تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وزير المالية يأسف لخسارة المليارات جرّاء تلميع الأرضيات بالأكياس القطنية

مصدر الصورة
SNS - البعث

محطة أخبار سورية

وضع وزير المالية الدكتور محمد جليلاتي يده على جرح صناعتنا النازف بقوله: إن صناعة الغزل والنسيج هي العمود الفقري للصناعة السورية التي تخسر ما لا يقل عن 3 مليارات ليرة سنوياً، باعتبار أن 50٪ من إنتاج هذه الصناعة يتجه لصناعة أكياس الطحين لمسح بلاط «الأرضيات».

ويأسف جليلاتي أننا ومنذ 20 عاماً ونحن نتحدث عن إعادة تأهيل القطاع العام ولكن ....!!

كلام جليلاتي يوضّح صورة لا يعتريها الشك عن حجم الخسائر الحقيقية الناجمة عن سوء استثمار القطن «الذهب الأبيض» وتحميل رغيف الخبز المدعوم «أصلاً» مهمة دعمه صناعة الغزل بأكثر من مليار ليرة ناجمة عن استخدام أكياس القطن في تعبئة الطحين، وفق ما أشارت إليه الشركة العامة للمطاحن، التي سجلت بدورها عد بدائل في هذا الشأن منها اعتماد الدوكمة بدلاً من الأكياس الصنعية في تعبئة الطحين واستخدام أكياس الخيش البلاستيكية المصنوعة من البولي بروبلين في هذا الموضوع.

 

تفادي الخسائر

 

من جهتها وزارة الصناعة تصرّ على استخدام الأكياس القطنية في تعبئة الدقيق وذلك لأسباب تتعلق حسب رؤيتها بالصحة والبيئة.

فعدنان سلاخو وزير الصناعة أكد لـ «البعث» وجود برنامج لتطوير قطاع الغزل والنسيج بهدف تفادي الخسائر التي يعاني منها، كاشفاً عن مشروع إحداث مركز التدريب الصناعي والمركز الفني للنسيج واللذين يتمثلان في مراكز فنية تقدم الخبرات اللازمة للمنشآت الصناعية لإعادة تأهيل وتطوير عملها وتقديم الدعم الفني لقطاع الغزل والنسيج.

وأشار سلاخو إلى أن الهدف من استبدال أكياس القطن لتعبئة الطحين هو لتخفيف العجز التمويني، مبيناً أن هذا الأمر يأتي ضمن سياق برنامج تطوير قطاع الغزل والنسيج، حيث يتضمن البرنامج عملية نقل للغزول التي نصنعها أكياس لتعبئة الطحين إلى منتجات أخرى.

موضحاً أن اعتراض الصناعة على استخدام أكياس البولي بروبلين يعود لأسباب بيئية وصحية، مؤكداً بأنه عندما يتم اعتماد منتجات أخرى لتعبئة الدقيق بدلاً من الأكياس القطنية فإن وزارة الاقتصاد ستتكفل بإيجاد البديل اللازم لهذه الغاية.

 

في ملف الصناعة

 

من جهته أكد الدكتور وائل الحلقي وزير الصحة في تصريح لـ « البعث» عدم وجود مشكلة صحية في استخدام أكياس البولي بروبلين لتعبئة الطحين، مشيراً إلى تقديم الوزارة كل الموافقات اللازمة لاستخدام هذه المادة في تعبئة الدقيق وإلى كون الصحة مسؤولة عمّا ورد في تلك الموافقات، مشيراً إلى وجود خلاف في وجهات النظر ما بين الوزارات المعنية وعلى رأسها وزارة الصناعة حول الموضوع، معتبراً اعتراض وزارة البيئة أيضاً أحد الأسباب التي أخّرت استخدام هذه المادة، مبيناً أن حجة البيئة تعود إلى الخوف من مستقبل هذه الأكياس والأضرار الناجمة عن استخدامها.

مؤكداً أن الموضوع متوقف حالياً ومرجعاً حسم القرار حوله إلى وزارة الصناعة.

مشيراً إلى أن  اللجنة المشكلة لهذا الغرض أعطت الموافقة على استبدال الأكياس القطنية بأكياس البولي بروبلين لتعبئة الطحين، بحيث تكون المادة المستخدمة متطابقة مع المواصفات العالمية النافذة لهذا الغرض وألا يتم تدوير استعمالها ثانية، مع التأكيد على أن يتم نخل الطحين المعبأ بأكياس من البولي بروبلين مباشرة قبل استخدامه في الأفران.

من جانب آخر لم تمانع «الصحة» من استخدام البولي بروبلين في تعبئة الإسمنت مع الأخذ بالاعتبار للسعر وثبات مادة الإسمنت في هذه الأكياس وتوافق عملية التعبئة مع الإجراءات والمواصفات العالمية المتبعة في هذا المجال.

 

إعادة التدوير

 

بدورها وافقت وزارة البيئة على استخدام أكياس البولي بروبلين، ولكن شريطة التزام المنشآت الخاصة بإقامة خطوط لإعادة تدوير هذه الأكياس التالفة (المستخدمة) لأغراض ليست على تماس مع الغذاء أو الدواء أو تصنيع لعب الأطفال، إضافة إلى التزام تلك المنشآت بتدوين عبارة على الكيس تبيّن بأنه قابل لإعادة التدوير وذو قيمة مادية مرتجعة من قبل المنشأة المصنّعة، وأيضاً كتابة اسم المنشأة المصنّعة وعنوانها ورقم هاتفها، والالتزام بالمواصفة السورية المعتمدة لهذا النوع من الأكياس وتكليف الهيئة العامة لشؤون البيئة ومديرياتها في المحافظات بمتابعة الشروط المتفق عليها بهذا الشأن.

 

فيتو على القرار

 

 لم تستجب رئاسة مجلس الوزراء لوجهات نظر «الصحة والبيئة» ليأتي القرار رقم 824/1 بتاريخ 15/1/2012 والقاضي بعدم الموافقة على استخدام أكياس البولي بروبلين لتعبئة مادتي الطحين بدلاً من الأكياس القطنية والأكياس الورقية.

علماً أن الحكومة نفسها كانت قد طلبت من وزارة الاقتصاد والتجارة دراسة استخدام هذه الأكياس في تعبئة الإسمنت والطحين، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الصناعة والصحة لكون هذا الأمر يوفر على خزينة الدولة أكثر من أربعة مليارات ليرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.