تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل فقدت أميركا حواسها السياسية؟


هل تصدق الإدارة الأميركية فعلاً ما تزعمه إسرائيل وتدعيه عن إرسال صواريخ سكود إلى حزب الله أم إنها تزعم أي (الإدارة الأميركية) أنها تصدق في سبيل إرضاء مزاعم إسرائيل وتوفير الفرصة لها لشن عدوان جديد في المنطقة؟

في كلتا الحالتين: إسرائيل تكذب وتفتري، ومن يصدق إسرائيل في كذبها وافترائها أو يزعم ذلك فإنه يعبر عن عدم قدرته على استخدام حواسه السياسية بشكل صالح، فينظر إلى المنطقة بعين واحدة ويسمع عن المنطقة بأذن واحدة، عين إسرائيلية وأذن إسرائيلية، ولذلك يسود الاعتقاد ويتصاعد الظن بأن إسرائيل لا تزال تفرض منطقها على السياسة الأميركية تجاه العرب، ولا تزال السياسة الأميركية تجاه العرب إسرائيلية الهوى والمزاج والقرار والاعتقاد، ولا تزال لغة أميركا السياسية تتبنى مصطلحات العدو الصهيوني ومفردات خطابه، ولايزال العقل الأميركي السياسي قابلاً لتصديق كل ما تقوله إسرائيل، ولايزال المزاج السياسي الأميركي يطرب لسلوك إسرائيل، والأدلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى ولاسيما في الآونة الأخيرة عندما تصنّع بعض الأميركيين عتباً ولوماً على إسرائيل (وليس غضباً) لإهانتها بايدن في تل أبيب رغم أن الأمر كان يمس بالفعل كرامة الولايات المتحدة الأميركية وسياستها ويتعرض بشكل مباشر للعلاقة الأميركية ـ الاسرائيلية بالأذى. ‏

ولكن الأسئلة المهمة هي لِمَ لا ترغب ولم ترغب الولايات المتحدة الأميركية يوماً بأن تعبر عن مصداقية ما مع العرب كل العرب ولو بموقف بسيط خارج إطار الخطابات والتصريحات؟ ولماذا ترى الولايات المتحدة الأميركية أن تسلح حزب الله يوتر المنطقة؟ ولا ترى ان كل الهمجية الإسرائيلية والاستيطان والتهجير وآلاف الأسرى والحصار اللاإنساني والجدار العازل والتهديد بالعدوان وزيادة القدرات العسكرية وتطوير الترسانة النووية لا يعني عدواناً واستفزازاً لأحد؟.. ‏

أليس في ذلك تجاهل أميركي مقيت لكل العرب والمسلمين وقضاياهم دفعة واحدة؟ ‏

لماذا لا تقول الولايات المتحدة الأميركية إنها مع إسرائيل في كل ما تفعله، وإنها موافقة على إبادة العرب والمسلمين وقبلها على إهدار كل حقوق العرب؟ بذلك ربما تصبح أكثر مصداقية لأنها ستكون أكثر شفافية حيث يتطابق القول مع الفعل لديها. ‏

الكرة في ملعب أميركا وعليها أن تشرح لنا لماذا يحق لإسرائيل امتلاك سلاح تدميري شامل ولا يحق للعرب والمسلمين الدفاع عن أنفسهم، وبالتأكيد سورية لم تمنح أحداً صواريخ سكود ليس لأنها تخشى أحداً أو لأنه يخل بالتوازن الاستراتيجي أو لأنها تحسب حساباً لإسرائيل، فالمسألة لها منطق آخر.. ‏

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.