تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عطوان: الفيتو الروسي الصيني قلب كل الحسابات الإستراتيجية رأساً على عقب!!

 

رأى رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان في زاويته:   نشمّ رائحة حرب إيرانية، أن هناك عمليات تمهيد للحرب في أكثر مناطق العالم اشتعالاً، أي منطقة الخليج العربي، معتبراً أن تلقف أوروبا للاتهامات الأمريكية لإيران، والمبالغة في خطورتها، يؤكدان ذلك.

وقال: ليس سراً إن المملكة العربية السعودية تخشى من القدرات العسكرية والنفوذ السياسي الإيراني المتصاعد، فالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز طالب الإدارة الأمريكية بقطع رأس الأفعى الإيراني بأسرع وقت ممكن، واتهمت حكومته إيران قبل أسبوع بمحاولة زعزعة استقرار المملكة من خلال وقوفها خلف مظاهرات للأقلية الشيعية في المنطقة الشرقية، أدت الى مهاجمة مخفر وإصابة 13 من جنود الشرطة.

وذكر أنّ إيران استغلت انشغال واشنطن وحلفائها العرب طوال الأشهر التسعة الماضية بالربيع العربي لكي تضاعف جهودها لتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية تؤهلها، حسب خبراء غربيين لإنتاج أسلحة نووية في غضون ستة أشهر، إذا لم تكن قد أنتجتها فعلاً.

ورأى عطوان أنّ ما يقلق واشنطن أيضا 'الفيتو المزدوج' الذي استخدمته كل من روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع فرنسي ـ بريطاني لفرض عقوبات على سورية، حليفة إيران الأساسية في المنطقة العربية، وهو 'فيتو' قلب كل الحسابات الإستراتيجية رأساً على عقب، وأعطى النظام السوري فسحة من الوقت لالتقاط الأنفاس، بل وزيادة نشاطاته الأمنية في التعاطي مع المعارضة الشعبية التي تطالب بإسقاطه.

وأضاف الكاتب أن الصين وروسيا من ابرز شركاء إيران التجاريين، وتتطلعان الى تعزيز وجودهما في منطقة الخليج، حيث ثلثا احتياطات النفط في العالم، ومخزون الثروات المالية الهائلة التي تقدر بتريليونات الدولارات على شكل صناديق استثمار سيادية أو عوائد نفطية سنوية، تقدر بحوالي 600 مليار دولار، وهناك دراسات تؤكد أن الحرب في ليبيا التي يلعب فيها حلف الناتو الدور الأبرز، هي أبرز أوجه التنافس الأمريكي ـ الصيني على احتياطات النفط وعائداته في القارة الإفريقية.

وحذر عطوان من أن حلف الناتو يوشك ان ينجز مهمته في ليبيا، فنظام العقيد معمر القذافي لم يعد في السلطة، وآخر مواقعه في مدينتي سرت وبني وليد تترنح، وباتت على وشك السقوط في ايدي الثوار الليبيين، وأنّ هناك اعتقاد راسخ لدى بعض المراقبين، بأن دور حلف الناتو وضرباته في ليبيا، ونجاحه في تغيير النظام فيها، هو 'بروفة' لتكرار السيناريو نفسه في طهران، أي الاقتصار على القصف الجوي والصاروخي دون التورط في حرب برية.

ولم يستبعد عطوان أن ن تكون موافقة إسرائيل المفاجئة على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس وبوساطة مصرية، تصب في هذا السيناريو، لأن إسرائيل قد تكون جزءاً أو مساهماً في أي هجوم أمريكي على إيران.

وأوضح الكاتب إنّ عملية 'شيطنة' إيران من قبل الولايات المتحدة بدأت قبل سنوات، ولكنها دخلت مرحلة جدية بعد تغلغل النفوذ الإيراني في العراق، على حساب الوجود الأمريكي، وتصاعد دورها في دعم طالبان وربما 'القاعدة' أيضا في أفغانستان، وتلويحها بتحريك الخلايا الشيعية النائمة والحية الموالية لها في منطقة الخليج والسعودية.

واعتبر عطوان أنّ الأمر المؤكد أن منطقة الخليج ستكون مسرحاً لواحدة من حربين، واحدة باردة، وأخرى ساخنة، وربما الاثنتين معاً، بحيث تمهد الأولى 'الباردة' للثانية 'الساخنة'. وفي كل الأحوال سترتفع أسعار النفط، وسترتفع بموازاتها حدة التوتر في المنطقة الخليجية.

وذكّر الكاتب بأن العقيد معمر القذافي أرسل فريقاً لاغتيال العاهل السعودي، ولم تتحرك واشنطن ولندن وباريس ضده. فلماذا تتحرك هذه العواصم وبشراسة بسبب مؤامرة مفترضة لاغتيال سفير سعودي وتبدأ بالتحريض والتصعيد على غرار الحملة التي سبقت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ونظامه؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.