تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا بين القيم والإملاءات الخارجية!!

خاص/ محطة أخبار سورية

 

لم يكن يخطر في بال أحد أنّ العلاقات السورية ـ التركية التي وصلت حدّ التعاون الإستراتيجي خلال الأعوام الماضية، يمكن أن تنقلب بين ليلة وضحاها، وتقارب الفراق.. بل وتلامس حدّ الطلاق البائن.

لو كنّا مَن تحدث عن ضغوط غربية على حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لربما تمّ تصنيفنا بأننا لا نكفّ عن الحديث عن المؤامرات والخطط الغربية وما إلى ذلك وأننا ننسب كلّ مصائبنا إلى الآخرين. ولكن عندما تنهض أهم أحزاب المعارضة التركية لتعلن أن السيد أردوغان ينفّذ سياسة أمريكية في المنطقة، وتحديداً تجاه سورية، وتشير إلى مخاطر هذه الممارسات على المنطقة، وعلى مستقبل العلاقات السورية التركية تحديداً، فهذا يوضّح أحد أسباب التحول التركي، وقد شهد شاهد من أهله!!

في الأشهر الماضية، تحدثت وسائل الإعلام العربية والعالمية عن تحوّل مقبل في الموقف التركي وعن خطط تركية للتدخل في الشؤون الداخلية السورية، وأكدت التطورات واستقبال أنقرة للمعارضة السورية واحتضانها لها في أكثر من مناسبة، ولاسيما الإسلامية و"المرتمية" منها في الحضن الأمريكي، صحة بعض ما أورده الإعلام.

وهذا رغم وضوحه لا يفسّر ولا يبرر التحوّل التركي من سورية. أما الحديث التركي "الأردوغاني" عن غيرته على الشعب السوري وحماسته له، فهو موضع شك وتساؤل أشد، لأن التاريخ التركي القديم والحالي في التعامل مع المواطنين الأتراك لا يشفع له ولا يسمح بتصديق هذه العواطف. ومع ذلك، نُلفت إلى إنه منذ نهاية الحكم العثماني، لم تحظَ المصالح التركية (إذا كانت العلاقات بين الدول تقوم على المصالح وليس العواطف) في البلاد العربية بالاهتمام والتطور كما حصل في السنوات الأخيرة، بعد أن فتحت سورية بوابتها للحضور التركي؛ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي...الخ. فهل تراجعت تركيا وسارت في خطّ يناقض مصالح الشعب التركي طواعية، أم أنها تتعرّض لضغوط غربية أمريكية كبيرة لإعادة النظر في مواقفها وقبض ثمن معيّن للمكر والخداع السياسي؟؟

هل اهتزاز الموقف التركي نابع من شخصية أردوغان، أم سببه حزب العدالة والتنمية الذي له ميولٌ وأصول معينة!؟ أياً تكن الأسباب وراء التحوّل التركي، فهو لا يخدم المنطقة ولاشعوبها ولا العلاقات السورية التركية ولا المصالح الكبيرة للبلدين، لاسيما بعدما تمّ الحديث عن خطط ومشاريع مشتركة، منها ربط البحار الخمسة ببعضها.

ربما دخلت تركيا مع الآخرين، في رهانات خاسرة على سورية، بناءً على معطيات ومعلومات مزيّفة تبرّع بها البعض ممن يجهل حقيقة الأوضاع في سورية وحقيقة قوة الدولة السورية، فمالت مع المائلين وتخطّت الحدود وأحرقت سفن العودة دون تبصّر، فخسرت ما كان وما سيكون.

في الماضي، رفعت تركيا شعار صفر مشاكل مع الجيران، سارت في هذه الطريق قليلاً، ثم تراجعت. لم تحقق سياسة صفر مشاكل أياً من أهدافها، بل كانت نتائجها صفرية على كلّ المستويات، والفضل يعود، حسب المعارضة التركية إلى خضوع السيد أردوغان واستجابته إلى تعليمات العم سام التي لا تأخذ المصالح التركية بالحسبان!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.