تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المحكمة الدولية: دول الممانعة اغتالت رفيق الحريري!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

ذكرت صحيفة دير شبيغل الألمانية في عددها الصادر يوم الاثنين 15/8/2011، معلومات قالت إنها تؤكد علاقة إيران بعملية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وادعت الصحيفة أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تتبع بصورة مكثفة أثاراً تقود الى إيران، وأن كتائب القدس الإيرانية التي تعتبر اليد اليمنى للحرس   الثوري هي التي أشرفت على كامل العملية، مضيفة أن مسؤولين في الاستخبارات السورية شاركوا أيضاً فيها.. بالطبع نشرت الصحيفة تفاصيل أخرى تؤكد مزاعمها، ولكن نكتفي بهذا القدر مما أوردته دير شبيغل.

إن الذي يخطر على بال المرء فور أن يستمع إلى مثل هذه الأخبار، أن مجموعة من الدول والأحزاب والشخصيات كانت على معرفة مسبقة باغتيال الحريري؛ عرفت وفكرت وخططت وموّلت ونفّذت الاغتيال!! تصوروا عددَ كلِّ هذا الجيش الذي شارك في اغتيال رفيق الحريري، والذي نفّذ مهمته بمنتهى الإتقان والسّرية ولم تحدث أية خطيئة، أو ترتكب أيه هفوة تجعل العملية تنكشف؛ من ضباط وشخصيات لبنانية إلى ضباط وشخصيات سورية وصولاً إلى إيران؟؟ إنها عملية الألفية إذن، وليست عملية القرن الحالي فقط!!؟

بالطبع هذا غير ممكن وغير وارد، ولكن في السياسة تنتقل التهمة من شخص إلى آخر ومن مجموعة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، حسب ضرورة التوظيف السياسي للحدث الذي وقع قبل عدة سنوات ولم ينتهي التحقيق به إلى الآن، وربما لن ينتهي قبل سنوات أخرى، لاستخدام الحدث في ضغوط أخرى وفي توظيف آخر.. فمن يدري فقد تصبح السعودية القاتل المقبل للحريري، وقد تصبح مصر وربما الأردن أو فنزويلا… أو ربما قبائل الاسكيمو.. أو الصين إذا أيّدت خطّ المانعة والمقاومة أو إذا لم توائم سياساتها النهج الغربي.. مَن يدري!!

لكن الغريب أنّ هناك من لايزال يصّدق أن رفيق الحريري قد اغتيل بأيدي عشرات الأشخاص وبمعرفة مئات منهم وتخطيطهم.. والأغرب أنّ هناك مَن يصّدق أنه اغتيل بأيدي مَن كان مِن أقرب المقرّبين إليهم!! ربما هذا البعض لا يصدّق ويعرف الحقيقة الحقيقية والواقعية، وليس الحقيقة المزيّفة التي يتم تركيبها وتسويقها، ولكنه، يريد أن يصّدق ذلك لأنه يلبي مصالحه! إن لم تكن التهمة المتنقلة استثماراً وتوظيفاً لقتل الحريري واستخداماً رخيصاً لدمه وإساءة إليه، فماذا هي إذن!؟؟ أليست التهمة المتنقلة بالقتل حرباً ضاغطة؛ إعلامية ودبلوماسية وقضائية وجنائية وحتى اقتصادية!؟

مهما يكن، فإذا كان أهل رفيق الحريري وعائلته قد خسروه مرّة واحدة، فقد خسرته سورية وإيران والمقاومة عدة مرّات؛ عندما افتقدوه كصديق وعندما خسروه كمناصر للمقاومة وداعم قويٍّ لها، وعندما اتُهِموا بقتله ظلماً وكذباً.. وخسروه عندما تمّ توظيف دمه للنيل من القيم والمبادئ التي وقفوا وإياه معاً لأجل تحقيقها..

مما لاشك فيه، أنه في زمن الإعلام المفتوح على التهويل والدعاية والتحريض وإثارة الفوضى وتراجع الأخلاق والقيم.. وفي زمن الهيمنة الغربية على القرار العالمي، لايوجد مكان للمنطق والعقل وطرح السؤال عن مصلحة سورية والمقاومة وإيران باغتيال رفيق الحريري!! ولا يوجد مكانٌ أيضاً للسؤال إنْ كانت إسرائيل هي المستفيدة من اغتياله أم لا!!

تقول السياسات الواقعية الغربية "إذا أردت السلام.. فاستعد للحرب". ألم يحن الوقت بعد لأن نعامل هؤلاء الغربيين بمنطقهم ولنطبّق عليهم نظرياتهم في السياسة والاقتصاد والمجتمع!؟ هل نبقى خاضعين لأكاذيبهم ونفاقهم وتحت تأثير برامجهم، ونستمرّ أدوات لهم لتنفيذ مخططاتهم!؟ فمنذ زمن بعيد والغرب يتلاعب بنا كعرب ومسلمين وقد سئمنا ذلك، وعلينا وضع حدّ لهذا التلاعب، ولأن نكون مسرحاً وحقلاً للتجريب ولتنفيذ المخططات والسياسات الغربية ضدنا.

ليقل الغرب ما يريد.. ولتعلن المحكمة الدولية ما تشاء، ولكن الحقيقة الفعلية في مكان آخر، يجري العمل بجدّ وجهد كبيرين  على طمسها. وعليه "فلينقع" الغرب ومحكمته المزوّرة أي قرارات جديدة وأي اتهامات جديدة وليشربوا ماءها.. فقد انتهى الأمر!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.