تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

البناء: "المايسترو"الأميركي سيعمد لتجاوز مرونةدمشق

 

محطة أخبار سورية

يجزم الكثير من المتابعين للوضع في سورية، والدور المشبوه، الذي تلعبه الجامعة العربية بتحريض من دول مجلس التعاون الخليجي، وبتناغم مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن ما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط مساء أول أمس لم يكن نتيجة نوايا حسنة لهذه الأطراف بل بسبب عوامل واعتبارات مختلفة فرضت على هذا الحلف الأميركي التراجع خطوة إلى الوراء. على الرغم من أن بيان الرباط يعطي فرصة ثلاثة أيام لسورية للقبول باستقدام مراقبين لرؤية ما يحصل على الأرض.

وتعيد أوساط متابعة للوضعين السوري والعربي أن هذا التراجع التكتيكي مرده إلى الاعتبارات الآتية:

ـ الاعتبار الأول، أن هذا الحلف المتآمر على سورية لم يكن بمقدوره تجاوز التعاطي الإيجابي من قبل دمشق مع الحل العربي واستعدادها لاستقبال المراقبين، خصوصاً بعد نزول الملايين من أبناء الشعب السوري رفضاً للدور المشبوه الذي تقوم به الجامعة العربية وتأييداً للنهج الإصلاحي للقيادة السورية.

ـ الاعتبار الثاني: إن أي تصعيد أبعد من ذلك، سيخلق حالة من الغضب والتنديد لدى فئات واسعة عربياً بعيداً من تحركات بعض الدول العربية في الاتجاه الذي يمنع تحويل الجامعة العربية إلى مجرد ورقة تحركها الإدارة الأميركية للضغط على سورية وتصعيد الوضع داخل الجامعة، وبالأخص داخل سورية التي أظهر شعبها وقوفه وراء قيادته.

ـ الاعتبار الثالث: صدور موقف روسي واضح رافض لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية فيها، وهذا ما دفع بعض العرب ـ تحديداً دول الخليج ـ إلى التراجع ولو لفترة موقتة في حملة التصعيد التي يقومون بها بتحريض وتحريك من "المايسترو" الأميركي بعد أن بلغت بهم الوقاحة العمل وفق المثل القائل "إذا لم تستح فافعل ما شئت".

ولذلك، فالسؤال، ماذا بعد قرار اجتماع الرباط بإرسال مراقبين إلى سورية؟

في معلومات للأوساط المتابعة أن قرار دمشق هو التعاطي بمرونة مع "بيان الرباط"، انطلاقاً من الحرص السوري على "إعادة الروح الى العمل العربي المشترك"، وأيضاً قطع الطريق على محاولات الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي بتدويل الأزمة السورية وصولاً إلى إحراج كل أطراف هذا الحلف، وكسر دائرة الضغوط التي يمارسها بحق سورية.

لكن الأوساط تعتقد أن دول الخليج بالتنسيق مع حلفائهم في واشنطن والغرب سيدفعون لاحقاً ـ خلال الأيام المقبلة ـ باتجاه تدويل الوضع السوري، وتالياً سيعمل هذا الحلف الى خلق الكثير من المبررات الوهمية حول عدم التزام دمشق بما يتعلق بإرسال المراقبين وطبيعة عملهم.

وتقول المصادر إن خلفيات هذا المشروع الذي يستهدف سورية توضحت خيوطه في الأسابيع الأخيرة، في وقت يسعى الحلف الأميركي ـ الخليجي وأعوانه في الغرب الى تصعيد الضغوط على سورية في خلال الأسابيع القليلة المقبلة قبل انسحاب القوات الأميركية من بغداد، بحيث يتحرك هذا الحلف لتحقيق عدة أهداف او بعضها على الأقل، بدءاً من إشغال قوى الممانعة بنفسها ـ وتحديداً بالأزمة السورية ـ وإذا أمكن إسقاط سورية ليسهل في مرحلة لاحقة الانقضاض على قوى الممانعة الأخرى في إيران ولبنان.

وتوضح الأوساط أن مؤشرات هذا التصعيد بدأت معالمه تتوضح في الأيام الماضية عبر سلسلة من الخطوات أبرزها:

ـ تحرك جماعة أميركا في الجامعة العربية لمحاصرة سورية وصولاً إلى رفع تدويل أزمتها وفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها.

ـ حصول حركة اتصالات مشتركة لدول الخليج والأمين العام للجامعة العربية مع واشنطن والغرب لزيادة الضغوط على سورية بما في ذلك التنسيق المباشر بما يتعلق بعمل الجامعة العربية.

ـ تحريك المجموعات الإرهابية المسلحة عبر أسماء وهمية مثل "الجيش السوري الحر" المزعوم، وما إلى ذلك من تسميات للتغطية على الأعمال الإرهابية التي تمارس ضد المدنيين والقوى الأمنية.

وتعتقد المصادر أن هذا التصعيد المتعدد الوجود سببه سقوط الخيار العسكري الغربي ـ الأميركي وحتى سقوط الكلام التركي عن إقامة "منطقة عازلة" وبالتالي لم يعد أمام هذا التحالف سوى العقوبات وتصعيد العنف في الداخل على طريقة استنزاف الوضع السوري.

لذلك، هل أن هذه الخطة الغربية ستؤدي إلى ما يريده أصحابها؟

في تأكيد الأوساط المتابعة أن الواقع السوري وحتى الدولي على دراية كاملة بما يريده الحلف الأميركي والخليجي من وراء كل هذه الضغوط على سورية ولذلك تتصرف القيادة السورية بما يُمَكِّنها من كسر كل حلقات هذه المؤامرة، بعد أن تجاوزت العديد من السيناريوهات التي أُريدَ منها إسقاط سورية في الأشهر الماضية ولذلك تعتمد المرونة في بعض الأمور والثبات اعتماداً على متانة الساحة الداخلية في أمور أخرى، وفي الوقت ذاته يجري التنسيق الكامل مع الحلفاء والأصدقاء في العالم خاصة مع إيران وروسيا بحيث يكون التنسيق قائماً حول كل التفاصيل بين دمشق وموسكو، كما أن القيادة الروسية جاهزة لاستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن لإسقاط أي محاولة أميركية ـ غربية ـ خليجية باستهداف سورية وإن كانت الأوساط تعتقد أن الحلف الغربي لن يسلم أوراقه بسهولة، ولذلك فالصراع مرشح لأن يستمر في الأشهر المقبلة.

 

البناء 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.