تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قمة الألم العربي وحب الأسد لأمته

 

استقبل الرؤساء العرب في قمة سرت بالطبل والزمر والرقص من قبل شابات ليبيات حافيات وشمن أقدامهن برسوم تقليدية تدل على جمال تتمتع به تلك المدينة الآسرة، والحق يقال لم تبخل الجماهيرية العظمى على من حضر قمتها بأي شيء، استقبل الرؤساء استقبال الفاتحين، والإعلام قدمت له كل الوسائل التي تساعده على تسهيل مهمته، بدءا من قاعة مؤتمر ضخمة وفخمة مرورا بالقهوة والشاي وأنواع الحلويات ومراكز الإعلام، الرؤساء العرب كانوا يدخلون قاعاتهم بالقرب من الإعلاميين، ولا يخلو الأمر من طوقين للأمن الليبي وأمن الرئيس الخاص، خوفا على ذاك الرئيس ان يقترب منه احد الإعلاميين وينتزع تصريحا، وقبل ان نبدأ بالتحليلات تعالوا معي نستعرض وقائع القمة التي حملت الأمل العربي الى مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي مستضيف القمة.
 
بدأ رئيس الجلسة بالتوجه الى الوزراء وبدأت النقاشات بين مؤيد ومعارض الى ان فجر وزير خارجية سورية وليد المعلم طلبه من نظيره العراقي هوشيار زيباري تأجيل ترأس القمة القادمة في العراق على ان تكون 2012 لتكون عاصمة الرشيد حرة، ويحضرها القادة والرؤساء العرب مهنئين بالاستقلال.
 
وهنا قامت الدنيا ولم تقعد وبدأ زيباري موجها النقد للوزراء بالقول: لقد خاضت العراق انتخابات تخللها قتلى وجرحى ولم نسمع كلمة واحدة من وزير خارجية بالتهنئة لتجربة ديموقراطية و.. و.. وبدا الوزراء منهم من يشد على أيدي زيباري ومنهم من يقدم بلاده مستضيفة للمؤتمر باسم العراق بتمويل عراقي، الى انتهى العرس من زغاريد الألم على قمة ينتظر منها الشارع العربي الكثير.
 
وهنا قال وزير خارجية سورية المعلم «أنا لا اعلم لماذا كل هذا الاعتراض أنا قلت أتمنى على العراق ان يؤجل، وهو حر ولكن في حال لم يؤجل لن يحضر قائدي الرئيس بشار الأسد القمة، وانتهى الأمر، لكن الواقع غير هذا فقد بقي المعلم صامتا متفرجا على ردود فعل الوزراء حتى النهاية الى أن اكتشف من معه ومن عليه «هذا الوزير وليد المعلم المحنك السياسي الأول في سورية».
 
مالنا وما علينا تعالوا معنا قراء «كونوا معنا» لنستعرض الرؤساء والأمراء، صدقا كان عندما يمر أي رئيس يتحرك ممثلو الإعلام مسرعين، ولكن الطوق الأمني منعهم ولم يفلحوا إلا مع الرئيس الأسد، إذ صرخت إعلامية تونسية: «أنا أحب أسلم على الرئيس بشار الأسد»، سمعها الأسد والتفت باتجاه مصدر الصوت لثوان وكانت زميلتنا تمسك بيد الأسد، الطوق الأمني كاد يجن كيف اخترقته؟ الرئيس الأسد ابتسم لها وتحدث إليها، كذلك فعل إخوتنا المصريون عند دخوله وخروجه القاعة.
 
وقد حظي الرئيس الأسد باهتمام الجميع الذي كان يطري بالحديث عليه وعلى مواقفه التي كانت تسرب من داخل القاعة عبر المسؤولين لمن ينتظرهم في الخارج من الإعلاميين.
 
ولكن أين كانت قمة القمم عندما اقتحم الإعلام القاعة الرئيسية وأحاطوا بالرئيس الأسد وبدأت الأسئلة والاستفسارات وحالهم يقول الحقيقة يقولها الأسد ليس غيره، ماذا جرى في هذه القاعة الأنيقة؟ كسرت كؤوس الكريستال، المرافقة لم تستطع تهدئة من التف حول الأسد، مسؤولون كادوا أن يقعوا أرضا، الرئيس الأسد وقف يستمع لهموم وألم الشارع العربي عبر إعلاميه من جميع الدول ولم يستطع الرئيس الأسد ان يغادر القاعة إلا بقدرة قادر ولم تفارقه الابتسامة ونظرة الألم عندما يأتي على جواب يتعلق بالاحتلال، ويعود ويذكر بالمقاومة. وقبل ان أختم زاوية «كونوا معنا» تعالوا نقرأ أحد القرارات وهو البدء بالدعوة الى تشكيل رابطة إقليمية تربط بين الدول الإقليمية الصديقة ودول الجامعة العربية وتحت مسمى «رابطة الجوار العربي» تتأسس على سياسة جوار عربية تقوم على تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق الأمن والمفاجأة ان هذه الدول هي تشاد وإيران وتركيا وآسيا وأفريقيا والسنغال ومالي وغينيا والنيجر وأوروبا واسبانيا والبرتغال وايطاليا واليونان وقبرص وغيرها كثير أي الدول التي تشاطئ وطننا المتألم عبر حدوده البرية والبحر المتوسط، هذا جميل جدا، ولكن الألم الذي استوقفنا كإعلاميين ترى ماذا عن علاقاتنا العربية ـ العربية؟ ماذا عن سورية ولبنان وسورية والعراق وإيران ـ والسعودية واليمن والجزائر والمغرب و.. و..؟ ألا يستحق هذا البند الذي سيصبح طي الأدراج وقفة؟!
ألستم معي انها قمة الألم العربي وتواضع وحب الأسد لأمته؟!
 
 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.