تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التهريب يسرق زبائن (العمران)..والإسمنت أزمة الشتاء والصيف

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية SNS

أخيرا قرر أبو زياد / 38 / عاما أن يحصل على بيت يؤويه هو وأسرته المؤلفة من/ 5/ أشخاص , فأنفق (ما فوقه وما تحته) لترخيص بناء من غرفتين ومنافع في إحدى قرى القصير (30كم جنوب غرب حمص), وذلك بعد / 9 / سنوات من زواجه, قضاها أبو زياد في غرفة (ببيت العيلة).

وإذا كانت الأمور صعبة في بداياتها حيث رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة, فإن (رحلة الألف بلوكة)- كما يصفها أبو زياد –بدأت بمصادرة /40 / كيسا من الإسمنت المهرب, المرتب بجانب أساسات منزل المستقبل, ويومين في السجن.
أبو زياد يبرر استخدامه الإسمنت المهرب بـ( الروتين و الواسطة) إضافة إلى تأخير استلام مخصصاته من العمران, ناهيك عن السعر الزائد لإسمنت الحكومة. ويقول: "عندما يرتفع سعر أسمنت التهريب تزداد صعوبة الحصول على النظامي".
 مهربون بلا حدود..!
وعلى الضفة الأخرى يقف (طاهر) قرب سيارته (بيك آب هيونداي) نافثاً دخان سيجارته وغبار تعبه في الهواء الطلق, بعد تفريغ حمولة السيارة المكونة من /30 / كيسا مهربا. ويقول: "العالم بدها تبني, ونحنا بدنا نعيش".
ذلك هو اختصار معادلة الحياة لدى طاهر بعد شراء سيارته بالتقسيط الذي يسدده من عمله بالتهريب..! حيث يرى هو ورفاقه من المهربين أن الصيف فصل (الحركة والبركة), وها هو (السوق بدأ يتحرك رغم صعوبة الحصول على تراخيص البناء هذه الأيام) , الأمر الذي أكده رئيس ضابطة جمارك حمص العقيد يوسف أسعد لـ(محطة أخبار سوريةsns ) إذ أشار إلى "ازدياد مصادرات مادة الإسمنت خلال الفترة القريبة الماضية" وحصَرها بأربع مصادرات خلال /15 / يوما".
أزمة الشتاء والصيف..
مدير فرع العمران في حمص فهد دياب اعترف بـ "عجز المؤسسة عن تلبية نصف حاجة السوق الحمصية من الاسمنت" , ويقول: "كنا لا نعرف كيف نتخلص مما لدينا منذ حوالي شهر". فماذا حصل الآن؟ يرد دياب أن "كمية الاسمنت التي تستقبلها مخازن فرع المؤسسة لا تتجاوز /700 / طن يوميا من معملي الرستن و طرطوس", موضحا أن "حاجة حمص /1500 / طن.
وأرجع أسباب الفجوة بين العرض والطلب إلى فصل الصيف, الوقت المفضل لبدء مشاريع القطاع العام, والذي يتزامن مع أعطال متكررة للمعامل مما يخلق معاناة أزلية بيننا والمعامل".
كما كان لقرار إيقاف استيراد الاسمنت في نيسان الماضي تأثيره على السوق, ووضع مدير فرع عمران حمص مشاريع القطاع العام على رأس الأولويات في توزيع الاسمنت إضافة إلى المستثمرين في مدينة حسياء الصناعية وكذلك الحرفيون, ثم يأتي دور صاحب رخصة البناء أخيراً والذي قد يجب عليه الانتظار أكثر من شهر للحصول على جزء من مخصصاته.
 كله عند العرب (اسمنت)..!
 ويصف دياب الاسمنت السوري بأنه "من أفضل الأنواع " محذراً من "نوعية ذلك القادم تهريبا من وراء الحدود". قائلاً: "حرام أن نستخدمه لأنه بعيد عن الرقابة فقد يكون مخلوطا بالرمل", وأشار أن "الشركات العالمية تصنع اسمنتا حسب استخدامه,  فهناك اسمنت مصنوع للأعمدة والأسقف, وآخر للجدران وثالث للبلاط, والمهربون يختارون الأرخص"، أما لدى المواطن العادي فـ(كله عند العرب صابون).

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.