تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سعوديات يطلبن من كلينتون دعم حقهن في قيادة السيارة!!

 

خاص/ محطة أخبار سورية
 
ذكرت صحيفة النهار(5/6/2011) أن ناشطات سعوديات دعين في رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الى دعم حق النساء السعوديات في قيادة السيارة. وحملت الرسالة بعنوان "نساء سعوديات من اجل قيادة السيارة"، تواقيع أكثر من عشرة آلاف شخص. وقالت مخاطبة كلينتون: "في إطار الربيع العربي والالتزام الأميركي بدعم الحركات الديمقراطية غير العنيفة، حان الوقت ليعرب المسؤولون الأميركيون عن دعمهم لحقوق السعوديات... حان الوقت لتتدخل الولايات المتحدة وتمارس الضغط علنا... نتوجه إليك (كلينتون) لتصدري بيانا علنيا يدعم حق المرأة السعودية في قيادة السيارة... نتقدم بهذا الطلب لإدراكنا أن إعلانا من قبلكم لدعم فتح الطرق السعودية أمام النساء سيكون له تأثير قوي".
هذه الرسالة الموقعة من نساء سعوديات إلى وزيرة الخارجية الأمريكية تشير إلى عدد من النقاط وتعكس عدداً من المسائل، يمكن طرح بعضها بهدوء:
أولاً، إن النسوة السعوديات لم يجدن من نصير لهن في المملكة الشقيقة للمطالبة بأبسط حقوقهن في المساواة مع الرجل. فحق قيادة السيارة أمر أصبحت مناقشته سخيفة في عالمنا المعاصر، إذ أن السيارة أصبحت حاجة أساسية وليست مسألة كمالية، وفوائد قيادة السيارة أكثر من مضارها. ولا أستطيع ان أتخيل مثلاً أن يتم في سورية مناقشة هذا الأمر البديهي والمنتهي. وإذا كانت قيادة السيارة تحتاج الوساطة والدعم من كلينتون، فماذا عن دخول المرأة كعضو في مجلس الشعب (إن وجد) أو الحكومة!!
فهل السيدة كلينتون أصبحت أقرب من السيدة خديجة زوجة الرسول الكريم التي عمل عندها الرسول (ص) قبل أن يتزوجها. ألم تكن السيدة خديجة تدير الأعمال وسيدة مجتمع وتدخل وتخرج وتأتي إلى الشام قبل خمسة عشر قرناً!؟ أليس الاقتداء بزوجات الرسول (أيها الرجال المسلمون) وبالقرآن الذي لم يفرّق بين مسلم ومسلمة وبين مؤمن ومؤمنة، في الدين والمعاملة، هو الأفضل!؟
ويحق لي أن أتخيّل كيف استقبلت السيدة كلينتون رسالة الأخوات السعوديات، وكيف كانت ردّة فعلها وهي التي كانت تنافس للوصول إلى سدّة الرئاسة الأمريكية، فيما تطالب الرسالة بأن يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، لاسيما وأن الرسالة تشير إلى أن إحدى السيدات تم اغتصابها من قبل سائقها؛ أين هي.. وأين هنّ!!
ثانياً، تعكس رسالة النسوة السعوديات سيطرة المجتمع الذكوري على المملكة بشكل كامل، وهذا له انعكاسات كبيرة في الحياة اليومية وفي العادات والتقاليد والانفتاح ومواكبة الحياة والعلم وتقدّم المجتمع. وهذه السيطرة تترك آثارها المدمّرة على دور المرأة وتعزز غيابه عن الحياة العامة وتشلّ قدرات نصف المجتمع السعودي الغني والمحافظ بشكل كبير، وتحوّل المرأة إلى تابع للرجل لا دور لها سوى تطبيق أوامره وتنفيذ رغباته وإشباعها، بدل أن تشارك إلى جنبه في تطوير المجتمع السعودي وتحديثه وتقدمه.
ثالثاً، تكشف الرسالة إلى كلينتون الازدواجية القاتلة التي يعيشها المجتمع السعودي. فبينما "تنظّر" علينا الفضائيات والصحف السعودية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، في كل بلدان العالم ولاسيما في سورية حيث الأحداث هذه الأيام، تغيب عن هذه الفضائيات والصحف، حقوق الإنسان السعودي في الديمقراطية والرأي والتعبير والتظاهر.
وربما ليس مستغرباً ذلك، طالما أن المظاهرات محرمة في المملكة وطالما أن هناك فتوى بتحريمها. وإذا كان القانون الذكوري السائد لا يبيح للسيدات السعوديات قيادة السيارة، وإذا كان من عليه تغيير هذا القانون هو الرجل، وهو لا يريد تغييره وغير مقتنع بقيادة المرأة للسيارة، وطالما أن المظاهرات "محرّمة" فليس أمام الأخوات في السعودية سوى السيدة كلينتون لإيصال أصواتهن، والمطالبة بالضغط الذي يبدو أن المعنيين بالأمر يخضعون له!!
ولكن هل تشي الرسالة السعودية "المؤنثة" بحراك داخل المجتمع السعودي المنغلق على نفسه!! وهل نشهد مطالبات أبعد وأعمق وأكثر جوهرية في المستقبل القريب. ربما. ولكن إذا رأت الوزيرة الأمريكية أن مصالح بلادها قد تتأذى بسبب الاستجابة لهؤلاء النسوة، فقد يتم تأجيل الرد عليهن. وإلا: ما الذي يجمع السعودية والولايات المتحدة في علاقات قديمة مستمرة غير المصالح والنفط!؟
إننا ندعم ونأمل فتح الطرق السعودية أمام النساء السعوديات لما فيه خير المجتمع السعودي وتطوره.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.