تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قــوّة سوريــة من الداخــل..!!

خاص محطة أخبار سورية

في كلمته التوجيهية أمام مجلس الوزراء يوم 18 نيسان الماضي، طالب الرئيس بشار الأسد الوزراء الجدد بالتخفيف من السفر إلى الخارج، والعمل على حلّ مشاكل المواطنين والتواصل معهم. وفي كلمته الأخيرة يوم 22 حزيران الحالي أكد الرئيس الأسد أن أهم ما قام به خلال السنوات الماضية، كان اللقاءات مع الوفود الشعبية. ماذا يعني ذلك، وكيف يمكن فهمه!؟

لقد قام الرئيس الأسد في الأعوام الماضية بجولات خارجية كثيرة، ولاسيما إلى أوروبا. وتبيّن عند ساعة الحقيقة أن هؤلاء الأوروبيين لايمكن ان يكونوا أصدقاء حقيقيين. فصداقتهم تقوم على متابعة وتحقيق وحماية مصالحهم ومصالح حليفتهم الرئيسية في المنطقة؛ إسرائيل. وكلّ ما عدا ذلك شيء ثانوي بالنسبة لهم ويمكن البحث فيه والتفاوض عليه.. ولذلك فإنه من غير المسموح لأحد أياً كانت صفته وموقعه وقربه وأهميته ووزنه أن يقترب من هذه المصالح أو أن يهددها أو أن يشكل خطراً عليها وإنْ في المستقبل البعيد. وعندما رفضت سورية عبر قيادتها بعض مطالب الغرب الأوروبي والأمريكي كانت الحملة الشعواء المستمرة عليها تحت ستار حقوق الإنسان، وكان الانقلاب في المواقف والتنكر لكلّ القيم وحتى أبسط المعايير الدبلوماسية وكانت العقوبات أيضاً.

وحديث الرئيس الأسد لوزرائه الجدد يؤكد أنّ ما يمكن لهم إنجازه، هو هنا في سورية وبين المواطنين وليس في الخارج. وهذا يتأكد في خطابه الأخير. فعندما يبيّن الرئيس الأسد ان أهم ما قام به خلال السنوات الماضية، كان اللقاءات مع الوفود الشعبية، يعني أن هناك أموراً وتبدلاً في أولويات واهتمامات القيادة في سورية.

فالشعب كان وما يزال وسيبقى هو البوصلة كما أوضح الرئيس الأسد، وهذا يعني استخدام هذه البوصلة بشكل صحيح للتوجه. وهذا يقود إلى تقديم أولوية الوضع الداخلي على الخارجي، دون إغفاله وإهمال الأخير؛ فلن تستطيع سورية أو أي دولة في العالم مقاومة الضغوطات والصمود إن لم تكن جبهتها الداخلية قوية وصلبة ومتماسكة.

ولن تكون أي جبهة داخلية صلبة ومتماسكة وهي تعاني من الفساد والخلل والمشاكل العديدة؛ فوجود الفساد والمفسدين في جسد الدولة يضعفها وينهكها؛ ووجود المخربين والمتخلفين بين أوساط الشعب يوهنه ويضعف عزيمته؛ ووجود مشاكل مزمنة تم تأجيل حلّها أو تمت التعمية عليها يجعلها تكبر وتصبح أكثر ضرراً وخطراً وتفجراً وذلك يضعف الدولة ويربكها.. ووجود أناس غير مؤهلين في بعض مفاصل القرار ولاسيما الاقتصادي، يوهن الدولة ويضرّها ويجعل اقتصادها متخلفاً وغير مؤهل لمواجهة الأزمات التي قد تحدث...الخ.  

بكلام آخر، فإن التوجه نحو إصلاح البيت الداخلي السوري هو الأولوية وهو البداية الصحيحة لمواجهة التحديات الخارجية والضغوط التي تتعرض لها البلاد وما أكثرها وهي مستمرة ولن تتوقف ما دامت سورية تدافع عن قضايا الأمة وتحمي مصالحها الوطنية.

فالإصلاح الداخلي بكلّ جوانبه، السياسي والاقتصادي والإداري والمالي والضريبي والاجتماعي والثقافي والإعلامي و... هو المفتاح الصحيح للوصول إلى سورية قوية متماسكة صلبة قادرة على مواجهة التحديات والأعداء وفرض إرادتها في مجتمع دوليٍ تغيب عنه العدالة الدولية وتتحكم به مجموعة من الدول التي تسخره لحماية مصالحها واستمرار نفوذها.. وهذا الإصلاح يحتاج جهود جميع السوريين داخل الوطن وخارجه للنهوض بسورية من جديد ووضعها في صدارة الدول المتقدمة. سورية تختزن كلّ الحضارات البشرية في كنفها، ومن حقها على أبناءها ان تستفيد من هذه الكنوز لتعيد تألقها ووهجها.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.