تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بعدما أُغرقت مصر واستُنزفت سورية.. هل أصبح الوطن البديل أمراً ممكناً!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

ذكرت صحيفة الحياة (28/10/2011 ) أن الملك الأردني عبدالله الثاني اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى تقويض المملكة الأردنية الهاشمية وتحويلها إلى وطن بديل للفلسطينيين كونه لا يؤمن بحل الدولتين. وتحدثت صحيفة معاريف الإسرائيلية قبل ذلك عن أن أجهزة استخبارات غربية تتحدث عن أن الملك الأردني بات مقتنعاً بأن نتنياهو يعتزم تقويض حكمه بعد وصول رسائل إلى عمّان تفيد بأنه بات يتبنى مخطط الوطن البديل.

التقارير والتعليقات والتصريحات الإسرائيلية عن الأردن وطناً بديلا للفلسطينيين، تكاد لا تنتهي. وما يصرّح به صقور الحكومة الإسرائيلية أحياناً أو أعضاء الكنيست في هذا الشأن كثير وواسع ومقصود. لكن الأهم هو أن إسرائيل ومن خلال ممارساتها على الأرض والتوسع الاستيطاني المستمر، خلقت واقعاً جديداً انعدمت من خلاله رؤية الدولتين، بحيث أصبح قيام دولة فلسطينية طبيعية أمراً مستحيلاً. وهي ما تزال مستمرة في وضع العقبات في طريق المفاوضات مع الجانب الفلسطيني لتأخير الوصول إلى حل نهائي أو العودة إلى حدود عام 1967، ولإجهاض عملية السلام بشكل كامل في المنطقة.

وإذا ما أخذنا بالاعتبار الواقع العربي الحالي، فإنه يمكن اعتبار أن إسرائيل تنتهز الفرصة لوضع خطة الوطن البديل موضع التنفيذ؛ أي جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. فالدول العربية جميعها منشغلة بهمومها وقضاياها الداخلية وليس لديها الوقت أو القدرة على الالتفات لما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمثلاً، نجد أنه خلال غياب مصر وعبر التضييق عليهاـ من موضوع المساعدات الغربية إلى القرصنة على مياه نهر النيل ـ تم تقسيم السودان، وأعلن الجنوب السوداني الجديد الرغبة في علاقات مع إسرائيل. وفيما كان القصف يتم فوق ليبيا وتحت شعارات غربية وبأسلحة غربية أطلسية، كان اليمن يعيش أزمة داخلية لم تنته بعد، ولا ملامح لقرب نهايتها، وكانت سورية وما تزال، تقاوم مخططاً رهيباً لتمزيقها وإيقاف دورها الممانع في المنطقة.

أما الدول العربية الأخرى فلا حول لها ولا قوة وهي في معظمها تهزّ رأسها طاعة للسيد الأمريكي. وإذا ما وضعنا الأردن تحت المجهر، فالسؤال هو: ما هي وسائل القوة التي تمتلكها عمّان للرفض والمقاومة، إذا ارتأى "المجتمع الدولي" أن يكون الأردن وطنُ الفلسطينيين البديل!؟ وكيف لدولة صغيرة مثل الأردن أن تقاوم المخططات الدولية في ظل غياب التوازن والردع العربي، وغياب المصالح الدولية التي قد تحمي الأردن.

ولعل إسرائيل، تحاول الآن الاستمرار في الحديث عن الوطن البديل لتجعل الفكرة أكثر قبولاً في أوساط الرأي العام العربي والعالمي. ولكن عندما تحين ساعة التنفيذ، يمكنها كعادتها اختراع أسباب عديدة وكثيرة، وتهيئة الأجواء المحلية والإقليمية والدولية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم ليستقروا في الأردن؛ فالدهاء الإسرائيلي والتخطيط الإسرائيلي البعيد المدى، قادر على خلق الذرائع وترويجها والدفاع عنها لتنفيذ ما تريد إسرائيل المدعومة من الغرب مادياً وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً.

لا نريد للأردن الشقيق إلا كل الخير والاستقرار والتطور، ولا نريد للفلسطينيين وطناً غير فلسطين من البحر إلى النهر، ولكن للعدو أهداف وغايات أخرى تناقض رغباتنا وتمنياتنا وأحلامنا وتريد تحطيمها، ولذلك، لابد لمواجهته من امتلاك عناصر القوة اللازمة والمؤهلة لذلك.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.