محطة أخبار سورية
لم يكن مفاجئاً أن يبادر النائب في كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت إلى وضع استقالته من تيار «المستقبل» في تصرف رئيس الحكومة سعد الحريري، ذلك أن فتفت، المثير للجدل، أسهم بشكل مباشر في خسارة تياره عدداً من مواقعه المتقدمة في الشمال عموماً، ومنطقة المنية- الضنية خصوصاً التي تعتبر خزاناً مهماً للتيار.
وسبق لفتفت أن خسر الانتخابات البلدية في بلدته سير، في تطور اعتبره المراقبون في حينه أنه سيشكل مفترقاً في حياته النيابية وربما السياسية، علماً أن فتفت لا علاقة له بالسياسة وكان دخيلاً عليها واستخدم في مرحلة محددة وانتهت مهامه بعد الزيارة الأولى التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى دمشق.
وآثر تيار «المستقبل» عدم اتخاذ أي خطوات تجاه خسارة فتفت إلى حين الانتهاء من استحقاق الانتخابات النيابية الفرعية التي شهدتها المنية– الضنية الأحد الفائت وانتهت إلى فوز مرشحه كاظم صالح الخير، لكن بتراجع كبير في شعبية التيار من نحو 78 بالمئة من أصوات ناخبي المنطقة في الانتخابات النيابية في حزيران عام 2009، إلى نحو 40 بالمئة في انتخابات الأحد الفائت.
وعلمت «الوطن» أن قيادات أخرى في المستقبل على مستوى منطقة الشمال سيبادرون خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تقديم استقالاتهم من مهامهم تمهيداً لإعادة تشكيل الهرم القيادي الشمالي، نظراً إلى الأخطاء الكثيرة المرتكبة التي أدت إلى نقمة واسعة في قواعد تيار «المستقبل» على عدد من القياديين والنواب، في مقدمهم فتفت، حيث وصلت الشكاوى من الأداء إلى رئيس الحكومة شخصياً.
كما علمت «الوطن» أن أحمد الحريري، مقرر اللجنة الخماسية المنوط بها تنظيم تيار «المستقبل»، أمضى أياماً عدة في المنية– الضنية، في محاولة لاحتواء الأضرار التي لحقت بالتيار جراء النقمة من أداء فتفت، وحاول امتصاصها من خلال تقديمه وعوداً إلى جمهور «المستقبل» بأن إجراءات ستتخذ فوز انتهاء الانتخابات النيابية الفرعية، ستعيد تصحيح الوضع واحتواء الاعتراضات.
ويعتبر فتفت من صقور تيار «المستقبل»، وهو غالباً ما يخرج في خطابه عن مسار التهدئة الذي يعتمده التيار، واستحضر في تصريحاته الأخيرة «حزب اللـه» إلى انتخابات المنية– الضنية، ليضعه في مواجهة تيار «المستقبل».
