تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فــي حضـــــرة الترقــب والانتظــار..!!

محطة أخبار سورية

تكثر الأسئلة والاستفسارات.. بعضها يغالي في شططه، وبعضها الآخر يبدل من مزاجية التعاطي بين متفائل ومتشائم حول الدور المنتظر للجامعة العربية في الأزمة السورية.

 

مبدئياً لا يبدو الأمر مرهوناً فقط بالنيات وإن كانت اختباراتها حتى الآن غير كافية وأحياناً غير مرضية في بعض جوانبها، لكنها أيضاً ترتبط بالإرادات التي تحكمها القدرة على توجيه بوصلة الحدث فيها، خصوصاً أن الاختيار قائم في معظمه على استنتاجات مسبقة تفتقد لعوامل الموضوعية.‏

 

وإذا كان من السابق لأوانه الحكم على الحصيلة النهائية بهذه العجالة، فإن ما تقدمه في بعض بنوده يبدو متاحاً وبعضه الآخر غامضاً، وفي قسم منه لا يخلو من شبهة التعارض مع السيادة الوطنية التي نجزم أنها خط أحمر بكل الظروف والمعطيات.‏

 

لاشك أن ترقب السوريين لهذه الحصيلة كان واضحاً، بل بادياً للعيان باختلاف مواقفهم منها.. إذ إن كل طرف محكوم في بعض جوانبه باعتباراته الخاصة.. ومع ذلك ثمة تقاطعات تأخذ صفة المفارقة في دور الجامعة العربية والدور العربي كله.‏

 

فالسوريون الذين كانوا دائماً ضحية موقفهم العربي التضامني.. يجدون أنفسهم اليوم يدفعون ثمنه مضاعفاً نتيجة المداولات والصيغ التي يتم تسريبها من أروقة العمل العربي مضافاً إليه مرارة التجربة في ليبيا وما حملته من مآسٍ نفترض -من باب حُسن النية- أن لا أحد يرغب بتكرارها.‏

 

الأكثر من ذلك أن لدى غالبيتهم شكاً واضحاً بأن بعض من في الجامعة لا ينطلق من إيمانه بموقعها ولا بدورها وإنما هو مدفوع في بعض حساباته باتجاهات تقف خلفها جهات وأطراف أبعد قليلاً، من الإطار العربي. وهي في كل الحالات لا تخطئها العين السورية ولا تغيب عن الذهن السوري وخصوصاً مع بروز استطالاتها بشكل مرضي أحياناً وترافقها وتوازيها مع انتقائية واضحة تعكس حالة الاستهداف بمستوياتها المختلفة.‏

 

وعليه فإن حالة الانتظار بقدر ما كانت تعكس ترقباً أولياً، فإنها في الوقت ذاته أيضاً تنطوي على نيات فعلية وإرادة جادة يجهد السوريون من أجل إظهارها وترجمتها في إعطاء العمل العربي قدرة واضحة على التأثير في الأحداث العربية تكون سابقة يمكن البناء عليها في مختلف القضايا والهموم العربية الملاصقة لها.‏

 

لكن في الوقت ذاته فإن الجميع على امتداد ألوان الطيف السوري تساورهم شكوك ومخاوف من تسربات الجهد العربي .. وتنبت هواجس متعددة الأشكال والألوان والأحجام، وتمثل في جوهرها رؤية صريحة بوجود أصابع تريد أن تدفع وفق مشيئة تحقق بالسياسة ما عجزت عنه بأساليب التحريض والإجرام والقتل والإرهاب.. أو تمرر ما فشلت فيه في الإعلام والفبركة والتجييش.‏

 

على هذه القاعدة.. يتعامل السوريون في انتظارهم للحصيلة التي ستخرج بها جهود الوفد الوزاري العربي والتي يمكن أن تكون طاولة الأربعاء القادم في مجلس الجامعة مسرحاً لتجاذباتها الأخيرة..‏

 

وعلى هذه القاعدة أيضاً يجدون أنفسهم أكثر إصراراً على التمسك بما سبق لهم أن أكدوه من حرص على العمل العربي لكن بإطاره العربي فقط.. لا مدخلاً لغيره.. ولا حصيلة لسواه..‏

 

هكذا كانوا على مدى عقودهم الماضية.. وهكذا هم اليوم.. لم يتراجعوا يوماً ولا تبدو المستجدات بكل خلاصاتها قادرة على تغيير رأيهم.. بل ربما على العكس ستدفع بهم للتمسك أكثر من أي وقت مضى بما هم مقتنعون به..‏

 

حملوا وزر حضورهم في الجغرافيا السياسية.. وتحملوا تبعات تجذرهم في التاريخ. وبين هذه وتلك كانوا على الدوام حملة مشاعل لا يمكن لها أن تنطفئ تحت أي مسمى كان.. وفي ظل أي ظرف يطرأ.‏

*- علي قاسم

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.