تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

يوم للوطن.. يوم لسورية!!

خاص/ محطة أخبر سورية

بالأمس خرجت مسيرات كبيرة وحاشدة جابت شوارع العاصمة السورية دمشق، والتقت كلّها في تجمع واحد هائل وضخم في ساحة "السبع بحرات"، قدّره الكثيرون بأنه تجاوز المليون شخص. وقد حملت المسيرات شعارات كثيرة وعديدة، منها ما هو محضّر ومنها ما كان وليد المناسبة واللحظة، وكان أبرزها:

ـ الشعب والجيش معك يا قائد الوطن.

ـ سورية بلدنا والأسد قائدنا.

ـ الله محيّ الجيش.

ـ دعم استقلالية القرار الوطني.

ـ لا تخافي يا سورية جنبك الصين وروسيّا.

ـ شوف الوحدة الوطنية إسلام ومسيحية .. دروز وشيعة وسنية.. وأكراد وعلوية.

ـ سورية حرّة حرّة.. أمريكا طلعي برّا.

ـ الشعب يريد بشار الأسد..

ـ الله.. سورية..  بشار وبس.

ـ يا للعار يا للعار باعوا ليبيا بالدولار.

ـ  يللا يللا يا بشار، بدنا نكمل المشوار.

ـ نازلين بالملايين لعيون روسيا والصين.

 

وهذه الشعارات والهتافات والمسيرات إذا ما أردنا تحليلها وقراءتها يمكن القول إنها عكست أشياء عديدة، أهمها:

 

أولاً، أن الشعب السوري فهم اللعبة الدولية والإقليمية وأدرك أن هناك، حقيقةً، من ركب حصان مطالبه ليدخل على الواقع السوري ويلعب به لضرب المواقف السورية والدولة السورية وليهزّ استقرار المجتمع السوري وأمنه الذي طالما تغنى به. ولا يهم الأدوات التي استخدمها هؤلاء إقليمياً أو عربياً أو دولياً؛ من فبركات وسائل الإعلام والضخ الهائل في المعلومات والأخبار المزوّرة والملفقة وصولاً إلى العقوبات التي تحاصر الشعب السوري وتستهدف كلّ نواحي التقدم والاستقرار في سورية، وحتى لقمة عيشه.

ولذلك، فعندما تحدّث السوريون أمس عن الوحدة الوطنية، ذكروا معظم الطوائف السورية (في سابقة لم تكن سورية تعرفها ولم تعهدها قبل الأحداث) التي أرادت الإشاعات المغرضة ووسائل الإعلام الخبيثة أن تقودها إلى التنازع والتصارع فيما بينها لهدم سورية، فكان الرّد هو رفع شعار الوحدة الوطنية وإعلان وحدة الطوائف وأنّ لا فرق بين الجميع، وأنه ممنوع التلاعب بالداخل السوري.

وبالأمس أيضاً رفع السوريون صوتهم "الواعي" عالياً تأييداً للإصلاح ودعماً له ولكن بقيادة الرئيس بشار الأسد. وهم ميّزوا بالتالي بين من يريد الإصلاح وبين من ركب موجته لحسابات وأغراض شخصية وأجندة خاصة؛ داخلية أو خارجية. وفي هذا ردّ قوي وواضح على الذين أرادوا تشويه صورة الرئيس السوري في ذهن مواطنيه؛ فالسوريون يريدون الإصلاح وهم مصرّون عليه وبقيادة رئيسهم، ولكنّهم يعلمون أيضاً أن الإصلاح لا يأتي في يوم وليلة. وفي هذا السياق، يمكن السؤال حقّاً كيف تتم مطالبة القيادة السورية(من قبل تركيا أو الولايات المتحدة أو شيخ قطر) بتنفيذ إصلاحات في أسبوع وهي تحتاج لسنوات عديدة؟ وإذا لم يكن ذلك تعجيزياً فماذا هو إذن.

ولذلك وجّه السوريون أمس رسالتين مهمتين؛ الأولى، لقيادتهم بأنهم صامدون خلفها، وبالتالي تم تشجيعها على المضي بخطوات الإصلاح والسير قدماً في المواقف التي تبنتها وثبتت عليها، ورفضت الشروط التعجيزية الغربية. والثانية، رسالة للغرب بأن هذا الشعب لا يثق به ولا بكلّ الشعارات التي يرفعها حول الحرية والديمقراطية وهو الذي يدسّ السم في العسل.

 

ثانياً، وجّه السوريون رسالة شكر قوية لروسيا والصين على موقفهما في مجلس الأمن. والسبب أنّ السوريين الذي يعملون "جميعهم" في السياسة ويتكلمون بها ويتابعون كلّ التطورات التي تهمّ بلدهم وغيره، لا يمكن لأحد أن يستغبيهم أو يضحك عليهم. وهم يعلمون أنه لولا وجود ووقوف أصدقاء دوليين أقوياء إلى جانبهم، لما كان لهم أن يثبتوا في مواقفهم القوية المعادية للغرب، والمواجهة والمتحدية له والرافضة لإملاءاته اللئيمة.

وفي هذا السياق، أظهر السوريون في مسيرتهم بالأمس أنهم يتماهون مع قيادتهم بشأن المواقف من الدول الصديقة والمعادية وهذا يبعث برسالة قوية تشجّع ألأصدقاء وتحبط الأعداء أكثر مما هم محبطين الآن، لاسيما وأنّ الموقف الروسي الصيني غيّر المعادلات والواقع القائم منذ سنوات.

 

ثالثاً، وجّه السوريون رسالة قوية للدول الإقليمية والعربية والعالمية، لاسيما المعادية، بأن اللعبة انتهت. فقد أوضح السوريون بالأمس أنهم أدركوا تبدّل الموقف التركي المتخاذل، وذلك القطري الضاغط المسيء لسورية وغيره ممن وقفت سورية إلى جوارهم وساعدتهم واعتقدت أنهم أصدقاء. وهذا الفهم الشعبي لتقلّب من كان يفترض أنهم إلى جانب سورية وقت الشدّة ولكنهم لم يكونوا كذلك، يعطي القيادة السورية هامشاً واسعاً للتصرف ويربك هؤلاء ويفرض عليهم أن يثبتوا براءتهم من المؤامرات والمخططات التي كانت تستهدف سورية. وإلا كيف لصحيفة مثل الشرق الأوسط السعودية أن تنشر خبراً عن وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم يقول إنه ممنوع من السفر إلى الخارج خوفاً من انشقاقه، ثم يظهر المعلم في اليوم التالي في نيويورك في اجتماعات الأمم المتحدة؟ إذا لم تكن هذه حرباً إعلامية وتضليلية فاسقة، فماذا هي إذن !؟

وفي هذا السياق، نجد أنه من المحزن أن بعض الدول العربية لا تفهم حقيقة موقف السوريين ودورهم وعقليتهم، لأنها لم تعش الحالة الوطنية والشعبية التي يعيشها السوريون والتي اعتادوا عليها، حيث التلاحم بين الناس على اختلاف انتماءاتهم. ومن هنا، فإن  عمليات القتل والترهيب لم تمزّق السوريين ولم تشتتهم، بل زادتهم قوة وتلاحماً تعاضداً، والهجوم على القيادة السورية زاد من تمسّك السوريين بهذه القيادة ومن دعمهم لها.

وإذا كان السوريون قد رفضوا النسخة الأصلية من التدخل الغربي والإقليمي، فهم بالطبع أعلنوا رفضهم للدمية الإعلامية التي يحركها هؤلاء والمتمثلة بمعارضة الفنادق والفقاعات الإعلامية. وربما أكد السوريون أمس، أن ما سمي بالمجلس الانتقالي سيبقى كذلك مدى الحياة، انتقالياً من بلد على آخر ومن فندق إلى آخر ومن قاعة إلى أخرى ومن محطة تلفزيونية إلى أخرى. بكلام آخر، أكد السوريون بالأمس أنّ من يريد خدمة الوطن لا يسمسر عليه ولا يزايد أو يقامر بمستقبله في أحضان الغرب الإستعماري.

 

رابعاً، أكد السوريون بالأمس وقوفهم خلف جيشهم الوطني القوي الحصين وأكدوا دعمهم له. لأن الأزمة التي تخطوها علمتهم أن قوة سورية الحقيقية هي من الداخل، وهي من قوة جيش سورية ومن وحدة جماهير سورية. وتأكد السوريون أن الجيش السوري القوي هو أحد العوائق التي منعت الفتنة وصدّت الهجوم الخارجي على سورية. وبذلك ردّ السوريون على كلّ محاولات تشويه سمعة هذا الجيش والتشكيك بوطنيته وبدوره.

ما جرى بالأمس، باختصار، هو إعلان نهاية حالة المرض التي مرّت بها سورية وإعلان الشفاء من الفيروس الذي حاول الآخرون حقن الجسد السوري به. بالأمس زغردت سورية للنصر وأعلنت رفض تدخل الآخرين في شؤونها. بالأمس أعلنت سورية أنها عادت أقوى مما كانت قبل الأزمة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.