تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ثمة أمور تستحق التفكير بها!!

خاص /محطة أخبار سورية

 

تمرّ الدول العربية بمعظمها، مَن شهدت ثورات أو اضطرابات أو تلك التي تنتظر دورها ويدها على قلبها، بتحولات أقلّ ما يقال عنها إنها إستراتيجية وتاريخية، ولا نقصد تحديداً لجهة الأحسن أو الأسوأ، بل لجهة الوضع الجديد الذي ستخلّفه على الشعوب العربية ومصيرها في المستقبل.

ولكن اللافت أن الشعوب العربية ما تزال بعيدة عن صنع مستقبلها بيدها بشكل حقيقي، وثمّة جهات كثيرة ـ في الداخل والخارج ـ  تتدخل في صنع هذا المستقبل وتغيّر مسار اتجاهه إلى الوجهة التي تظن أنها تخدم مصالحها هي في الغد الآتي، راكبة حصان التغيير الذي هبط من السماء!!

لايستطيع المرء إلا أن يفكّر في طريقة تعاطي الجامعة العربية مع الأزمة في سورية؛ هذا الحرص المفاجئ وهذا القلق المرتفع على السوريين ولحمايتهم، مع أن تاريخ هذه الجامعة يشهد لها بالسبات الطويل وإغفال قضايا كبيرة ليست المسالة السورية أبداً أهم منها؛ من قضية فلسطين إلى حصار غزة إلى الحروب على لبنان وتقسيم السودان... الخ. وهذا التفكّر معطوف على سبات الجامعة عن أوضاع أخرى أكثر خطورة ودموية كما يجري في اليمن والبحرين وفي حضن الخليج وقلبه.

ليس العرب في أحسن أحوالهم، هذا بديهي. ولكن خلافات العرب في أشدها و"المكايد" التي يقوم بها البعض (من الأنظمة) على البعض الآخر، هي الأدهى والأخطر على العرب والمستقبل العربي.

شارك الأمير القطري ورئيس وزرائه مثلاً، بالتحولات الكبيرة في مصر، لكن السؤال هو؛ إلى أين وصلت الأمور في أمّ العرب بعدما قتل الكثيرين أمس واشتعلت الحرب الطائفية بين مواطنيها أكثر من مرّة!! هل قدّم القطريون الذين يوزعون المال العربي ويبدّدونه في كلّ مكان وعلى كل الجبهات والأغراض والأعراض (إلا في بناء الدول العربية)، المساعدات لمصر حتى تستقيم أمورها وتعود إلى دورها ومركزها العربي، أم أنهم يقدّمون  المال لتستمر مصر في غيبوبتها ولتسير في طريق لا عودة منه!!

وكذلك كان الحال في ليبيا، حيث تدخل القطريون في ذلك البلد وشاركوا في تدميره وقتل أكثر من ستين ألف من مواطنيه الأبرياء، وهذا باعتراف الليبيين أنفسهم ومنهم من تعاون مع القطرين لكنه اكتشف اللعبة التي يمارسوها، فأراد منهم التوقف عن دورهم التخريبي!

هل حقيقةً، تشكّل إيران خطراً على الأمة العربية لنوجّه قواتنا شرقاً ولنوجّه إعلامنا ضدها ونستعدي تلك القوة التي أعلنت وقوفها إلى جانب قضايانا وأغلقت سفارة إسرائيل في طهران وأقامت مكانها سفارة فلسطين، ونترك القدس ومعها ثاني الحرمين، وحيدين لتتصرف إسرائيل وتهوّد كما تريد وكما تشاء؟

قرأتُ في صحف اليوم(21/11/2011) خبراً أعلن فيه مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الملك الأردني عبد الله الثاني سيزور رام الله اليوم للقاء عباس، مضيفا أن هذه الزيارة تأتي «في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين فلسطين والأردن، ولبحث الأوضاع في المنطقة»!! أين هي فلسطين التي يتحدثون عنها؟؟ ماذا تبقى منها؟؟ ماذا تبقى من حق العودة للفلسطينيين لولا سورية التي أوقفت إسقاطه في قمة بيروت العربية قبل عدة سنوات!! ومع ذلك؛ تخيلوا المسؤولية التي "سيضطلع" بها الملك الأردني والرئيس الفلسطيني اليوم!! هل يستطيع المواطن العربي، أو لنكن أكثر تواضعاً، الفلسطيني أو الأردني أن ينام قرير العين بعد هذا النشاط "المهم"، لأن قادته يتحملون المسؤولية عنه!

لكنّ السؤال؛ هل سيعرّج صاحب الجلالة على "أولاد العم" في تل أبيب ليخبرهم بما لديه من أسرار أو ليطلب التنسيق أو...؟؟؟ هل تعرفون الآن أهمية أن للعرب سلطة عربية في رام الله؟ أجل، ليذهب من يريد من قادة هؤلاء إلى هناك ويلتقي من يشاء من الإسرائيليين في طريق الذهاب أو العودة، وربما ابتكروا في المستقبل فكرة أخرى للحج إلى القدس!

وبالعودة إلى سورية، فقد أصبح معظم القادة العرب سوريين وديمقراطيين ومطالبين بالحرية ودعاة تحرر وتغيير، مع أن الحال لديهم معروف والوضع عندهم مكشوف وتاريخهم مسجّل ومدوّن و"منتوف" ولكن على مين!! والأهم أن البعض تحدث في إعلامه عن سورية، بلهجة لم يتحدث بها عن إسرائيل نفسها، وطبعاً تحت شعار محبّة سورية والحرص عليها، وآخر تقليعة؛ هي حماية المواطنين السوريين!!

ربما يريد الإخوة القطريون حمايتنا على الطريقة الليبية؛ أي إذا كان سكان ليبيا خمسة ملايين وسقط منهم خمسون أو ستون ألفاً، فإنه سيسقط في سورية مئات الآلاف من السوريين.. وسيتم تدمير كلّ المنشآت التي دفع السوريون عرقهم ودمائهم لتشييدها.. مع أن السوريين، وبالمناسبة، لم يطلبوا من القطريين ولا من غيرهم هذه الخدمات. أما الخدمات التي طلبها السوريون يوماً فلم تنفّذ ولم تلبَّ.

كلّ يوم يخرج السوريون إلى شوارع مدنهم ليؤكدوا المؤكدـ والذي يعرفه الآخرون مثلهم ولكنهم ينكروه أو يتجاهلوه عمداًـ أنهم لا يريدون التدخل الخارجي في بلادهم ولا يريدون من بعض العرب سوى أن يبتعدوا عنهم، وإنهم مع قيادتهم وخلف جيشهم، ومع ذلك، يريد بعض العرب أن يختلقوا حقيقة أخرى وواقعاً آخر ويقنعوا السوريين به في عملية غسل دماغ بشعة يرفضها السوريون جميعهم الخضوع لها.

سورية كانت السباقة دائماً، وهي الرائدة، وستعلّم بعض العرب درساً تاريخياً مهماً بالوطنية والعروبة والصمود مع قائد أثبت أنه أصلب وأحكم وأذكى مما يتوقع ويعرف عنه الكثيرون!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.