تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل اتفق العرب على سورية بإرادتهم!؟

مصدر الصورة
SNS

خاص/ محطة أخبار سورية

 

يلاحظ المتابع أياً يكن ـ العادي والمختص بالشأن السياسي ـ أن الجامعة العربية أصبحت منذ فترة مثل وكر الدبابير الهائج؛ الحركة والتصريحات والجلسات السريعة والمواعيد الزمنية الدقيقة المقدّسة والواجب احترامها... الخ.. وكأن هذه الجامعة تشكلت حديثاً، وبدأت نشاطها للتو ولم تستفق من موتها السريري المستمر منذ إنشاءها قبل عدة عقود. 

لم نعتد أن تكون الجامعة العربية بهذا النشاط وبهذه الحماسة. فقد سقطت فلسطين وسقط الأقصى وشُرد معظم الشعب الفلسطيني، من قبل إسرائيل التي احتلت جنوب لبنان ودمرته عدة مرات أيضاً، واحتلت غزة ودمرتها وما زالت تحتل الجولان وتشرد مواطنيه، ولم يستفق أبو جهل العرب، ولم يهرع أو يشكّل أم يفعّل لجاناً! بل كان يجري تحويل أي موضوع إلى لجان عربية تشكل لتخريبه ودفنه، فما بالُ بعض العرب!!

ليس لبعض العرب بال، فقد بال الأمريكيون والغرب عليهم، ونفخوا في صور قيامتهم، فتحركوا مطيعين خانعين. وكانوا من قبل قد نزلت عليهم السكينة الأمريكية فلم يتحركوا ضد إسرائيل ولم يتحمسوا لاتخاذ موقف يكشف أنهم على قيد الحياة. أمَا وقد صدرت الأوامر السلطانية والتوجيهات الإمبراطورية للحرب على سورية، فليس على العبيد إلا الطاعة.

الكل يريد الحرب على سورية.. الكل يدفع باتجاه الحرب على سورية؛ الغرب والجامعة العربية وبعض الجيران!! هل حقاً من أجل الديمقراطية والحرية في سورية، ولإسقاط النظام السوري "المعادي" لشعبه!! الشعب الذي خرج قبل أيام بالملايين لتأييد هذا النظام ودعمه ودعم قيادته ونهج الإصلاحات الذي تقوم به، ولرفض كلّ ما يصدر عن الأدوات العربية التي تحركها أيادي الغرب المستعمر!! أيُّ ديمقراطية يحتاجها شعبٌ ما، تتم محاصرته اقتصادياً وسياسياً وتكنولوجياً ومحاربته إعلاميا ودبلوماسياً ونفسياً ويجري العمل على تجويعه وتركيعه والضغط عليه بلقمة عيشه؟

لو قام العرب بحملة مماثلة ـ في أي حقبة من تاريخهم ـ ضد إسرائيل، بحجم الحملة التي يقومون بها ضد سورية في هذه الأيام، لاندحرت إسرائيل وغابت عن الوجود، ولكنهم لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوه، لأن الإرادة ليست لديهم أو ليست ملكهم. هل حقاً يحبون سورية ويريدون الخير لها، أم يريدون التخلص منها ومن مواقفها التي تحرجهم وتشعرهم دائماً بعجزهم وتقصيرهم وتخازلهم وخياناتهم!!

هل نظلم بعض العرب إن قلنا إننا لا نريد لهم إلا ضعفي ما يتمنونه لسورية ولشعبها الأبي الواعي!؟ نخشى ذلك، لأن ما يبدو من تصرفات بعض العرب يفوق حقد الجِمال. مهما يكن، فربما لن يكون ما قام به هؤلاء هو الأعظم! فربما تفصل سورية من الجامعة العربية ويستعاض عنها بدولة أخرى؛ إسرائيل، مثلاً!!

أياً تكن المواقف والتطورات، فلعلّ أهم شيء على بعض العرب تعلمه أن السوريين مختلفين عن غيرهم وإنهم ليسوا كما يتوقعون! السوريون أصحاب تاريخ وحضارة، وليسوا طارئين على الحياة أو هامشيين عليها! السوريون سيعلمون بعض العرب كيف تكون الأشياء وكيف تصير، كما علموهم وغيرهم حروف الأبجدية في أوغاريت السورية قبل آلاف السنوات!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.