تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان: يطعمك الحج والناس راجعة!!

مصدر الصورة
SNS

خاص/ محطة أخبار سورية

عاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة أمام نواب حزبه العدالة والتنمية في أنقرة أمس، للتدخل في الشؤون السورية الداخلية عبر تصريحات بدت نافرة وكأنها قادمة من شخص غريب قادم كوكب آخر.

حاول أردوغان أمس ارتداء لباس التقى والطهارة والعفة، معتبراً أن «تركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة في وجه محاولات السلطات السورية قمع الاحتجاجات»، مع أن الكثيرين من الأتراك قصدوا سورية في الأيام الأخيرة، للتعبير عن تضامنهم مع قيادة سورية وشعب سورية، وبالتالي قدموا "رفضاً ضمنياً" لمحاولات أردوغان ركوب موجة الإصلاحات في سورية لتبرير تدخله وإعطائه الأوامر السلطانية.. مع أن حكومته ووزارة خارجيته تخبئ من يرسل ويستخدم الأسلحة لقتل الشعب السوري.

بالأمس، حاول أردوغان أيضاً الاستناد إلى القرآن لتعزيز موقفه، بأن«قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعاً»، ناسياً تاريخه وتاريخ حزبه وما يقوم به ضد مواطنيه من حملات قتل وتعسف!! ولعل طرح سؤال بسيط يفضح كلّ ما يخفيه أردوغان من مكر وخداع؛ ترى هل يتعامل رئيس الوزراء الداعي إلى "الديمقراطية والحرية" وحامل لواءهما مع أفراد شعبه بكلّ طوائفه وفئاته بشكل متساوٍ أو هل يمنحهم نفس الحقوق والاحترام؟ نعرف الجواب ونعرف نظرة الكثيرين من الأتراك لرئيس وزرائهم، ونعرف المظالم التي يتعرض لها الكثيرون من الأتراك.

لقد مضى وقت التصريحات والشعارات الرنانة، بعد أن كذّبت الأفعالُ الأقوالَ وخالفتها، وبعدما تبيّن أن أحداً لم يعد راغباً بشراء البضاعة التالفة التي يريد أردوغان تسويقها في المنطقة. وربما من حسن حظ السوريين وسورية كلّها أنها لم تستمع لنصائح أردوغان ووصفاته كما طالب ويظل يطالب.

ولعلّ غياب الحديث في كلمة وزير خارجيته أحمد داود اوغلو في افتتاح «ملتقى اسطنبول» قبل يومين، عن مرحلة «تصفير المشكلات» مع الجيران، التي يبدو أنها انتهت وذهبت أدراج الرياح، يؤكد أن مرحلة الأردوغانية "الطيبة" قد انتهت فعلاً وتمت العودة إلى السياسة الأطلسية التي لاعلاقة لها بكلّ الشرق والمشرق والقضية الفلسطينية؛ السياسة التي قادت وتقود إلى مشاكل مع كل الجيران بدل تصفيرها.

دائماً، يتحدث أردوغان عن العدالة والحقوق والقضية الفلسطينية ولكنه بالممارسة، يقارب إسرائيل ويهادنها واقعياً وعملياً، ويتبع سياسة تخدم المصالح الإسرائيلية البعيدة المدى. ولعل في الدرع الصاروخية التي وافق على قيامها على الأرض التركية خير دليل على الازدواجية والنفاق الأردوغاني.

لم تعد البضاعة الأردوغانية تلقى رواجاً في المنطقة من سورية إلى لبنان ومصر وغيرهم. وإذا كان أول من أعلن الرفض الصريح لتدخلات أردوغان ومحاولاته استعادة زخم السلطنة في المنطقة، هم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فذلك دليل واضح على الرفض الشعبي لما جاء اردوغان تسويقه.

السيد أردوغان: لماذا تخرّب كلّ ما تم بناءه مع الجيران، ولماذا تقتل كلّ الأحلام الجميلة بقيام شرق أوسط جديد عماده التفاهم بين أهله والتعاون بينهم!! لمصلحة مَن تحرق كلّ أوراقك وتحرق سفن العودة وتغلق طرقها!! دمشق كانت بوابتك إلى المنطقة، وها قد أغلقت البوابة، فماذا أنت فاعل!! تواضع قليلاً وكفّ عن التصرف وكأنك "قائم مقام" أو سلطان المنطقة. استيقظ فقد بقيت وحدك والناس عائدة من الحجّ..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.