تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سانا: الجلديات السورية تحقق عوائد بمليارات الليرات

 

محطة أخبار سورية

نشطت صناعة الجلديات السورية والتي نشأت كحرفة يدوية مع دخول تقنيات ونظم جديدة في عمليات الدباغة والتصنيع ما حسن من جودة الانتاج ووسع أسواق التصريف وخلق فرص عمل وبالتالي زيادة في العائدات.

 

وقال محمد عبدالله صاحب ورشة لتصنيع الحقائب والأحذية في سوق الخجا لبيع الجلديات ان استخدام التقنيات الجديدة في دباغة الجلد كنظام الاسطوانة الذي يقلل من استهلاك الماء والمواد الكيماوية واستخدام سكاكين القص الحديثة التي تتيح القص المثالي للجلود مع الحفاظ على سماكتها وتجاوز العيوب المرافقة للعملية واستخدام تقنية الكشط للتحكم الآلي بالسماكة واسطوانات التدوير الرطب والة التجفيف ما يسهم باعطاء منتج عالي الجودة من حيث الكم والنوع بحيث تصنع منه احذية وحقائب ونعول بكافة الأنواع والأشكال والاحجام وذات مواصفات تقارب المصنع يدويا من حيث توفير الراحة المطلوبة عند الاستخدام فضلا عن ان مخلفات التصنيع اقل ضررا على البيئة.

 

وأضاف عبد الله ان 40 بالمئة من انتاج الورشة يصدر إلى الأردن ودول الخليج وإيران والطلب يتزايد على حقائب السفر المدخلة عليها تقنيات حديثة باعتماد النظام الرقمي لقفل الحقيبة وحشوات بمواصفات وتصاميم تمنع عطب الاشياء الموضوعة فيها لدى التنقل والسفر لمسافات طويلة.

 

وأكد ضرورة ايلاء صناعة الجلديات المحلية اهتماما ودعما أكثر من قبل الجهات المعنية فيما يتعلق باستيراد المواد الأولية ومنح القروض الصناعية واقامة أسواق شعبية للتصريف في المحافظات لافتا إلى ان تزايد البضائع المستوردة رخيصة الثمن باتت رغم انخفاض جودتها تشكل تهديدا لبعض الورش لاسيما الصغيرة منها ولاسر العاملين فيها الذين هم في الاغلب من متوسطي الدخل ودونه.

 

من جهته قال المهندس جمال محمود متخصص في الصناعات الكيماوية ان الاستثمار في قطاع دباغة الجلود وتصنيعها يحقق عوائد مالية بمليارات الليرات السورية نظرا لتوافر الموارد البشرية والخبرة وبعض مواد الخام التي توفر فرص استثمار في مجالات اخرى كتربية الأغنام والأبقار والماعز للاستفادة من جلدها باسعار أقل من الجلود المستوردة واقامة مصانع للأعلاف أو مسالخ حديثة ومصانع أحذية وحقائب وملبوسات جلدية لاسيما ان الطلب على المصنوعات الجلدية دائم في الأسواق المحلية والخارجية.

 

وأضاف محمود ان المنتجات الجلدية مادة متينة ومرنة حيث تصنع من جلود الحيوانات وتعد الماشية كالأغنام والأبقار والماعز المصدر الرئيس لها وهي ذات استخدام واسع ويطلق على عملية تحويل جلد الحيوان الحي إلى منتج مفيد الدباغة التي تكسب الجلد سواء أكان سميكا أم ثقيلا ام رقيقا مزايا عدة من حيث المرونة والتحمل كذلك تلميع الجلود المدبوغة حتى تصير منتجا لامعا أومزينا بأشكال بارزة.

 

وأشار إلى ان هناك أنواعا رئيسة للجلود المدبوغة هي جلود نعل الحذاء و تصنع من جلود الماشية السميكة وتصنع الطبقة العلوية للحذاء من الجلود الرقيقة للعجول الصغيرة والماعز أو من شق الجلود السميكة إلى طبقات رقيقة او من الشامواه والجلود الناعمة ويدخل نحو 80 بالمئة من جميع الجلود المدبوغة في صناعة الأحذية في حين تصنع المعاطف والفساتين والبنطلونات من الجلود الملساء ويحصل عليها من الطبقة الداخلية لفرو البقر بعد كشطها وقديما كانت تستخدم جلود الماعز والأغنام في مثل هذه النوع من المنتجات الجلدية التي تتميز بنعومتها ومرونتها ومقاومتها للماء ودفئها.

 

كما تستخدم الجلود المدبوغة في صناعة الأحذية ذات الرقبة والأحزمة والقفازات وحقائب اليد والسفر ويصنع الجسم الخارجي لكرات اليد و السلة والكريكيت من الجلد المدبوغ الذي يستخدم ايضا في مفروشات السيارات والحافلات والطائرات ومقاعد دور السينما وقاعات الاجتماعات وغيرها.

 

وأوضح محمود ان عملية دباغة الجلود تمر في عدة مراحل تبدأ بالمعالجة بوضع الملح على الجانب اللحمي من الجلد أو بنقعها في محلول ملحي ماء مملح أو بتجفيفها جزئيا ثم تمليحها أو بتجفيفها فقط قبل نقلها إلى المدابغ للحفاظ عليها من التعفن تليها عملية رص الجلود في أسطوانات دوارة مملؤة بالماء لإزالة الأوساخ والدم والملح واعادة ترطيب الجلد وبعدها تمررالجلود عبر آلة إزالة اللحم والدهن المزودة بسكاكين حادة ثم يضع الجلد في أحواض تحتوي على محلول ماء الجير الذي يحتوي على كمية صغيرة من كبريتيد الصوديوم لاضعاف جذور الشعر بالتأثير الكيميائي.

 

في حين قالت صاحبة متجر لبيع الاحذية والحقائب في سوق الصالحية ان الطلب على المنتج المحلي يفوق المستورد لجودة تصنيعه واناقته وأسعاره المناسبة وتعدد استخداماته مشيرة إلى ان شريحة النساء هي الأكثر اقبالاً على الشراء لمجاراة الموضة خاصة في الاعياد حيث تقدم كهدايا جميلة للامهات والمعلمات وتجد هذه المنتجات في مواسم التخفيضات فرصة جيدة للتصريف وبنسب تتراوح بين 40-60 بالمئة من الانتاج للتخلص من المعروض في السوق بكميات كبيرة وتحقيق عائد مالي جيد لجلب بضاعة جديدة.

 

وتعرض في متجرها أيضا أحذية أطفال طبية مصنوعة من أجود أنواع الجلد وبمواصفات تراعي سلامة قدم الطفل وتباع بالنمرة وسعر الواحدة يتراوح بين300-500 ليرة سورية.

 

ووضحت أماني سعد مهندسة ديكور ان ادخال الجلديات في المفروشات يزيد من متانتها واناقتها فهي تعطي انطباعا بالفخامة والبساطة في ان واحد حسب التصميم والموديل والاكسسوارات التي تضفي عليه رونقا وجاذبية تزيد من حيوية المكان.

 

وأضافت سعد ان استخدام الجلديات يكثر في مفروشات الفنادق والمكاتب والمؤسسات والشركات رغم التكلفة المرتفعة بالمقارنة مع القماش والخشب والالمنيوم والبلاستيك نظرا لقلة عطبها وسهولة تنظيفها.

 

ولاتزال ورش صناعة الجلديات والاحذية اليدوية الدمشقية في منطقة القيمرية تحظى بإقبال جيد محليا وعربيا فهي متوارثة ابا عن جد وتتميز بالخبرة والاتقان لاسيما صناعة غرف الجلوس العربية كطلبيات لبعض دول الخليج العربية.

 

وتصنع هذه الورش التي تحمل شهادة حرفية شرقية كل أنواع الجلديات من حقائب وأحذية وتحف شرقية من الجلد الطبيعي المأخوذ من الإبل والبقر وهي مرغوبة من قبل السياح لما لها من طابع شرقي قديم ومن قبل الزبائن المحليين الذين يفضلون الموديلات الكلاسيكية بإدخال خيوط قصب أو نايلون ملونة لتكون أقرب إلى الموديلات العصرية.

 

ويندرج الجلد الصناعي ضمن الصناعات الكيميائية التحويلية المحلية وتم تصنيع قرابة 531 ألف زوج من الأحذية الجلدية وفق اخر احصائية للمكتب المركزي للاحصاء ويقدر عدد المنشات والورش المصنعة للجلديات بأكثر من 7 آلاف في المحافظات كافة توفر قرابة مئتي ألف فرصة عمل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.