محطة أخبار سورية
لم يكن احد يتوقع ان تدخل الاشاعات بهذه السرعة الى سوق دمشق للاوراق المالية حتى ان جميع العارفين بشؤون الاسهم يتفقون على ما بعد السنتين من انطلاق عمل اي بورصة لرواج الأخبار الكاذبة وإمكانية اخذ دورها بالحسبان والأغرب ان تصدر الإشاعات عن مستثمرين حديثي الخبرة في مثل هذا المجال والادهى انهم ينشرونها خلال جلسات التداول وبشكل شفهي طبعاً حتى يفوتوا اي فرصة على القائمين على أعمال الأوراق المالية بتسجيل حادثة مخالفة للقوانين الناظمة لتداول الاسهم التي تعاقب مروجي الاشاعات الهادفين الى التلاعب بالاسعار من اجل تحقيق مكاسب كبيرة بشكل غير شرعي.
عمليات جني للأرباح
أما كيف يحدث مثل هذا النوع من الترويج؟ فإن اي شخص يريد المعرفة والتحقق فما عليه سوى حضور جلسة تداول واحدة ومن خلالها سيسمع اخباراً عن توزيع شركة ما لارباح جيدة او انها ستقوم بزيادة رأس المال ويتضح بعد ايام انها غير صحيحة والغاية كانت رفع سعر السهم المستهدف من اجل جني الارباح وللغاية ذاتها يمكنك سماع عدة عبارات يطلقها مستثمرون محددون بصوت عال وهي من اكثر الطرق استخداماً في البورصات الناشئة عبارات تقول (ياستار كميات كبيرة من اسهم الشركة الفلانية يتم بيعها الآن) في هذه الحالة تكون الغاية دفع المستثمرين لبيع مالديهم من اسهم هذه الشركة وبالتالي خفض السعر ليتمكن هؤلاء المضاربون من شرائها بسعر رخيص وبيعها بعد أن يعاود السهم لسعره العادل لتلك الفترة وفي عبارة أخرى (سعر سهم هذا البنك يرتفع بشكل واضح منذ الصباح.. شيء موطبيعي) وطبعاً هنا يقصد المضاربون توجيه المستثمرين للشراء بهدف رفع السعر ومن ثم يقومون بعمليات البيع بهدف تحقيق اكبر قدر من المكاسب وهناك عبارات كثيرة سمعناها خلال حضور اكثر من جلسة وللاسف لم نشهد فشل اي خطة اعدها مطلقو هذه الصيحات في قاعة صغيرة لاتتسع لاكثر من خمسين مستثمر مساحة ضيقة لاتستدعي كل هذا الصراخ ليسمع الجميع.
مضارب مكشوف
وعلى اعتبار ان البورصة حديثة العهد فإن ما يهمنا بالدرجة الأولى ان تنشأ بشكل صحيح وان تتشكل الاسعار بما يتناسب والفترة الراهنة أي بالتدريج وطرداً مع اعداد المستثمرين وهنا يقول احد المستثمرين في تصريح «للبعث» ان اسعار بعض الاسهم ازدادت اكثر من الضعف خلال عام واحد وبحكم تواجده الدائم خلال فترات التداول اشار الى بعض المضاربين الذين باتوا معروفين من قبل المستثمرين الواعين، وفي موضوع ثقافة الاستثمار بالاسهم ومستوى الوعي يرى ان القائمين على الاوراق المالية يبذلون طاقتهم في رفع درجة الوعي لدى المستثمرين من خلال الندوات والنشرات إلا انه يعتقد انها غير كافية ويفترض ان يقوموا بجولات أثناء عمليات التداول وتوجيه التحذيرات الشفهية للاشخاص المتحدثين بصوت مرتفع.
وفي الموضوع نفسه اتهم مستثمر آخر بعض شركات الوساطة بما يحدث من مضاربات وذلك عن طريق تلقين المستثمرين بالاقاويل التي تحقق مكاسب مادية للطرفين معاً، وقال: إن معظم المستثمرين بالاسهم لايمتلكون الخبرة الكافية لابداع مثل هذه العبارات ومن البديهي ان يكون وراءهم ذوات معرفة ودراية بالمضاربات وهم الوسطاء ولم يكتف مستثمر (مهندس مدني) من البرهان على صحة ما يحدث، بل اشار الى بعض الادلة المتوفرة لديه وهو ما جرى في شهر حزيران الفائت حيث سجل رقماً قياسياً في التداولات في بورصة دمشق التي تجاوزت قيمتها 735 مليون ليرة سورية لتزيد بذلك القيمة خلال حزيران بنحو 362مليون ليرة عن شهر ايار، مبيناً ان الصفقات الضخمة في البورصات الناشئة تسبب الهلع والخوف للمستثمر الصغير والمتوسط على حد سواء وقد تسبب خسارة الحياة في حال عدم تحمله لخسارة كافة امواله كما حدث لعدد لابأس به من المستثمرين في بورصات بلدان الخليج العربي ودول العالم الاخرى بداية ظهور بوادر الازمة المالية العالمية كما يقول المستثمر.
أسباب أخرى للزيادة
هذا النشاط في التداول وجد تبريره من قبل الخبراء حيث رأى محلل مالي أن اسعار الكثير من الاسهم تجاوزت الحدود العادلة حيث من الممكن ان تعطي عمليات البيع التي جرت اشارات الى نية مستثمرين رئيسيين ببيع اسهمهم في شركات حققت ارباحاً مرضية بغرض الاستثمار في اسهم في شركات جديدة معتقداً ان عمليات المضاربة لعبت دوراً في زيادة الاسعار إلا ان المحلل عزا هذه الارتفاعات وبالدرجة الاولى الى زيادة الاسهم المطروحة للتداول سواء عبر الزيادات في رأس المال التي شهدتها اسهم البنوك المدرجة في السوق او عبر دخول اسهم شركات وبنوك جديدة للتداول في السوق مع زيادة اعداد المستثمرين بشكل واضح.
ورغم كل ذلك لايستدعي الامر التهويل والمبالغة طالما ان عمليات التداول بالاسهم حديثة العهد لدينا ومضاربات تعد بسيطة مقارنة بالتي تحدث بالبورصات العالمية الاخرى ويمكن السيطرة عليها،، ولكن يتطلب الامر متابعة من ادارة السوق خلال جلسات التداول وتكثيف الندوات والنشرات لزيادة الوعي وكل ذلك بهدف الحد من تطوير المضاربين لوسائلهم التي تعتبر عملية نشر الاخبار المكتوبة الكاذبة اخطرها وحتى لاتدخل شركات الوساطة شريكاً رسمياً في مثل هذه التجاوزات.
