بقلم د . رفعت سيد أحمد
أرجوكم .. لا يضحك علينا أحد من الإعلاميين والسياسيين الانتهازيين الذين قفزوا على الثورة ، رغم أنهم كانوا جميعاً يعملون مع أجهزة النظام السابق ، ليقولوا لنا أن (الثورة بخير) ، وأن ما جرى فى ميدان التحرير منذ يوم الجمعة الماضى (18/11/2011) ولايزال مستمراً حتى صباح اليوم ، هو مجرد (وعكة صحية صغيرة) للثورة وستعود مجدداً . أرجوكم كفى نفاقاً للجمهور ، وللعسكر ، فالثورة انتهت ، ماتت .. وأنتم السبب فحاولوا ولو لمرة واحدة أن تروا مصر الحقيقية ، وأنتم تحللون وتحددون أفكاركم ومواقفكم شديدة الانتهازية . صارحوا الناس ، قولوا لهم أن مصر مقبلة على مرحلة طويلة من الفوضى ، وثورتها الحقيقية انتهت بدلاً من هذا النفاق الرخيص وهذا الضجيج الكلامى الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع وفوضى !! وإلى أن يتم ذلك أرجو من الضحايا أبناء شعبى الانتباه إلى أن فتنة (ميدان التحرير) التى لاتزال أحداثها جارية سببها الرئيسى هو هذا الفريق الانتهازى من السياسيين والعسكريين والنشطاء والإعلاميين ، هم سبب الجريمة وجزء لا يتجزأ من الأزمة ، وبإستبعادهم .. سيأتى الحل ؛ وحيث نقول هم ، فأنا بصراحة شديدة أقصد قادة الأحزاب والقوى القديمة والجديدة بجناحيها الإسلامى والعلمانى ، وأقصد العسكر وحكومة شرف ، أقصد كل الذين سرقوا دماء الشهداء وتاجروا بها ، وفرضوا علينا ابتزازاً نادر الحدوث فى الثورات الحقيقية ؛ إنه ابتزاز الذين يريدون أكل (تورتة الثورة) كاملة دون تقاسمها مع أحد رغم أنهم لم يضحوا فيها ، تلك الثورة التى امتدت لثلاثين عاماً هى عهد الرئيس المخلوع (وليس الـ 18 يوم فقط فى ثورة يناير المجيدة) ، لقد وضع هؤلاء أنفسهم فى موضع القيادة رغم أنهم وبلا استثناء واحد كان ينبغى أن يكونوا فى خلفية المشهد ، لأنهم جميعاً كانوا من أبناء النظام السابق الذى يلعنونه الآن ويستأسدون على رموزه الفاسدة التى فى السجون ، بعضهم كان يتمنى إشارة من يد (جمال) وأبيه ، وبعضهم شارك فى مهزلة انتخابات أحمد عز وعقد صفقات مع العادلى وجلس فى طائرة الرئيس الصحفية مصاحباً إياه فى رحلاته ، والبعض الآخر لعب بالمال والتجارة ولايزال يلعب مع السعودية وقطر وسفارة أمريكا فى القاهرة ، ومع فرنسا وإيطاليا بل ساعد هؤلاء جميعاً فى تدمير ليبيا وحصار سوريا وفلسطين باسم الثورة !! ، والبعض الأخير - خاصة من أهل الحكم الحالى - لايزال يتلقى معونة مدنية وعسكرية من واشنطن للإبقاء على عار كامب ديفيد ، ويؤمر علانية أن يحاكم أبطال موقعة السفارة الإسرائيلية فيطيع فوراً وكأنه حسنى مبارك الجديد فى مشهد شديد العار ستجرى وقائع محاكماته هذا الأسبوع !! .
*بالله عليكم .. هل هؤلاء يستحقون هذه الثورة ؟ هل هؤلاء يليق بهم أن يتحدثوا باسم الـ800 شهيد والـ 12 ألف جريح من أبناء ثورة يناير ؟ أليس هؤلاء امتداد حقيقى لحسنى مبارك ونظامه وما التغير إلا فى الشكل وفى النفاق السياسى وبرامج التوك شو وزيادة جرعة الشتائم للعهد البائد !! أليس هؤلاء هم الذين دعوا إلى (وثيقة السلمى) ثم سحبوا دعوتهم ثم عدلوها ثم نزلوا إلى جمعة قندهار الثانية (18/11/2011) ثم انشقوا على بعضهم البعض ودماء الشعب تسيل ثم اعتصم فريق منهم ، ليأتى (العسكر) ليقلبوا المائدة على أن (الشعب الصامت) ضج من هذه الفوضى ، ويطالب بالاستقرار .
* بصراحة كاملة أعلن إننى اتهم هؤلاء جميعاً وبلا استثناء (أحزاب – ائتلافات – جمعيات حقوقية – إسلاميون بلحى ومن غير لحى – مرشحون رئاسيون ينافقون الشارع – عسكريون يديرون البلاد بلا برنامج- حكومة تعمل سكرتيرية لدى العسكر – إعلاميون منافقون يدعون الثورية وهم كانوا أحذية فى أقدام مبارك وابنه ونظامه) اتهم هؤلاء جميعاً بأنهم سبب فتنة التحرير ، سبب الضياع الذى تعيشه مصر الان ، سبب لعنة الاغلبية الصامتة على الثورة والثوار وسبب النهاية الدامية لثورة جميلة تمنينا جميعاً أن تستمر ، هؤلاء هم سبب (الأزمة) وليس معقولاً أن نبحث عن حلول عند من كان ولايزال هو السبب الرئيسى للأزمة، فليذهب هؤلاء إلى بيوتهم ، وليرحمونا من كل هذا الضجيج ، وليتركوا لنا ما بقى نظيفاً طاهراً من الثورة ، لعل الله يساعدها على القيام مجدداً قبل أن تعلن الأحكام العرفية .. وتلغى الانتخابات وندخل فى النفق الأمريكى – الإسرائيلى المرسوم للمنطقة كلها باسم (ربيع الثورات) وهو ربيع بعضه كاذب ومضلل للأسف ، والذى يمتد بدهاء شديد الآن :من تونس مروراً بليبيا المحتلة فمصر الفاشلة وصولاً إلى سوريا التى يذبحونها بسكين عربى .. المخطط ماضى فى طريقه وإذا لم يتوارى الفريق الذى سرق (الثورة) بمدنييه وعسكرييه فورا فإن الجريمة ستكتمل فمصر هى الدولة القائد واذا ما انكسرت ثورتها او تأمركت فأن باقى الثورات العربية سيسر على ذات النهج وهو عين ما تريده امريكا و اسرائيل ومنظومة الخليج العربى المحتل .. فانتبهوا يا أولى الألباب !! .
