خاص/ محطة أخبار سورية
سورية في حراك.. سورية في حركة دؤوبة ودائمة. سورية تنفض عنها غبار الكسل والترهل وتستعيد شبابها وحيويتها وألقها. سورية تستجمع كلّ قواها وكوادرها وتشحذ طاقاتها لبدء مرحلة جديدة.
مؤتمرات الحوار في كلّ مكان.. اللقاءات المختلفة بين الجميع لبحث صورة وشكل ومضمون سورية الجديدة. الكل يبحث عن دور وعن وظيفة ويقدّم ما لديه. لاشيء محرّم على البحث أو ممنوع الخوض فيه تحت سقف الوطن وضمن إطار مصلحته العليا.
الحوار الوطني سيد الموقف، والمشاركون جمعوا كلّ أطياف الشعب السوري، ودور الحوار الوطني يتناول معالجة كلّ القضايا؛ في السياسة وفي الاقتصاد وفي الإدارة وفي المجتمع لتخطي الأزمة الراهنة التي غدت في نهايتها، والتي تحوّلت بفضل وعي السوريين وحبهم لبلدهم إلى فرصة لبناء سورية الجديدة العصرية. تعديل الدستور!! ليكن. تغيير الدستور، لماذا لا !؟ طالما أن الهدف هو صياغة دستور جديد للبلاد يواكب ويؤسس للمرحلة الجديدة التي نعبر إليها!؟
الحوار الوطني أيضاً حول مشاريع قوانين جديدة مهمة لصورة سورية ولقوة سورية ولتغيير سورية ولتنشيط وتحديث وعصرنة سورية؛ مشروع قانون الأحزاب لتفعيل الحياة السياسية، مشروع قانون جديد للانتخابات أكثر ملائمة وحداثة، ومشروع قانون عصري للإعلام ليلعب الإعلام دوره وليمارس رقابته. أجل؛ إنها سورية الجديدة تصنع بأيدي أبنائها المخلصين!
لكنّ في القلب غصة ما تزال تنغّص الفرح وتمنع الابتهاج بهذا الحراك والانتقال الوطني الجماعي إلى المجد؛ التحركات والتصرفات التي يقوم بها البعض وتؤثر على الاستقرار والهدوء الداخلي. لماذا حمل السلاح ولماذا القتل ولماذا التخريب ولماذا تدمير منشآت الوطن التي تخدم أبناء الوطن جميعاً؟؟ لماذا الاستماع لتحريض الخارج المغرض المدمّر، ولاسيما بعد ان انكشفت خيوط المخططات الهادفة لضرب الوطن وتمزيقه!؟ الوطن بخير.. ويسير قدماً نحو التطوير والتحديث، وما كان حلماً قبل أشهر أصبح بين أيدينا أو قاب قوسين!! فلمصلحة مَن يتم القتل وتتم المظاهرات والفوضى ومحاولة إعادة الأمور إلى الوراء!؟
الوطن يحتاج الجميع ويتسع للجميع عبر المحبة والألفة وعبر قيام كلّ فرد بدوره في البناء والتنمية! لا يبني القتل وطناً ولا تعمّر الكراهية داراً.. وعلينا جميعاً كسوريين الترفع عن الأنانية وتقديم كلّ ما نستطيع لحماية سورية وإعمارها وتطويرها لتبقى خالدة عظيمة لأجيالنا القادمة.
