تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رسالةمفتوحةإلى الزعماءالأتراك: لاتخيبوا آمال الشعوب

محطة أخبار سورية

تحية وبعد... إن المراقب لأحداث المنطقة العربية والمتفائل بعودة تركيا إلى أحضان الشرق الأوسط بعد قطيعة دامت قرناً من الزمن – منذ وصول أتاتورك إلى سدة الحكم وارتمائه في أحضان الغرب المعادي للمنطقة وقضايا شعوبها المحَّقة ، وسلخ لواء اسكندرون وضمِّه لتركيا الحديثة بعد مؤامرة وايزمان وبلوم الفرنسي وعصبة الأمم مقابل اعتراف دولة تركيا بدويلة إسرائيل - وموقفها خلال العقد الأخير - يلاحظ بكل وضوح فرحة وانشراح الشعوب العربية وخاصة في سورية ولبنان وفلسطين من مواقف بدت للجميع شريفة وجريئة من ممثلي الشعب التركي المسلم في المحافل الدولية وعلى الساحة السياسية وحتى في البحار والمياه الدولية: فلقد فاز موقف السيد رجب طيب أوردغان في مؤتمر دافوس في سويسرا ببالغ التقدير والاحترام من جميع الشعوب المحبَّة للعدل والسلام . نعم لقد انسحب أوردغان من ذاك الاجتماع بينما بقي مسمَّراً المسؤول الأول عن الجامعة العربية على كرسيِّه ليشَنِّف أذنيه بكذب أحد دعاة السلام من منتحلي الإنسانية . وفاجأ البعضَ يومئذ أحدُ أمراء العار فنهض ليعانق العدوِّ ويبستم له ويعتذر . فكان موقف أوردغان يومئذ بالمقارنة مع أحوال أولئك المستعربة المجهولي الأصل شريفاً واستحقَّ كل إجلال . ثم مَن منَّا ومِن غيرنا من شرفاء العالم لم يفرح ويحزن لِما حصل على ظهر سفينة المساعدات التي غادرت تركيا إلى مياه غزة لنصرة المستضعفين المحاصرين من مقبل متبجحي الحرية وأدعياء الديمقراطية والسلام . ومن لم تقر عيناه من رؤية الزعماء الأتراك بدءًا من رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء إلى وزير الخارجية وغيرهم من المسؤولين يُهرعون إلى سورية لإبداء المحبَّة ... والصداقة الحميمة مع سورية ورئيسها الدكتور بشار الأسد فيعقدون معاهدات استراتيجية ويمشاركون في مشاريع استثمارية وثقافية وبناء سدود مشتركة واتفاقيات سياحية بعد أن ألغيت تأشيرات الدخول بين البلدين . نعم حصل كل هذا بعد قطيعة دامت زمناً طويلاً . لقد فاجأتم في تركيا العالم الإسلامي والشعوب العربية قاطبة بهذه المبادرات الجميلة الرائعة وأحسن الجميعُ بكم الظن واستبشروا بالخير العميم . ولكن الذين لم يحسنوا الظن يومئذ قالوا أنكم لجأتم نحو الشرق والأصل بعد يأسكم من الغرب الذي أساء بحق الأتراك طيلة فترة صحبتكم وتحالفكم وتضحياتكم أيضاً . أحيلكم إلى أقوال وزير خارجيتكم الدكتور أحمد داود أوغلو في كتابه " العمق الاستراتيجي ، موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية " حيث يعرب عن خوفه وقلقه حينما يصف علاقاتكم مع الاتحاد الأوروبي فيقول على الصفحات 562/565: " وتشمل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا شبكة من العلاقات الاستراتيجية ، تزداد تعقيداً عندما تكون منطقة الشرق الأوسط محورها الأساسي ، فالخلافات الاستراتيجية ذات المعيار الإقليمي ، التي تحمل إمكانية الخلاف والتناقض بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في الشرق الأوسط ". " وإيجازاً ، يمكن القول أن القدرة على التوفيق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن السياسات الإقليمية التي تؤثر في المستوى الاستراتيجي تشكل واحدة من أصعب المجالات في عملية التكامل". " فقد تتحول عملية التكامل مع الاتحاد الأوروبي إلى ساحة صدام ، تتصارع عليها المصالح الإقليمية " . ثم يتكلم الدكتور أوغلو في كتابه عن تصدير العمال الأتراك إلى ألمانيا الاتحادية ضمن خطة تعاون اقتصادي مكثف فيقول على الصفحة 567/571 : " استمدَّ الجناح الغربي لألمانيا المنقسمة قوته العضلية لتشغيل الاقتصاد من الشبان الأتراك " . " وقد نظرت تركيا إلى تعاونها الأمني المتزايد مع الولايات المتحدة في تلك الفترة باعتباره عنصراً ضمن سياسة خارجية يكملها التعاون الاقتصادي المكثف مع ألمانيا " . " تعرضت الأهمية الاستراتيجية لتركيا ، من زاوية النظر الألمانية ، إلى تغيير كبير ، بالنسبة لتركيا " . " وكما أن تلاشي التهديد السوفياتي وانهيار حلف وارسو خفَّفا من الشعور بالحاجة إلى الدور التركي " . " وساهمت المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تولدت عن توحيد الألمانيتين في بروز رؤية ألمانية للأتراك باعتبارهم عنصر ضغط سكاني ؛ وأصبح حق التنقل الحرّ الذي كانت متوفرة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي مصدر قلق بالغ للألمان . بكلمة أخرى ، تحول إدراك الألمان للمهاجرين الأتراك الشباب ذوي الكفاءة والحيوية من كونهم أهم الحواجز في وجه التهديد السوفياتي خلال الحرب الباردة ، إلى تهديد سكاني موجَّه ضدّ أوروبا بعد تلاشي التهيديد السوفياتي وتبلور توازنات جديدة في الاتحاد الأوروبي . وتصاعد ، بعد انتهاء الحرب الباردة ذات الطبيعية الأيديولوجية ، خطاب " صدام الحضارات" ، الذي بدا كأنه إعلان عن حرب باردة جديدة ، تقوم على أساس حضاري ، ونوع من أنواع الإقصاء والاستبعاد للآخر " . " دلالات خطيرة لتركيا ، التي تشعر بصعوبة انضمامها للاتحاد في المديين القصير والمتوسط . فوجود هذه الدول ، مع اليونان ، داخل الاتحاد الأوروبي ، واحتمال ضم الاتحاد مع مرور الوقت لكافة دول البلقان ، ما عدا تركيا ... سيترتب على مثل هذا الوضع مخاطر هامة بالنسبة لتركيا ، وتترك الشكوك التي تثيرها مثل هذه التصورات تأثيراً على العلاقات التركية – الألمانية أكثر من كل المشكلات الموجودة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي " . " ويمثل سعي الاتحاد الأوروبي للتوسع نحو أوروبا الشرقية ؛ وإصراره عدم منح تركيا العضوية الكاملة ، نمطاً من أنماط هذا الانكفاء على الذات ". " والحقيقة ، أن أوروبا بذهنيتها هذه تنغلق على نفسها " . أكتفي بتذكيركم بهذه الإنذارات – إن صحَّ التعبير – على لسان وزير خارجيتكم الحالي والتي لا تبشِّر الشعب التركي بخير من خلال تودُّد حكوماته مع أوروبا ، وأقول: أنا أعرف تماماً من خلال إقامتي في ألمانيا الاتحادية أن شركاتها كانت ترسل مندوبيها إلى الأرياف التركية لاستخدام الشباب الحيويَ القويّ الذي يستطيع مكابدة وتحمُّل العمل الشاق دون تكلف رب العمل بنفقات طبية وصحيَّة لدفع عجلة الاقتصاد الألماني لم يكن في نظر أولئك الألمان إلاَّ "علوجاً" يستهلكون شبابَهم ويستنفذون طاقاتهم دون السماح لهم بالاندماج مع المجتمع الألماني ولم يطلقوا عليهم اسمَ مهاجرين بل " عمال ضيوف " أي مستخدمين رخيصين مؤقتين ، سيرجعون إلى تركيا بعد - أن يفنوا شبابهم شيوخاً - ليجدوا أنفسهم في أزمات نفسية واجتماعية وماليَّة بعد تبدَّد وتلاشي آمالهم وأحلامهم الطموحة في حياة أفضل بعد العودة إلى الوطن . (راجع معنى العلوج في كتابي " بحوث في واقع أمتنا من الماضي والحاضر ج4 ص 115 - علوجٌ – أمريكان وبرطانيون – يَهجمون على العراق من الغرب (العلج ، حمار الوحش السَّمين القوي) . نعم يا أعزائي تلك كانت وما زالت نظرة الألمان للعمال الأتراك المساكين الذين كانوا أدوات نافعة فأصبحوا عبئاً على كل من الحكومات الألمانية والتركية والأوروبية بعد ما كانوا... فتحولوا على حد قول الدكتور أعلاه: "أهم الحواجز في وجه التهديد السوفياتي خلال الحرب الباردة ، إلى تهديد سكاني موجَّه ضدّ أوروبا " أمّا عن التفات حكومتكم وبسرعة مذهلة إلى إقامة العلاقات الودِّية والحميمة مع سورية وخاصة مع الرئيس الدكتور بشار الأسد فكنت وما زلت أرجو اللَّه وأتمنى عليكم أن تكون نواياكم صادقة تجاه سورية لخدمة مصالح الشعبين السوري والتركي ، هذا إذا أخذنا بمعايير الدِّين الإسلامي الذي يدعو إليه حزبكم الحاكم . فالمواثيق التي أبرمتموها مع سورية ما أظن أن السوريين سيخونونكم في يوم من الأيام ويتراجعون عنها ويوجهون إليكم عبارات ازدراء وإهانة وتحقير وعداء على غرار سلوك جاك شيراك وساركوزي وأمثالهما من الزعماء الأوروبيين البيض الذين لم ولن يقبلوا بكم في يوم من الأيام مهما تغيرت وتبدلت لعبة الدول فالمشكلة بينكم وبينهم تستند إلى عصبيات عقائدية وعنصرية قديمة وعميقة ولا يزيدكم الزمن منهم إلا بعداً . فانظروا أين تضعون ثقتكم ، ولا أخالكم تجهلون هذا الأمر فأنتم ما زلتم في نظري رجالاً واعين ومثقفين وعلى مستوى رفيع جداً من المقدرة والكفاءة تستطيعون بها العودة لإثراء المنطقة والعالم الإسلامي أجمع . لقد فاجأتم من جديد ! بل أفجعتم العالم ولكن في الاتجاه المعاكس هذه المرَّة ، بانحيازكم إلى أعداء سورية حكومة وشعباً واستضافتكم مبتورين من أدعياء الحرية من نكرات ولقطاء لا يملكون تمثيل حتى أنفسهم في مؤتمرين في تركيا سمَّوا أنفسهم وسمَّيتموهم - عفا اللَّه عنكم – "معارضة" يصدِّرون الرُّعب والدَّمار والقتل والتمثيل بجثث رجال الأمن السوريين عبر حدودكم مزودين بالسلاح وأدوات الاتصالات والقتل والتخريب ويطالبون على تفاهتهم وعمالتهم بـ " الإصلاح ". ويا للعجب ! كيف صدَّقت عقولكم وأنتم حكماء في نظري مع علوِّ قدركم الثقافي والعلمي وخبراتكم الطويلة في السياسة والعلاقات الدولية ومجاورتكم لسورية الجريحة على أيدي مرتزقة يتسللون إليها من عندكم بأن دعواهم " الإصلاحات " ، فأخذتم تردِّدون هذه الشعارات وتصدرون الإنذارات والتحذيرات لسورية الأبية المستهدفة من قبل شياطين السياسة وسماسرة الحروب العالميين الذين لم ولن يرتوي ظمأهم من دماء الأبرياء . لقد انخرطتم في جوقة المطبِّلين للإصلاح وأنتم تساهمون مباشرة في خلق الفوضى التي نادت بها كوندوليسا المشؤومة لتكون مدخلاً للازدهاروالاستقرار . لم أعد أفهم شيئاً عن مواقفكم من سورية وقيادتها الحكيمة الشريفة في هذه الأيام . وهل يستطيع أحد إجراء إصلاحات في ظل هذه الإضطرابات والقتل والتحريق وعدم الاستقرار وإخافة وترويع الآمنين في سورية التي لم تعرف هذا النوع من الشرّ الذي يصدِّره لها الغرب باسم القيم والديمقراطية . لقد وصف نبيُّنا العربيُّ محمد (ص) الذي أخذتم عنه وعن طريقنا نحن دينَ الإسلام أولئك الذين تعاني منهم أمتنا اليوم بأن " وجوههم وجوه الأدميين وقلوبهم قلوب الشياطين " فصار الجميع واللَّه يرونَهم عياناً شياطنَ بعد أن بدت ضغائنهم وصارت قلوبهم المخيفة والمرعبة على وجوههم . أذكركم بما قاله الدكتور أوغلو في كتابه عن عجز حكومتكم بالذات عن إجراء الإصلاحات بسبب فقدان الأمن ! فكيف تريدون منا أن نقوم نحن بتحقيق الإصلاحات مع تحريضكم ودعمكم الرّعاع والمجرمين من الناس على إشاعة الفوضى والإخلال بالأمن في سورية . يقول الدكتور أوغلو في كتابه على الصفحة 629: " وربما يمكن القول أن أغلب دول العالم اتجهت نحو إصلاح ذاتها بعد الحرب الباردة ، غير أن تركيا لم تتمكن من إحداث التغيير اللازم بسبب مجموعة من المعوقات التي حالت بينها وبين إجراء الإصلاحات الداخلية اللازمة . بكلمة أخرى ، لم تتمكن تركيا من القيام بالنقد الذاتي اللازم بسبب فقدان الاستقرار السياسي والأزمات الاقتصادية والإرهاب " . كلمة أخيرة يا أصدقاء سورية والعالم الإسلامي كيف تصدِّرون إلينا الإرهاب الذي تعانون أنتم منه وكان سبب فشلكم في الإصلاح ؟ ما زلت آمل في أن تعيدوا حساباتكم مع معتقدكم الديني ومع حلفائكم وأصدقائكم ليعمَّ الأمن والسلام والازدهار ليس فقط في سورية وتركيا بل في جميع الدول المحبة للسلام . فإن لم تفعلوا فإني سأضطر لأن أبوح لكم من الآن ما يساور خاطري من أفكار لا أتمنى أن تكونوا أنتم طرفاً في أطيافها فأقول: كلنا يعرف إحدى عبارات دول الاستكبار في عالمنا المعاصر في أساليب تعاملها مع الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها وهي : " أسلوب العصا والجزرة " . نعم هذا فنٌّ ونوع جديد من أنواع الديمقراطية يُستعمل في تطويع الدول والشعوب ، وهذا الأسلوب لا يُجدي أبداً إلاَّ مع الجبناء الأذلاء . وأهيب بكم ألا تدخلوا في عداد الدول المطوِّعة فتذهب ريحكم . فالرئيس بشار الأسد لم يرضخ ولم يتخلَّ عن الحقوق الشرعية لسورية وعن المقاومة الشريفة والمطالبة بتحرير الجولان – ولا أريد أن أذكِّركم بلواء إسكندرون الذي ذهب ضحية من أجل اعتراف تركيا بدويلة مصطنعة على أرض فلسطين . أمام شموخ هذا الرئيس المخلص والشجاع كان لا بدَّ للغرب بعد فشله في إرغام سورية بعد غزو العراق من التهديد والترغيب ، فرأينا الغرب بعد هزيمته بدأ يحاول بموضة أداة " الجزرة " فصرنا نشهد رؤساء حكومات غربية ووزراء وكبار المسؤولين يتوافدون على سورية زرافات ووحدانا وقبل مغادرة وفد دولة أوروبية كنا نرى وفد دولة أخرى يصل إلى دمشق ، وصارت الزيارات المتبادلة والدعوات لرئيس جمهوريتنا المفدى لزيارات إلى باريس وروما وبرلين وبروكسل وفيينا ولندن والعديد العديد من تلك الدول لا تُحصى فأبرمت اتفاقيات سياحية ووعود – كما وعدكم الأوروبيون من قبل – بتحسين العلاقات واللَّه أعلم بنواياهم في التنفيذ . فهل استطاعوا اللعب على الدكتور بشار الأسد ورجاله بهذا الأسلوب الساذج المبتذل الرخيص لتغيير مواقفهم القومية والمشرفة والتنازل عن الحقوق والممانعة للهيمنة العالمية والاستعمارية ؟ بعد ما عرفنا أن الرئيس بشار الأسد ليس بالخبّ ، ولكن الخبّ لا يخدعه . بل رأينا وسمعنا ممثلين من الكونغرس الأمريكي يصرحون بأنهم تعلموا منه الكثير . كلا ... لقد فشلوا في جميع محاولات الاحتواء هذه فشلاً ذريعاً ... فانقلبوا على أعقابهم وأظهروا العداء لسورية وكشّروا عن أنيابهم البغيضة ، فأصبح تحرير الشعب السوري من رئيسه ونظامه شغلهم الشاغل لا يهدأ لهم عيش ولا تغمض لهم عين فلا قرَّت أعين الجبناء ، فلجأوا إلى أدوات وأساليب عدوانية شريرة قذرة دنيئة لم تعرف الإنسانية لها مثيلاً . وأسألكم الآن أنتم يا أعزائي زعماء تركيا وحزبها الإسلامي السؤالَ التالي وآمل أن تجيبوا بشرف وصدق: هل كنتم أنتم – أعأذكم اللَّهُ من هذا الشرَّ - أيضاً من أصحاب " الجزرة " . ثم انقلبتم علينا هكذا فجأة من دون دبلوماسيات ، وكل ما سمعناه منكم من عبارات المحبة والمودة والقبلات والمعانقات كان جميعها مجرَّد تمثيليات ؟ أرجو من اللَّه تعالى ألا تكونوا كذلك . عودوا إلى رشدكم وستجدون الرئيس بشار كريماً صفوحاً فلطالما رأيناه عفا وصفح عن زمرة من اشباه السياسيين في لبنان وغيره لم يكن بعضهم أهلاً للعفو. أما سمعتم أيضاً أنه أصدر العفو عن الملاحقين ؟ أما سمعتم خطابه التاريخي الذي لم يذكر فيه أحداً بسوء من جميع أولئك الذين أظهروا الكيد والعداء بما فيهم أنتم في تصريحاتكم العدوانية ؟ إن كنتم اعتبرتم بشار الأسد خصماً لكم فيا حظَّكم ! ذلك لأنه كتمَ الغيظ وسترَ على عيوبكم ولم يفضحكم لا هو ولا إعلام واجهزة الدولة بكلمة واحدة ، وإن لم تصدقوني فانظروا في أولئك الزعماء البذيئين كيف يصفون معارضيهم بأسوء عبارات السب والشتم والتحقير ، فزعيمنا بشار أعلى وأنبل من أن يسفِّ فينزل إلى مستوى الخصم في حال التمادي فهذه أخلاقنا في سورية ولا يجارينا في ذلك أحد ، أما قال تعالى في وصف هؤلاء { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } ؟. والحمد للَّه الذي جعل أعداء سورية من الحمقى . فلا تبددوا أحلام أجيالنا في تركيا وسورية وغيرها من البلدان في زمن تعصف بها أعاصير الشرَّ من كل مكان وكونوا أيها الإخوة من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ولا تذكِّروا شبابنا بقرونٍ مليئة بصفحات سوداء من تاريخنا كان فيها أجدادكم سبباً في ما تعانيه أجيالنا . فالوقت ما زال يسمح لإعادة النظر في المسلكيات وليس لكم أصدقاء غيرنا في هذه المنطقة المضطربة من العالم والتي ليست بحاجة إلى مزيد من مغامرات المقامرين . فلا تخيبوا آمال الشعوب ولا تكونوا عوناً لحزب الشيطان . والسلام                                 .

د . محمد ياسين حمودة yasinh@total.net

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.