت لبنان والأردن الخطوات السورية، ووصل الأمر إلى حدِّ وصفه بالإستراتيجي. ولكن الموقف التركي الذي كان يسير باتجاه الشرق، عاد وانعطف باتجاه الغرب الأمريكي تحديداً، فتغيّرت اللهجة وتغيرت المعادلات وعادت حليمة التركية إلى عادتها القديمة الأطلسية، وانتهى الحديث عن ربط البحار الخمسة مع بعضها وكذلك توقف التعاون الاقتصادي وتغيرت سياسة صفر مشاكل مع الجيران... الخ، وتجمّدت كلّ أوجه التعاون والتآخي بين تركيا ودول المنطقة. بل، إن قسما كبيراً من الأتراك اتهم حكومة بلاده(ورئيسها رجب طيب اردوغان) بأنها تنفذ سياسة غربية وأمريكية على وجه الدقة. وهذا التراجع التركي عن المعاهدات والاتفاقيات أدى إلى فرط عقدِ تكتلٍ في المنطقة كان قد بدأ بالتكون ويضم كلاً من تركيا وإيران والعراق وسورية، على أن تنضم دول أخرى إليه أقربها الأردن ولبنان.

بالمقابل، ومع سقوط الرئيس المصري حسني مبارك، وتراجع الدور التركي، بدت فرصة أخرى تلوح في الأفق واستبشر المراقبون بانتهاء الخلافات المصرية الإيرانية والبرودة المصرية السورية، وبدأت تنتشر أفكار حول تكتل مصري إيراني سوري، يعيد التوازن للمنطقة. ولكن الضغوط التي تواجهها كلّ من مصر وإيران وسورية مجتمعة ومنفردة جعلت هذه الدول في حالة دفاعية، ريثما تتخلص أو تخففّ من مشاكلها الداخلية والخارجية التي يحاول الغرب ومعه بعض العرب إغراقها بها لاستنزافها وجعلها تقبل المشاريع الغربية للمنطقة ومن ضمنها الوجود الإسرائيلي. ولعل الأحداث الأخيرة في مصر ـ في جانب منها ـ تأتي في هذا السياق الدولي والعربي؛ فالأحداث التي تفجرت في اليومين الأخيرين ليست طبيعية وتتجاوز حدود المعقول والمطالب الثورية، وهي تشير إلى محرّك آخر ربما يظهر لاحقاً. وغنيّ عن القول إن الضغوط الدولية والعربية على سورية تخطت كلّ الشعارات التي تتلطى خلفها من الحرية والديمقراطية وأخيراً حماية المدنيين والأبرياء. أما تمثيلية محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة والتي اتهمت بها إيران، فلم تعدى الفقاعة التي انتهت بعد أيام، فتم استبدال الأمر بتقارير الوكالة الدولية للأسلحة الذرية والعقوبات الاقتصادية والحبل على الجرار.

لعلّ ما نراه حاصلٌ في العالم العربي والمنطقة هو التطبيق الفعلي لسياسة القوة الناعمة، بعد الفوضى الخلاقة للوصول إلى؛ دول منهكة وشعوب متصارعة وحال من الجوع والفقر والقتل والاقتتال، والبحث عن الأمن والأمان ولقمة العيش وطلب النجدة من منقذ يأتي من الغرب...!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.