تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الوعي هو الحـاســـم .. بقلم: أحمد ضوا

 

محطة أخبار سورية

يلاحظ المتابع للشأن السوري من الداخل والخارج أربعة مشاهد ليست في مستوى القوة ولكن جميعها لها تأثيراتها في الأوضاع الحالية.

 

المشهد الأول داخلي يتركز على حماية الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع أبنائه، متمثلاً بالقرارات والمراسيم الصادرة في إطار المشروع الاصلاحي والتي كان آخرها إصدار السيد الرئيس بشار الأسد قراراً بتشكيل هيئة لوضع الأسس لحوار وطني وتحديد آلية عمله وبرنامجه الزمني.‏

 

والمشهد الثاني والذي رأينا جانباً مظلماً منه في أنطاليا، ولا يختلف عما يصدر من عواصم الغرب الأميركي والهدف الواضح والجلي منه هو ضرب وزعزعة الأمن والاستقرار في سورية ومحاولة نسف المشروع الإصلاحي الذي بدأت ورشاته على جميع الصعد.‏

 

أما المشهد الثالث فيتمثل في مواقف بعض القوى الدولية وخاصة روسيا والصين المدركة لأهمية أمن واستقرار سورية ودورها المحوري في المنطقة وكذلك لمحاولات الغرب والولايات المتحدة الأميركية استغلال الأحداث الجارية فيها للعبث باستقرارها، سعياً لتحقيق مشاريع معدة للمنطقة برمتها.‏

 

والمشهد الرابع وهو الأهم والحاسم في تجاوز المؤامرة هو ذلك الوعي الشعبي المتصاعد يوماً بعد آخر وعنوانه حماية الوطن عزيزاً كريماً، ورفض أي تدخل خارجي والعمل بكل الاتجاهات لعزل العابثين بأمنه واستقراره.‏

 

في مقابل هذه المشاهد تبرز الحاجة الملحة لجميع أبناء الوطن على اختلاف مشاربهم في الداخل والخارج في ظل هذه الظروف إلى الحوار والتعاون والابتعاد عن المواقف المتطرفة الصدامية، وصولاً إلى مرحلة جديدة وتاريخ مفصلي، ينقل سورية إلى الواقع الذي تتحقق فيه المشاركة المسؤولة للجميع في بناء الوطن وتحمل أعباء مسؤولياته ومهماته ودوره في المنطقة.‏

 

وما يصدر عن الدولة بجميع مؤسساتها في إطار المشروع الإصلاحي يصب في هذا الاتجاه ونعتقد، بل يمكن الجزم أن ورشات هذا المشروع تفرغ الكثير من الوقت لضمان أكبر مشاركة وليس لديها أي اعتراض على أي طرف أو آراء أو مقترحات ما دامت تحت سقف الوطن وليس هناك أي مبالغة في القول إن هذه اللجان تبحث عن المعارضة التي ينخرط جزء كبير من أفرادها في الخارج في المشروع الغربي الأميركي عوضاً عن الاستجابة لدعوات الدولة المتكررة لجميع أبنائها المخلصين بإبداء آرائهم ومقترحاتهم حول القرارات والمراسيم الإصلاحية والمساهمة في تجنيب وطنها ما يخطط له في الدوائر الغربية.‏

 

نفاجأ بما شاهدناه في أنطاليا، حيث لم نر إلا شعارات متطرفة وخطابات تبطن استجداء التدخل الأجنبي، ما يعزز المخاوف من محاولات البعض تكرار تجارب مريرة لم تنته فصولها في الجوار السوري حتى الآن.‏

 

وبغض النظر عن هذه الصورة التي لا تمثل إلا أصحابها وفقاً لأوساط تدرج نفسها في المعارضة يعقد الأمل الكبير على الوعي الشعبي الداخلي للمرور من هذه الأزمة مع استمرار سياسة الأبواب المفتوحة أمام الجميع لإعادة قراءة الأحداث والتطورات وما يحضر للمنطقة من مشاريع هدامة والدخول في مشروع الإصلاح الذي لا رجعة عنه.‏

الثورة

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.