تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ساركوزي يدافع عن"الإخوان"وإقناع الراعي بنموذج تركيا

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

لم يعد سراً ان انتخاب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أملته ضرورات مسيحية بامتياز، عندما اكتشفت دوائر الفاتيكان (حسب جريدة الديار اللبنانية) مخططاً اميركياً اسرائيلياً يهدف الى تعويم «حزب الاخوان المسلمين» في الشرق الاوسط كمقدمة لاحداث فتنة سنية شيعية تغرق العالم العربي في طوفان من الفوضى تكون نتيجتها شل العملاق الايراني النووي الذي بات يهدد اسرائيل وجودياً، خصوصاً وان حزب الله هو الذراع العسكرية لها وفق التقييم الاميركي.

 

وقد اعتمد المخطط وفق الفاتيكان على مقولة اعادة الاكثريات لحكم البلدان تحت شعار الديمقراطية خصوصاً وان مؤتمر سايكس بيكو حكم الاقليات في بعض الدول التي كانت تسمى «جبهة الصمود والتصدي» ومنها العراق وسوريا، وفيما ينشغل الشرق الاوسط في فتنة مذهبية يتحقق للاميركيين هدفان: الاول يتمثل بتبرير يهودية اسرائيل كدولة، والثاني السيطرة الاميركية المحكمة على اكبر مخزون نفط في العالم وما يستتبع ذلك من اعادة رسم خرائط الدول في المنطقة على قواعد طائفية واتنية.

 

وذهلت دوائر الفاتيكان بما تيسر لها من معلومات، خصوصاً وان المخطط قد يقتلع المسيحيين من جذورهم المشرقية بعدما باتوا اقليات، لاسيما وان غزو العراق والاطاحة بالنظام العلماني للبعث فيه كانت حصيلته اقتلاع من تبقى حياً من المسيحيين فيه، فرأت هذه الدوائر انه حان الوقت لتلبية مطلب البطريرك مار نصر الله بطرس صفير بالاستقالة التي قدمها للحبر الاعظم، ورأى الفاتيكان ان الوجود المسيحي لا يزال بخير في لبنان الذي يعتبر محط انظار المسيحيين في الدول المحيطة به، فوقع الخيار على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يتمتع بهمة شبابية تؤهله لتجسيد طموحات الشباب المسيحي بالاضافة الى علمه واحاطته بكل ما يتعلق بالناسوت واللاهوت، وهو يعتبر ملفاناً من ملافنة الكنيسة فجرى انتخابه على قاعدة ان الاحمال الكبيرة بحاجة الى رجل قدير وشجاع لقيادة السفينة في البحر العاصف.

 

وكان البطريرك الماروني في اجواء المخطط فحمل هواجسه الى باريس وطرحها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارته التقليدية التي تمليها اعراف بكركي، وقد فوجىء الرئيس الفرنسي بالكم الهائل من المعلومات التي يملكها الراعي وبالكثير من الهواجس حول الدور الفرنسي الذي كان عبر تاريخ الموارنة يشكل سقف الحماية لهم، وقد حاول الرئيس الفرنسي اقناع الراعي بأن الاخوان المسلمين باتوا مقتنعين بالدولة المدنية، وان «حزب العدالة والتنمية التركي» خير مثال على ذلك كونه نسخة عن حزب «الاخوان المسلمين»، فرد عليه الراعي بالسؤال طالما ان هذه قناعتكم كأوروبيين فلماذا رفضتم وترفضون انضمام تركيا الى دول الاتحاد الاوروبي.

 

الاوساط المواكبة للمخاض العربي كما يوصف الراعي المجريات بدأت طلائعه تتكشف في الربيع المصري الذي بدأ في احراق كنيسة امبابة في القاهرة، ولن ينتهي في المذبحة التي ارتكبت بحق الاقباط يوم الاول من امس وان الاحداث في مصر كما في سوريا يعتبر «حزب الاخوان المسلمين» رأس حربتها، وربما هذا الامر ما دفع الرئيس الجميّل الى الاعلان عن ان الربيع العربي لا يكون بقتل المسيحيين في مصر.

الديار

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.