تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وكالة "سانا" تجري عملية تجميل فاشلة لوزير الزراعة

مصدر الصورة
sns

 

محطة اخبار سورية  

فاجأتنا وكالة سانا بـ"عملية" تجميل سريعة لوزير الزراعة الدكتور عادل سفر إلاّ أن عملية التجميل لم تكن موفقة بل كانت فاشلة بامتياز، وقد تحظى عملية التجميل بمبضع محرري سانا بإعجاب العاملين في الوزارة بعدما اهتزت صورة وزيرهم الذي كان يؤكد بشكل جازم وقاطع حتى أيام قليلة من بدء مؤتمر الحبوب أن إنتاج سورية يتراوح بين 4 و 5 ملايين طن من القمح..

 

وقال موقع كلنا شركاء إذا كانت أفضل التوقعات التي أعلنت في المؤتمر تشير إلى إنتاج 3.3 ملايين طن قمح فقط .. وهي كمية قد تكون قابلة للزيادة ولكنها أيضا قابلة للانخفاض حسب الأحوال الجوية من جهة ، وحجم الخسائر التي سيخلّفها مرض الصدأ الأصفر الذي أصاب حقول القمح في مختلف المحافظات .. وهو مرض أصر ويصر وزير الزراعة حتى الآن أنه محدود وتحت السيطرة ولم ولن يؤثر على موسم القمح!

ولا ندري من هو "المجهول" في وزارة الزراعة الذي استدعى عددا من محرري سانا وأملى عليهم إجراء عملية تجميل سريعة للوزير بعد يوم واحد من مؤتمر الحبوب الذي منع فيه الفلاحون من التعبير عن رأيهم بالزجر والقمع وبمنعهم من الكلام !

 

ومن يعود لعملية تجميل صورة وزير الزراعة والوزارة من قبل محرري سانا سيكتشف أن الهدف منها تقديم صورة مشرقة "لمن يهمهم الأمر" لاتعكس الواقع الفعلي لحالة القمح في موسم 2010 بعد أن شابت هذه الصورة بعض المنغصات "المزعجة" كالجفاف وارتفاع درجات الحرارة والصدأ الأصفر والسونة..!

 

وعملية التجميل بمبضع سانا لوزيرالزراعة وبتوجيه من "مجهول" أو أكثر من الوزارة شملت حتى تجميل الأرقام .. وكأن سانا لم يسبق لها أن نشرت منذ فترة قصيرة أرقاما مغايرة مصدرها أيضا وزارة الزراعة لأنه أصلا مامن مصدر لأرقام عن الزراعة سوى الوزارة ولاأحد سوى الوزارة!

لاحظوا هذه المبالغة في مطلع الخبر "التجميلي" لسانا:

"بينت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن موسم القمح الحالي يعدّ الأفضل منذ خمس سنوات.."

ونسأل: ماذا تعني عبارة "الأفضل منذ خمس سنوات"؟

انها بكل بساطة تعني أن إنتاجنا من القمح سيتجاوز الـ 4.5 ملايين طن على أقل تقدير كي يكون مثل إنتاجنا منذ خمس سنوات..ففي عام 2005 تجاوز إنتاجنا من القمح 4.66 ملايين طن، وفي عام 2006 تجاوز 4.9 ملايين طن وفي عام 2007 تجاوز 4 ملايين طن ..

ترى ماذا تقصد سانا بعملية التجميل غير الموفقة لأرقام وزير الزراعة من خلال "تقويل" وزارة الزراعة – دون ذكر اسم المصدر - بأن موسم القمح الحالي يعد الأفضل منذ خمس سنوات ؟

تابعوا معنا..

في الثالث عشر من شهر أيار الجاري أعلنت مديرية الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عبر سانا أن الإنتاج المخطط للقمح للموسم الحالي يبلغ 3.2 ملايين طن..

ولكن قبل أقل من شهر وتحديدا في الخامس عشر من نيسان الماضي نقلت صحيفة البعث عن وزير الزراعة قوله :"إن المؤشرات التقديرية الأولية للإنتاج المتوقع من محصول القمح لهذا الموسم والتي ستتراوح مابين 4 الى 5 ملايين طن لم تتراجع "!

وفي الخامس عشر من الشهر الجاري وفي افتتاح مؤتمر الحبوب في الرقة أعلن مدير عام مؤسسة الحبوب التالي : " وبناء على تقديرات اللجان المشكلة من الجهات المعنية لبحث العينة العشوائية وعلى ضوء تقديرات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بتاريخ 29/4/2010 بخصوص إنتاج الحبوب في المحافظات فإن تقديرات الموسم الزراعي لعام 2010 هي 3325488 طنا من القمح"!

نستنتج من الأرقام السابقة أن موسم القمح الحالي لن يكون الأفضل منذ خمس سنوات إلا إذا صحّت توقعات وزير الزراعة التي أعلن عنها في منتصف الشهر الماضي ..ونأمل أن تصح توقعات الوزير لأننا نتمنى قولا وفعلا أن يتجاوز إنتاجنا الـ 5 ملايين!

عملية التجميل التي أجرتها سانا لوزير الزراعة لم تقتصر على الإنتاج وإنما شملت أيضا المبالغة في حجم قيمة موسم الحبوب .. فركزت سانا منذ الأسطر الأولى على العبارة التالية:

"وتوقعت وزارتا الزراعة والاقتصاد والتجارة وصول قيمة الموسم الحالي إلى 60 مليار ليرة سورية بزيادة قدرها 4 مليارات ليرة عن الموسم الماضي الذي بلغت قيمته 56 مليارا .."

توحي هذه الأرقام التجميلية لصورة الوزير وكأن موسم عام 2010 أفضل من عام 2009 وتناست سانا انها قبل سطرين أكدت ان إنتاج قمح 2010 هو الأفضل منذ خمس سنوات ويبدو أن محرري سانا نقلوا ماأملي عليهم من أحد مكاتب وزير الزراعة دون تدقيق الأرقام التي نشروها ودون العودة إلى رقم إنتاج القمح في عام 2009 .. يمكن هنا الإشارة إلى مغالطتين :

- الأولى : الزيادة في قيمة محصول قمح عام 2010 سببها زيادة سعر طن الحبوب هذا العام 500 ل س للنوعين الطري والقاسي .. وليس بسبب زيادة في الإنتاج!

- الثانية : مبلغ الـ 60 مليار ل س لايشتري أكثر من 3 ملايين طن قمح لموسم 2010 أي بما يعادل كمية الحبوب المشتراة العام الماضي بمبلغ 56 مليار .. فالزيادة في المبلغ لاتعني زيادة في كمية القمح المشترى من قبل مؤسسة الحبوب!

وتستمر عملية التجميل التي أجرتها سانا لوزير الزراعة بقولها في خبرها :

" أن تقارير وزارة الزراعة أكدت أن الإصابة بمرض صدأ القمح الأصفر كانت محدودة جداً ومحصورة في المنطقة الشمالية والوسطى والشرقية إذ بلغت المساحات المصابة نحو158ألف هكتار من القمح المروي و41ألف هكتار من القمح البعلي وتشكل بمجملها نحو8 بالمئة من إجمالي المساحات المزروعة والبالغة6ر1مليون هكتار".

عملية التجميل هنا أكثر من فاضحة لأن الفلاحين في جميع المحافظات المنتجة للقمح سواء الرئيسية منها أم الثانوية يشكون حتى الآن من إصابة الأقماح بمرض الصدأ الأصفر وتأخر وزارة الزراعة بعمليات المكافحة في أوقاتها المناسبة !

وبما أن سانا استشهدت بأرقام على لسان وزارة الزراعة فنحن أيضا سنستشهد بأرقام نشرتها الصحف الرسمية وعلى لسان المسؤولين في مديريات الزراعة في المحافظات المعنية لنكتشف أن إصابة الأقماح بالصدأ الأصفر ليست محدودة .. فقد وصلت حسب تصريحات المعنيين إلى 187 ألف هكتار في الحسكة وإلى 50 ألف هكتار في الرقة وإلى 39008 هكتارات في حماة و 450 هكتارا في درعا .. أي أن الرقم الإجمالي للمساحات المصابة بالصدأ الأصفر يبلغ 273458 هكتارا حسبما هو معلن في الإعلام وقد يكون الرقم أكبر من ذلك بكثير .. وبالتالي فالنسبة المصابة بالصدا الأصفر حسب الأرقام المنشورة أكثر من 17 % من إجمالي المساحة المزروعة وليس 8 % حسب مزاعم وزارة الزراعة !

ونصل الآن إلى عملية تجميل غير مبررة لوزير الزراعة وذلك عندما تقول سانا على لسان "مجهول" من وزارة الزراعة:" وفيما يخص تقديرات الإنتاج توقع المختصون في وزارة الزراعة إنتاج حوالي ثلاثة ملايين طن يمكن أن تتسوق منها المؤسسة نحو2.5 مليون طن علما أن حاجة سورية السنوية من هذه المادة تتراوح بين 2.2 – 2.5 مليون طن".

ردنا على عملية تجميل سانا لأرقام وزارة الزراعة التي تظهر أن الإنتاج من القمح يزيد على حاجة سورية هو ما أعلنه مدير مؤسسة تجارة الحبوب في مؤتمر الحبوب في 13 / 5 / 2010 :

" وفقاً لعدد سكان القطر والبالغ 20.367 مليون نسمة وفق تقديرات المكتب المركزي للإحصاء وعلى ضوء المساحات المزروعة لموسم هذا العام فقد تم تقدير احتياجات الاستهلاك من الغذاء كما يلي :‏‏‏ احتياجات الغذاء من القمح 3338428 طناً واحتياجات البذار 339977 طناً وبذلك يكون إجمالي احتياجات سورية من القمح 3678405 أطنان !

نستنتج من القولين السابقين التالي:

- إنتاجنا المتوقع والذي ستشتريه مؤسسة الحبوب أقل من حاجة سورية !

- الفارق بين رقم الاحتياجات الفعلي بين الوزارة والمؤسسة كبير ويتجاوز المليون طن .. فأي الرقمين هو الصحيح ؟!

بالنسبة إلينا بتنا نشك في رقمي وزارة الزراعة ومؤسسة الحبوب معا لأن تقرير مؤسسة الحبوب عام 2009 جاء فيه التالي :" أن سكان سورية البالغ عددهم/20.132/ مليون نسمة وفق تقديرات المكتب المركزي للإحصاء يحتاجون من الغذاء /4.299.490/ طناً من القمح وللبذار /304715/ طنا"..أي الكمية الإجمالية لحاجة سورية حسب عام 2009 تبلغ أكثر من 4.6 ملايين طن من القمح .. فهل انخفضت حاجة سورية للقمح بمقدار 925800 طن في عام 2010 عن عام 2009 .. رغم زيادة عدد سكانها بمقدار 235 ألف نسمة؟!

أما ماقالته سانا من "أن تقارير رسمية تشير إلى أنه يوجد لدى مؤسسة الحبوب حالياً مخزون جيد يكفي مع إنتاج الموسم الحالي لأكثر من عامين.. فالسبب يعود في حال صحة الرقم إلى استيراد سورية للقمح منذ عام 2008 .. وليس لزيادة بالإنتاج عن حاجة الإستهلاك خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة !

أخيرا لاندري لماذا تغيّب وزير الزراعة عن حضور مؤتمر الحبوب في الرقة مع أنه كان قبل ثلاثة أيام يجول في حقول أقماحها السليمة من مرض الصدأ الأصفر!

وبمناسبة المؤتمر السنوي للحبوب الذي انعقد في الرقة فقد تجاهل معظم الإعلام ماجرى من انتقادات من الفلاحين واكتفى هذا الإعلام بخبر سانا أو بتقارير لمراسليه ركزت على أقوال الرسميين الإيجابية الذين أداروا فعاليات المؤتمر ..وكنا ننتظر من جريدة الفرات الصادرة من دير الزور تغطية صحفية ومهنية تنقل ماجرى في المؤتمر لاأن تكتفي بسرد ماقاله المسؤولون فقط !

بل كنا ننتظر منها الإقتداء بزميلتها صحيفة الفداء التي غطت مؤتمر الحبوب المنعقد في حماة عام 2009 ..وشتّان مابين التغطيتين الأولى الفرات إنحازت للرسميين والفداء إنحازت للفلاحين وممثلي مجلس الشعب في محافظة حماة دون أن تغفل أقوال الرسميين ..ونكتفي بالعناوين الرئيسية لكل من الصحيفتين لإبراز الفارق الكبير في التغطية :

كانت عناوين الفداء لمؤتمر حبوب 2009 :" الفلاحون والحكومة وجهاً لوجه في حماة...مداخلات صاخبة في مؤتمر الحبوب تطالب بدعم الفلاح والإنتاج الزراعي...سفر: لا تراجع عن الدعم.. ولكن آليات جديدة...عدي: لسنا طرفين.. ولا مؤامرة على الفلاح أو الزراعة"

وكانت عناوين الفرات لمؤتمر حبوب 2010: "برعاية رئيس مجلس الوزراء ... افتتاح مؤتمر الحبوب في الرقة.. عاصي: المؤتمر خطوة هامة لتقييم الموسم الماضي ووضع الأسس الحديثة لتسويق موسم هذا العام"

طبعا ماجرى في مؤتمر الحبوب الأخير في الرقة والذي تميز بغياب وزير الزراعة خشية تكرار المواجهة التي خاضها في حماة العام الماضي غابت كما قلنا عن صفحات جريدة الفرات وغيرها من الصحف باستثناء مقطع صغير في نهاية مقالة في جريدة الثورة تعطي الصورة الحقيقية لما جرى في المؤتمر وتؤكد أن الأجواء كانت مغايرة لما أشاعته سانا وغيرها من وسائل الإعلام:

".. مايؤخذ على المؤتمر من حيث الشكل والمضمون التدخل السلبي غير المبرر من أصحاب الشأن في المحافظة المستضيفة ولغة الحوار القمعية وعدم احترام المتحدثين.‏. لابد من تذكير مؤسسة الحبوب بأن مكان انعقاد المؤتمر لا يبيح لأصحاب المكان أن تكون وقائع المؤتمر كلها أسيرة لأصحاب المكان ولا نعتقد أنه من المناسب أن لا يرى من يجلس وراء الطاولة سوى نفسه ويتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا ما حدث في مؤتمر الرقة حيث لم يكن هناك اي مبرر لما قام به أهل الدار في المؤتمر فالحوار ثقافة وشجاعة وتبادل خبرة وليس مجرد استعراض عضلات وعبارات متخشبة"!

وربما لو كان وزير الزراعة يعرف مسبقا أن هذا ما سيحصل في مؤتمر الحبوب لكان أول الحاضرين وأول المتحدثين مادام مستضيفو المؤتمر سيقمعون المتحدثين !

أخيرا نتمنى على سانا أن تكون ناقلا للحدث لا طرفا في عملية تجميل للوزارات والجهات العامة تعطي صورة مغايرة تماما عن واقعها الفعلي.

 

نص التقرير الذي أوردته وكالة سانا

 

2010 عام دعم المحاصيل الزراعية.. موسم القمح الأفضل منذ خمس سنوات وتوقعات بوصول قيمة الموسم إلى 60 مليار ليرة وتسويق 5ر2مليون طن  

   

 

 

17 أيار , 2010

 

 

 

 

 

دمشق-درعا-سانا

 

بينت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن موسم القمح الحالي يعد الأفضل منذ خمس سنوات ويعتبر عام 2010 عام دعم المحاصيل الزراعية لافتة إلى أنه تم البدء بالإجراءات التنفيذية لدعم حزمة من المحاصيل الزراعية أهمها القمح والحمضيات والزيتون بعد أن تم إدراجهما في صندوق الدعم الزراعي.

 

وتوقعت وزارتا الزراعة والاقتصاد والتجارة وصول قيمة الموسم الحالي إلى 60 مليار ليرة سورية بزيادة قدرها 4مليارات ليرة عن الموسم الماضي الذي بلغت قيمته 56 مليارا سددتها مؤسسة الحبوب للمنتجين وخاصة أن تقارير وزارة الزراعة أكدت أن الإصابة بمرض صدأ القمح الأصفر كانت محدودة جداً ومحصورة في المنطقة الشمالية والوسطى والشرقية إذ بلغت المساحات المصابة نحو158ألف هكتار من القمح المروي و41ألف هكتار من القمح البعلي وتشكل بمجملها نحو8 بالمئة من إجمالي المساحات المزروعة والبالغة6ر1مليون هكتار.

 

وفيما يخص تقديرات الإنتاج توقع المختصون في وزارة الزراعة إنتاج حوالي ثلاثة ملايين طن يمكن أن تتسوق منها المؤسسة نحو5ر2مليون طن علما أن حاجة سورية السنوية من هذه المادة تتراوح بين2ر2و5ر2 مليون طن.

 

وتشير تقارير رسمية إلى أنه يوجد لدى مؤسسة الحبوب حالياً مخزون جيد يكفي مع إنتاج الموسم الحالي لأكثر من عامين.

 

وفيما يخص التحضيرات التي قامت المؤسسة بها لاستقبال موسم 2010من القمح قال مدير عام المؤسسة سليمان الناصر إنه تم تجهيز المراكز الموزعة في المحافظات والبالغ عددها 140مركزا بجميع التجهيزات والعناصر اللازمة وتأمينها بمستلزمات الشراء.

 

وأضاف الناصر في تصريح للصحفيين انه تم إصدار التعليمات إلى جميع الفروع كي يتم تشكيل فرق عمل لهذا الغرض تتوافر فيها الخبرة والنزاهة والإمكانية كما تم تشكيل المجموعات الفنية والرقابية لكل الفروع .

 

وأشار الناصر إلى أن وزارة الاقتصاد أصدرت القرارات المتعلقة بافتتاح المراكز ومقاييس الشراء واعتماد كل قرارات رئاسة مجلس الوزراء واللجنة الاقتصادية المتضمنة استلام كامل إنتاج الفلاحين وتم تعميمها على وزارت الدولة المعنية والمحافظين لوضعها موضع التنفيذ.

 

وبين الناصر أن المؤسسة قامت هذا العام بإضافة بصمة الكترونية على قوائم الشراء وهذا الأمر جاء في إطار التطبيق الفعلي لقانون التوقيع الرقمي رقم 4لعام 2009 وتم رفع أسعار شراء القمح القاسي بمقدار500 ليرة للطن إلى 20500 ليرة فيما وصل سعر الطن الواحد من القمح الطري إلى 20000 ليرة ما يسهم في تشجيع الفلاحين على تسليم كامل إنتاجهم للمؤسسة.

 

وكانت بينت وزارة الزراعة أن المساحة المزروعة من القمح لهذا الموسم تعادل41 بالمئة من المساحة الكلية المخططة.

 

وتدعم الدولة كل كيلوغرام من القمح تشتريه من الفلاح بأكثر من ثماني ليرات علما أن سعر القمح المستورد يباع في السوق المحلية ب 12ليرة سورية.

 

ويعد القمح مصدرا للقطع الأجنبي بالنسبة لسورية التي حققت الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول في ثمانينيات القرن الماضي وأضحت مصدرة للقمح منذ العام 1994 قبل أن تعود لاستيراده عام2008 وتعتبر الأقماح القاسية ذات الجودة العالمية من أهم الأصناف المنتجة في سورية نظرا لتوافر الشروط المناخية الملائمة لها من أمطار ودرجات حرارة مناسبة.

 

زراعة درعا تتوقع إنتاج 112.5 ألف طن من القمح الموسم الحالي

 

وفي سياق متصل قال مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في درعا المهندس طه قاسم في تصريح لنشرة سانا الاقتصادية إن زراعة القمح تحتل المرتبة الأولى بين الحبوب في المحافظة من حيث المساحة المزروعة التي بلغت خلال الموسم الزراعي الحالي 73042 هكتارا منها 14442 هكتارا مرويا والباقي بعلا مقابل 50150 هكتارا للموسم الزراعي الماضي منها 4218 هكتارا مرويا و 35932 بعلا معللا ذلك بارتفاع نسبة هطول الأمطار الضرورية في فترة الزراعة على اعتبار أن زراعة القمح من الزراعات البعلية والمروية التي تعتمد بشكل أساسي على الأمطار في فترة الزراعة من أجل ضمان عمليتي النمو الجيد والإنتاج الوفير.

 

وتوقع قاسم أن يصل إنتاج القمح في المحافظة خلال الموسم الحالي إلى أكثر من 5ر112 ألف طن منها 7ر57 ألفا من المروي و7ر54 ألف طن من البعل مقابل 107 آلاف طن للموسم الماضي مشيرا إلى أن مردود الهكتار الواحد المتوقع يقدر بنحو 4 آلاف كغ قابل للزيادة في المساحات المروية ومناطق الاستقرار الأولى في حين يصل إنتاج الهكتار الواحد في الأراضي البعلية إلى 934 كغ.

 

وبين قاسم أن زراعة القمح البعل تنتشر في أغلب مناطق المحافظة في حين تنتشر زراعة المروي فى مناطق الاستقرار الأولي والثانية ولاسيما في نوى والشيخ مسكين وتلشهاب وإزرع ودرعا والصنمين و طفس وجاسم والحارة ونمر والشجرة وغيرها لافتا إلى أن ارتفاع نسبة الأمطار في هذه المناطق وخصوبة تربتها وملاءمة ظروفها الجوية ورغبة فلاحيها بهذه الزراعة أسهم في زيادة المساحات.

 

وقال رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية في درعا المهندس حسين قطمة إن المركز ساهم منذ إنشائه عام 1978 في استنباط العديد من المحاصيل الزراعية لاسيما من القمح القاسي كأصناف جزيرة 17 وبحوث 1 وشام 1 وبحوث 5 وشام 3 وشام 5 وبحوث 7 و دوما 1 وشام 7 وبحوث 9 وبحوث 11 التي تصلح للمناطق المروية ومناطق الاستقرار الأولى والثانية التي تتراوح معدلات الأمطار فيها بين 200 و 400 مم سنويا حيث تم اعتماد هذه الأصناف ذات المردودية العالية تباعا وفقا لسنة استنباطها.

 

وأضاف قطمة أنه في مجال القمح الطري استنبط المركز أصناف مكسيباك وشام 4 وبحوث 4 وبحوث 6 وشام 6 وشام 8 وشام 10 ودوما 2 الصالحة للمناطق المروية ومناطق الاستقرار الأولى التي تتراوح معدلات الأمطار فيها من 350 إلى 400 مم سنويا وهي ذات مردود عال يتجاوز 82ر9 أطنان للهكتار الواحد كما هو في شام 8 وشام 10 ودوما 2.

 

من جانبه أشار رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في المديرية المهندس محمد الشحادات إلى أهمية اتباع الطرق والأساليب الزراعية الحديثة في هذه الزراعة من خلال إعداد الأرض قبل الزراعة بفترة جيدة وتعريضها للهواء وأشعة الشمس نظرا لدورها الإيجابي في زيادة الإنتاج لافتا إلى أن محصول القمح يجود في التربة الخصبة ذات اللون الأحمر التي تتمتع بصفات فيزيائية وكيميائية جيدة وقدرة عالية على الاحتفاظ بنسب الرطوبة العالية وخاصة خلال مرحلة النمو.

 

وبين الشحادات ضرورة استخدام الأدوية والمبيدات الحشرية وفق استشارة أخصائيين زراعيين من خلال اتباع برنامج مكافحة يتناسب مع الأمراض والآفات التي تصيب هذا النوع من المحاصيل والتي تؤدي بدورها إلى إتلاف الإنتاج ولاسيما صدأ القمح و فأر الحقل والسونة وغيرها.

 

وأضاف أن الاختيار المناسب لتوقيت زراعة المحصول يلعب دورا مهما في عملية النمو والإنتاج حيث تمتد فترة زراعة هذا المحصول من نهاية تشرين الثاني حتى منتصف كانون الثاني مؤكدا أهمية استخدام كميات مدروسة في عملية البذار ما يلعب دورا مهما في عملية النمو والإنتاج وأن المعدل المتوسط المناسب لزراعة الهكتار الواحد من المروي يتراوح بين 200 إلى 250 كغ مقابل 150 كغ للهكتار الواحد بعلا.

 

ويقول علي الأحمد أحد مزارعي القمح في المحافظة إن إنتاج القمح البعل تراجع خلال السنوات العشر الأخيرة نتيجة لانخفاض نسبة هطول الأمطار وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير من ثمن بذار وأجور حراثة وحصاد فضلا عن انخفاض مردود الهكتار الواحد نتيجة ظهور الكثير من الأمراض والحشرات الضارة التي لم تكن معروفة بهذا الحجم من قبل.

 

يذكر أن كمية بذار القمح الموزعة من قبل فرع إكثار البذار في درعا على الفلاحين خلال الموسم الحالي بلغت 11200 طن من أصناف شام 3 و دوما و الحوراني و شام 5 وبحوث 7.

تقرير.. سفيرة اسماعيل ـ قاسم المقداد ـ محمد أبو شنب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.