تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نور الدين الجمال: صلابة الموقف تواجه المؤامرات

 

محطة أخبار سورية

لخّص العماد ميشال عون صورة الوضع في سورية بعبارة أن الرئيس بشار الأسد ربح المعركة على مستوى الشرق الأوسط، وهذا يعني أن المؤامرة الكونية على سورية بقيادة الولايات المتحدة ورعايتها مع حلفائها الغربيين وبعض العرب وتركيا، قد سقطت نتيجة صلابة موقف القيادة السورية في مواجهة هذه المؤامرة على المستويين الأمني والسياسي، وحتى الإعلامي.

وقبل أن يحقّق الرئيس الأسد انتصاره على هذه القوة الكونية التي أرادت تفتيت وحدة الشعب السوري، وإضعاف سورية كدولة مؤسسات، وليس كنظام، فإن الرئيس الأسد ربح على مستوى الداخل في الدرجة الأولى، وذلك من خلال الجيش السوري الذي بقي متماسكاً، على الرغم من الرهانات الأميركية والغربية على انشقاقه، وأثبت هذا الجيش العربي والوطني أنه قادر على حماية النظام، والوقوف في وجه المتآمرين في الداخل والخارج، في محاولاتهم تحويل سورية إلى إمارات، مثلما حاولوا في درعا وجسر الشغور، ولكنهم فشلوا اعتقاداً منهم أن نجاح تجربة بنغازي في ليبيا، يمكن أن تنسحب على سورية، ولكنهم أخطأوا في رهاناتهم هذه، متناسين أن الجيش السوري هو جيش عقائدي، يختلف عن الجيش المصري وعن الجيش الليبي وعن الجيش التونسي، والتجربة أثبت صحة هذه النظرية، والعامل الثاني بعد الجيش، هو وعي الشعب السوري الذي استطاع أن يحوّل طبيعة الأزمة في سورية من أزمة للشعب السوري، إلى أزمة لأصحاب المؤامرة، ومن هنا جاءت مبادرة الجامعة العربية، وإن كانت بعباءة أميركية، في محاولة لاسترجاع ما انقطع بين سورية وبعض هذه الدول، وعلى رأسها دولة قطر، لكن مهمة هذه اللجنة، وتحديداً قطر، تبقى مشبوهة حتى تثبت العكس، وإن كانت بعض المصادر السياسية ترى في تحرّكها، وفي هذا الوقت تجاه سورية، محاولة لانتزاع ورقة الحوار التي تعمل عليها روسيا، وانتقالها إلى جامعة الدول العربية، بوصف سورية عضواً في الجامعة، إلا أن الموقف الأخير للجنة الوزارية العربية حيال ما جرى في سورية يوم الجمعة الماضي، استناداً إلى معلومات مستقاة من إعلام "الجزيرة" و"العربية" حول سقوط عشرات القتلى في ذلك اليوم، وهذه المعلومات هي كاذبة بالطبع، لأن سورية بجميع محافظاتها لم تشهد سقوط أي قتيل، باستثناء جريح من قوى حفظ النظام في حماه، ومن هنا جاء رد وزارة الخارجية السورية سريعاً، على رسالة رئيس وزراء قطر، الذي كان سرّب للإعلام موقف اللجنة قبل أن يصل إلى الجهات المعنية في سورية، إذ كان من الأجدى أن يجري الوزير القطري اتصالاً بوزير الخارجية السوري، لاستيضاح الأمور وما تناقلته وسائل الإعلام المشبوهة، لكي تتوضّح الصورة أمامه، خصوصاً وأن القيادة في سورية والإعلام السوري الخاص والعام، لا يخفي أي معلومة أمنية عن شعبه في الدرجة الأولى، ومن ثم عن الرأي العام العربي والعالمي.

وترى مصادر سياسية، أنه أمام كل هذه المعطيات الداخلية والخارجية، فإن النظام في سورية ليس في خطر، مع العلم أن المطلوب هو أن تجري عملية الإصلاح، ولكن ليس عن طريق الدم السوري الذي تسيله المجموعات الإرهابية من خلال التعدّي على الجيش والقوى الأمنية الأخرى، وعلى المواطنين الأبرياء وما تقوم به الجهات المختصّة من اعتقالات للمجموعات الإرهابية ومصادرتها لكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر على أنواعها، دليل واضح على أن الذي يبادر إلى العنف والقتل هو المجموعات الإرهابية المأجورة، التي تقبض ثمن جرائمها مسبقاً من الجهات الخارجية، وهي باتت معروفة نتيجة التحقيقات التي تجري مع الإرهابيين.

وتقول المصادر السياسية، إن مشكلة النظام في سورية، هي في خياراته وسلوكه، فالولايات المتحدة لا تختلف مع سورية عندما يقرّر الرئيس الأسد أن لا يكون ممانعاً ولا داعماً لقوى المقاومة في المنطقة، لذلك فإن سياسة الرئيس الأسد هي المشكلة بالنسبة الى أميركا، وهو سيبقى ممانعاً ومقاوماً، ولأنه سيبقى ثابتاً وصلباً في مواقفه وخياراته الواضحة، فإنه ربح المعركة على مستوى الشرق الأوسط، يعني ربح المعركة في مواجهة الإدارة الأميركية وأوروبا وتركيا وبعض العرب، وهذا ما سيجعل سورية مستقبلاً دولة قوية ومحورية أكثر من أي مرحلة سابقة، مع مواكبة جدية لعملية الإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد.

 

البناء 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.