تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أهلا وسهلاً بالملك عبد الله في وطنه وبين أهله

مصدر الصورة
SNS خاص

 

 
تتجه الأنظار إلى دمشق، إلى الزيارة الهامّة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى سورية اليوم والقمة المرتقبة التي سيعقدها مع الرئيس بشار الأسد، وما ستؤدي إليه المباحثات من نتائج وتداعيات في شأن عدد من الملفات، تبدأ بالعلاقات الثنائية، والملف اللبناني، وموضوع العراق والقضية الفلسطينية وصولاً إلى الوضع العربي والإقليمي بشكل عام.
وبعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأسد مؤخرا إلى جدة وحضوره افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، والمحادثات التي أجراها مع جلالة الملك هناك، تبدو الأجواء العربيةـ العربية وتحديدا السعودية السورية إيجابية ومريحة، وتسير تصاعدياً باتجاه التحسن والتطور.  
وإذا كان المفروض والطبيعي أن يزور الأشقاء بعضهم ويناقشوا قضاياهم المشتركة والمصيرية، فإنه من غير الطبيعي أن يعتري التباعد علاقات البلدين العربيين كما حصل بين سورية والسعودية خلال الأعوام القليلة الماضية.
وتأتي زيارة الملك عبد الله إلى سورية استكمالاً وتتويجاً للخطوات التي بدأها الجانبان من قبل، سواء في القمة الاقتصادية في الكويت أو ما أعقبها من خلال زيارتي الرئيس الأسد إلى المملكة.
وتكتسب الزيارة الملكية إلى سورية أهمية خاصة لعدة أسباب، أولها، إن قمة الرئيس الأسد والملك عبدالله، سوف لن تسمح بتفجير العلاقات السعودية السورية من قبلالدوائر والجهات المتضررة من تطور هذه العلاقة، والتي عبّرت عن رفضها لهذه الزيارة في أكثر من مكان، لاسيما في ضوء التعنت الإسرائيلي ورفضه السلام العادل والشامل والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 في الجولان وجنوب لبنان وفلسطين. وكذلك في ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات، خاصة على طول الخط الممتد من اسطنبول إلى صعدة في اليمن وجنوب السودان والصومال، وفي الموضوع النووي الإيراني.
ثانيها، أنها ستعيد بناء العلاقات الثنائية بين البلدين على أسس راسخة وواضحة بعيداً عن الارتجال والانفعال، بما يمنع عودة هذه العلاقات إلى الخلف، ويجعلها محصّنة ضد المشاكل والأزمات الطارئة التي سيتم حلها ان نشأت مستقبلاً في إطار الحوار والتفاهم والمصالح المشتركة. وفي هذا السياق، فإنه يمكن التأسيس لإقامة الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين وتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية إلى جانب السياسية بالطبع، مما يشكل رافعة تسهم في تقدم البلدين وتطورهما وتكون نموذجا للعلاقات العربية .
ثالثها، إن هذا التفاهم والتلاقي والتعاون السوري السعودي الراسخ سوف ينعكس إيجاباً على وحدة الصف العربي، ويدفع الخلافات بين الدول العربية جانباً، ويزيل الشوائب والثغرات التي اعترت العمل العربي المشترك في الآونة الأخيرة. فالتفاهم السوري السعودي سيؤدي حتماً إلى انعطافة إيجابية في إطار العلاقات العربية البينية بما يحصّن الساحة العربية ويفكك الألغام التي تهدد أمنها بفعل التدخلات الخارجية، لاسيما أن كلا من دمشق والرياض تمسكان بأكثر الأوراق فاعلية وقوة على مستوى المنطقة، ووقوفهما معاً والعمل مشتركين، سوف يعطيهما وزناً وثقلاً كبيرين.
إلى ذلك، فإن سورية التي تنظر إلى العلاقة الأخوية مع المملكة "نظرة إستراتيجية"، وتعتبر أن الانقطاع الذي جرى في الفترة الماضية، سحابة صيف انتهت، تحاول "مأسسة" العلاقات وتنظيمها لإدراكها أهمية موقع المملكة ودورها العربي والإقليمي والدولي، ولأنها لا تبحث عن علاقات ظرفية مؤقتة أو طارئة.
إن رسوخ العلاقات السورية السعودية سيساعد في إعادة تشكيل الخارطة الإقليمية والقضاء على الكثير من المشاكل المفتعلة، وإعادة التركيز على المشاكل والأخطار الحقيقية والبحث عن حلول لها ومعالجتها وحلها ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها الأوضاع المتبدلة.
الأنظار تتجه إلى دمشق، وقد تأخر اللقاء ففاض الشوق، فأهلا وسهلاً بالملك عبد الله في وطنه وبين أهله.
                                                                                                                                       بديع عفيف
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.