تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ما عجزوا عن أخذه بالقوة لن يؤخذ بالخداع والمؤامرة!!

خاص/ محطة أخبار سورية:

أصدر وزراء الخارجية العرب الذين تنادوا بسرعة أمس لحضور اجتماع في الجامعة العربية، تلبية لدعوة خليجية للبحث بشأن الأوضاع في سورية، بياناً فيه الكثير من التجني والسّم المدسوس في العسل. ورغم ذلك أكدت مصادر عربية أنه لم ينفث كلّ الشرور التي كان يطمح البعض بتحقيقها وقدِم وحضّر لأجل ذلك، والسبب مواقف بعض الدول العربية غير المعادية لسورية والتي لاتريد خرابها. ولقد بيّن مندوب سورية لدى جامعة الدول العربية السفير يوسف الأحمد بالأمس أنّ توقيت الاجتماع «غريب ومريب، ونرجو ألا يكون مرتبطا بفشل تحرك الولايات المتحدة وأوروبا ضد سورية وإنْ كنا نظن ذلك»، وتلك كانت إشارة مهمة وبارزة وضرورية.

ومع ذلك فإن اللافت أولاً، هو أنّ بيان الجامعة العربية لم يكن متوازناً ولم يكن منطقيا. فقد انحاز لطرف ضد طرف آخر، وهذا يفقد الجامعة دورها القيادي والحيادي في أي عملية وساطة بين السلطات في سورية والمعارضة السورية أياً كان نوعها، فكيف إذا كان الأمر مرتبط ببعض أطراف المعارضة التي يعرف القاصي والداني أنها صناعة غربية وتسعى لتحقيق أهداف غربية وإقليمية مدفوع لها لتحقيقها!!

واللافت ثانياً في البيان العربي تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة وزير خارجية قطر... مهمتها الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال، ورفع كل المظاهر العسكرية...الخ. وهذا الكلام ينطوي على تأكيدٍ لما قلناه سابقاً بأن الجامعة حمّلت السلطات في سورية مسؤولية العنف بالكامل ولم تشرْ إلى أطراف أخرى تحمل السلاح وتقتل المدنيين والأبرياء والعلماء وأفراد الجيش والأمن (وهذا الكلام بحدّ ذاته، يعتبر تغطية لهؤلاء المجرمين وحماية لهم)، ولم تكلّف نفسها عناء التأكد من الحقيقة التي عرض بعضها السفير الأحمد، لاسيما عندما أوضح أن عدد شهداء الجيش تجاوز الألف. والنقطة الأخرى في بيان الجامعة، هي رئاسة قطر للجنة العربية. والغريب، بل المفجع، أن يكون الجلاد والقاتل طرفاً في لجنة الحكم أو مسؤولاً عن قيام العدالة وتحقيقها. فقطر، هي من يشجع على القتل والعنف في سورية عبر الأكاذيب والأخبار الملفقة التي تبثها وتنشرها عبر إعلامها الواسع وهي التي تبث دعوات القتل والتحريض العلنية والمباشرة، فكيف يستقيم أن تكون حكماً وخصماً !!.

واللافت ثالثاً في البيان العربي الدعوة لعقد "مؤتمر لحوار وطني شامل بمقر الجامعة العربية وتحت رعايتها". وهذه دعوة صريحة إلى التدويل ومدخل له بعكس ما ادعت الجامعة في بيانها. وقد أوضح السفير أحمد أن «سورية تحفظت على تضمين القرار دعوة إلى حوار شامل في مقر جامعة الدول العربية... لأن سورية دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد وحماية أمنها وسلامة مواطنيها، وإن أي حوار وطني لا يمكن إلا أن ينعقد على الأرض السورية وبمشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع على اختلاف انتماءاتهم، وبحضور جامعة الدول العربية وفق ضمانات وآليات شاملة يتم الاتفاق عليها». وحسناً فعل المندوب السوري، لأن قبول سورية بالهرطقة العربية، وبالطرح العربي، كان سيقودها لاحقاً إلى فخ أكبر ينصب لها ولاسيما من أدوات الولايات المتحدة وأزلامها في المنطقة.

ولعلّ ما أوردته صحيفة السفير(17/10/2011) نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية من أن وزير خارجية قطر حمد بن جاسم، جاء إلى القاهرة "بنية مبيتة" لـ «تجميد عضوية سورية في الجامعة»، يؤكد المخاوف السورية ويبررها ويعززها ويعزز الشكوك السورية بالنيات الخليجية عامة ودوافعها وأسبابها، لاسيما مع وجود معلومات أخرى تؤكد أن الوزير القطري حاول استمالة المواقف العربية الأخرى التي رفضت بشدة تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، مما يطرح سؤالاً كبيراً عن الدور القطري؟؟

وإذا كان من الصعب فصل التحرك الخليجي المفاجئ والحامي، عن أحداث وتطورات المنطقة والضغوط التي تمارس على دول المقاومة وأطرافها من قبل الغرب وإسرائيل، ولاسيما مهزلة اتهام إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، فإن هذا التحرك الدبلوماسي المفاجئ، يعني من جانب آخر، فشل المخطط الإرهابي والتخريبي والإجرامي الذي بدأوا بتنفيذه في سورية قبل عدة أشهر، والهادف إلى ضرب الدولة السورية وموقعها ودورها، لذلك، انتقلوا إلى الحيل والخداع والمكر، في سيناريو يشابه ما حدث مع حزب الله اللبناني بعد انتصاره على إسرائيل في حرب تموز عام 2006.

بالطبع هذا لن يحصل ولن يحلموا بذلك. فما فشل الآخرون في تحقيقه في سورية عبر استخدام القوة والقتل والبطش والكذب والنفاق، لن يفرحوا بتحقيقه عبر الأساليب الملتوية والمكر وطاولات القمار التي يجيدون اللعب عليها، والتي يحاولون وضع سورية عليها لتقاسمها!

سورية كانت وستبقى قطب الرحى في المنطقة، وهي كانت ومنذ الأزلْ.. ولم تزلْ، مركز إشعاع وعلم ونور، وأهلها هم أهل حَميّة، وطالما حموها ودافعوا عنها، فهم مستمرون في حمايتها ورفع رايتها، وسيندم هؤلاء المقامرون وسيعودون لتقبيل الأيادي السورية للصفح عنهم، إن لم نقل أكثر من ذلك.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.