تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السفير: الايام الباقية حتى نهاية العام حاسمة في الصراع على المنطقة

ذكرت صحيفة السفير الصادرة اليوم الخميس 13/10/2011، في تقرير نشرته، أن مصادر دبلوماسية عربية في بيروت توقعات بأن تكون الأسابيع الفاصلة عن بداية العام 2012 حاسمة على صعيد تحديد أفق الصراع في سورية، بعد أن نجح النظام حتى الآن في استيعاب التحركات الداخلية المعارضة وفشل مجلس الأمن في فرض عقوبات على النظام.

 

 ان هذا  سيدفع بعض الدول العربية والغربية، إلى البحث عن خيارات جديدة أبرزها تشجيع بعض مجموعات المعارضة المسلحة على القيام بعمليات عسكرية وأمنية، تستهدف مسؤولين سوريين وشخصيات فاعلة في النظام وتفجير سيارات مفخخة في المدن الرئيسية، من دون استنفاد احتمالات أخرى تبدو صعبة المنال حالياً ولكنها موضوعة على جدول الأعمال، مثل تشجيع بعض الضباط على القيام بعمل عسكري انقلابي، على قاعدة أمر عمليات عربي ـ دولي بأن المطلوب إسقاط الأسد بأية طريق ممكنة قبل نهاية العام الحالي، وهو كلام قيل بعضه على هامش مؤتمر دعم المجلس الانتقالي الليبي في باريس، وخاصة من قبل الرئيس ساركوزي الذي تعهّد أمام بعض المسؤولين الخليجيين بالتفرغ لبشار الأسد في الأشهر المقبلة.

 

وتضيف المصادر أن خيار شن حرب أطلسية على سورية قد تراجع وهذا ما أبلغه مسؤولون أتراك لقيادات في تنظيم «الإخوان المسلمين» زارت تركيا مؤخراً وأن السبب الرئيس لعدم قدرة تركيا أو «الناتو» على القيام بعمل عسكري، يعود لعدم وجود غطاء دولي أو عربي ولقيام المسؤولين الإيرانيين بإبلاغ القيادة التركية وبعض المسؤولين العرب والأميركيين بأن أي عمل عسكري سيستهدف سورية سيؤدي لإشعال حرب شاملة في المنطقة كلها كما أن تركيا لن تكون بمنأى عن تداعيات الوضع السوري.

وقد أبلغ المسؤولون الإيرانيون أمير قطر بأن التغيير في سورية سيؤدي إلى تغييرات جذرية في دول الخليج، لأنه من غير المقبول أن تستمر الأوضاع في دول الخليج على ما هي عليه في ظل ما يجري في كل الدول العربية.

 

وتتابع المصادر إن الوضع الدولي والعربي يشهد حالياً متغيرات هامة ولاسيما بعد استخدام روسيا والصين لحق النقض في مجلس الأمن ضد أي قرار يستهدف سورية ورفض عدد من الدول الأساسية لهذا القرار وإن العالم يتجه اليوم إلى واقع جديد عبر انتهاء ما يسمّى (الحقبة الأميركية المسيطرة على القرار الدولي). كما أن المنطقة العربية والإسلامية تشهد خريطة جديدة عبر تكوّن محاور جديدة في ظل تراجع الدور السعودي والتطورات التي تواجهها مصر والدور الجديد الذي يلعبه العراق إلى جانب سورية، ما يعني أن المنطقة متجهة نحو تغيير كبير وإذا نجح النظام السوري في تجاوز الأزمة خلال الشهرين المقبلين وفشلت كل الجهود الدولية والعربية لإسقاطه فإن ذلك سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في المشهدين العربي والإسلامي.

 

وتضيف المصادر إن الإيرانيين أبلغوا الأميركيين أنهم قادرون على قلب الطاولة في كل المنطقة من أفغانستان إلى البحر المتوسط وإن «مؤتمر الصحوة الإسلامية» و«مؤتمر دعم الانتفاضة» اللذين عقدا مؤخراً في طهران، شكلا بحضورهما ومضمونهما رسالة واضحة للأميركيين ولبعض الجهات العربية والدولية بحجم القدرات الإيرانية والقوى المتحالفة مع طهران.

 

وأضافت المصادر إن القيادة السورية عبرت مؤخراً عن ارتياحها للموقف العراقي ولحجم الدعم الذي قدّمه العراق لسورية في الأشهر الماضية وإن الرئيس الأسد وعدداً من القيادات السورية أشادوا بالمواقف التي أطلقها نوري المالكي وبالجهود التي قام بها لدعم سورية وإن هذه المواقف والجهود تركت، في المقابل، صدى سلبياً لدى الإدارة الأميركية وكشفت عن فشل أميركا في الإمساك بالورقة العراقية برغم كل ما قامت به خلال السنوات الماضية.

 

ونقلت المصادر تخوّف القيادة السعودية مما يجري في المنطقة بعد التغييرات المتتالية وخروج الكثير من ملفات المنطقة من أيدي السعوديين، وأن السعودية تحاول اليوم استعادة بعض نقاط القوة.

 

وأشارت المصادر إلى أن لبنان لم يعد من الأولويات عربياً ودولياً إلا بما يخص الملف السوري وكيفية الاستفادة من لبنان للضغط على الوضع السوري، خصوصاً عبر العمل لدعم المجموعات السورية المسلحة وتهريب السلاح وحماية المجموعات المعارضة. أما على صعيد المقاومة وحزب الله فإن الأمور مجمدة حالياً لأن الخيار العسكري (الإسرائيلي) مستبعد حالياً إلا إذا حصلت تطورات غير تقليدية في الحرب على سورية مما قد يؤدي إلى اشتعال كل المنطقة.

 

وأكدت المصادر أن حكومة ميقاتي مستمرة حالياً. وعن مواقف النائب وليد جنبلاط، قالت المصادر إن جنبلاط تبلغ معلومات من مصادر عربية ودولية بأن النظام السوري قد يواجه تحديات كبرى في الأسابيع المقبلة وإن كل الاحتمالات قائمة، ولذلك فإن جنبلاط بدأ يستعدّ لهذا الاحتمال مما دفعه لإطلاق بعض المواقف النقدية لسورية وحزب الله، لكن هذا الرهان غير صحيح وسيضطر جنبلاط لإعادة ترتيب أوضاعه مجدداً في حال فشلت الخطة لإسقاط النظام في سورية  قبل نهاية العام 2011.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.