تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماذا سيقول العرب

تترصد الولايات المتحدة تقرير غولدستون في مجلس الأمن الدولي حسبما أوحت به تصريحات مسؤولين أميركيين عبّروا عن عدم رضاهم عن مجلس حقوق الإنسان الأممي الذي تبنى التقرير، وأكد أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية خلال عدوانها على غزة أواخر العام الماضي وأوائل العام الحالي.

 
إذاً وحسب المؤشرات الأولية، الولايات المتحدة تتربص التقرير شاهرة (الفيتو) وإسرائيل مستنفرة سياسياً ودبلوماسياً لمحاصرة التقرير، وقد وعد رئيس حكومتها المتطرف بنيامين نتنياهو بعدم تقديم أي من المتهمين الإسرائيليين إلى محاكم جرائم الحرب، وتعهد بالعمل على نزع الشرعية من هذا التقرير، وتحويله إلى مجرد كلام لا فائدة منه. ‏
 
وفي المقابل ماذا يفعل العرب والفلسطينيون خاصة لإيصال هذا التقرير إلى غايته النهائية المتمثلة بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على ما اقترفوه من مذابح في غزة؟ والجواب، هو أنه حتى الآن لم يفعلوا شيئاً يستحق الذكر، وليس هناك ما يشير إلى أنهم بصدد تحرك جماعي على الساحة الدولية دعماً للتقرير وللأهل على حد سواء. ‏
 
الاستسلام أمام (الفيتو) الأميركي غير مقبول اطلاقاً، علماً أنه من المفترض أن تحسب الولايات المتحدة ألف حساب قبل إشهار (الفيتو) لو أن العرب كانوا على قدر المسؤولية، وأشعروا البيت الأبيض بعواقب مثل هذا الإجراء اللاأخلاقي، الذي يمكن النظر إليه على أنه موجّه ضد العرب جميعاً. ‏
 
ومن يزعم أنه لا فائدة من التحرك العربي بدليل قرار محكمة العدل الدولية القاضي ببطلان قانونية جدار الفصل العنصري الإسرائيلي.. هذا القرار الذي بقي حبراً على ورق، من يزعم بذلك يريد التهرب من المسؤولية. ‏
 
فقرار مجلس حقوق الإنسان حول جرائم الحرب الإسرائيلية مثله مثل حكم محكمة العدل الدولية ببطلان جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، وثائق دولية ممهورة بأختام الأمم المتحدة، ولا تموت بالتقادم، ويمكن إشهارها في أي مكان وزمان حتى بعد مئة سنة. ‏
 
هذا أولاً، وثانياً فمجلس الأمن الدولي ليس نهاية المطاف بالنسبة لتقرير غولدستون إذا ما استخدمت واشنطن (الفيتو) إذ إن هناك الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لا فيتو أميركياً، حيث بإمكان العرب أن يتحركوا، ويحققوا نتائج مهمة، عبر البحث في قوانين ومبادئ الأمم المتحدة عن الآليات التي من شأنها محاسبة إسرائيل، ومعاقبتها على جرائمها. ‏
 
وهناك وسائل أخرى لمعاقبة إسرائيل يمكن للعرب أن يصلوا إليها لو أرادوا وعقدوا العزم على إحقاق حقوقهم. ‏
 
وهنا لابد من الإشارة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين وخاصة العسكريين منهم، يعيشون حال رعب حقيقية من تقرير ريتشارد غولدستون القاضي اليهودي الجنوب إفريقي الذي أبى هو وفريقه إلا أن يقول الحقيقة، فماذا سيقول العرب في المقابل؟‏
  
 
عز الدين الدرويش - تشرين

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.