تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المدينة الجامعية بدمشق تسجل رقماً قياسياً عالمياًفي استهلاك المياه

 

محطة أخبار سورية

في الوقت الذي تتسارع فيه المؤسسة العامة للمياه بدمشق لتأمين مصادر جديدة لمياه الشرب وصرف ملايين الليرات لإجراء الدراسات المتعلقة بذلك، تتسابق مدينة باسل الأسد للسكن الجامعي بدمشق لتحطيم الرقم القياسي ومعادلة استهلاك الفرد عالمياً من المياه أي ما يعادل 60 ليتراً يومياً، حيث إن هذا الرقم مطابق لاستهلاك الفرد في أكثر دول العالم تقدماً.

 

فللوهلة الأولى يبدو أن الأمر عادي، رغم أن الواقع يفرض عكس ذلك في ظل متوسط استهلاك الفرد السوري للمياه والذي لايتجاوز 30 ليتراً في اليوم، عدد من طلاب المدينة أوضحوا ما يدور داخل أسوار المدينة من عبث بالبنية التحتية خاصة المياه والكهرباء.

 

بدون سبب

بالنسبة لهدر المياه غير الطبيعي يقول الطلاب: هناك هدر غير معقول بمياه الشرب ناهيك عن مياه الحمامات، فعندما تقوم مؤسسة مياه الفيجة بقطع المياه بعد الظهر عن المدينة يبدأ الطلاب بفتح صنابير المياه على مصراعيها وتترك مفتوحة لليوم الثاني حتى تتكرم مؤسسة المياه بفتح الخطوط الرئيسية، وهذا يكون في الساعة الخامسة صباحاً حيث يكون جميع الطلاب في حالة نوم حقيقي خاصة بعد السهر والانتظار لقدوم المياه، وتبقى صنابير المياه مفتوحة والمياه تهدر في المغاسل والحمامات وغيرها حتى يستيقظ بعض الطلاب الساعة الثامنة صباحاً حيث يكون الهدر نحو ثلاث ساعات يومياً إن لم نقل أكثر لأن عدداً كبيراً من الطلاب يشاهد بأم عينه هدر المياه ويترك الصنابير مفتوحة خاصة في الحمامات.

 

 وقد باح لنا الطلاب أكثر من ذلك، حيث أكدوا أن هناك عدداً آخر من الطلاب يقوم بفتح صنابير المياه خاصة في فصل الصيف حتى تبرد المياه تلقائياً في ظل غياب البرادات عن المدينة، كذلك الحال عندما يذهب البعض للحمامات حيث يقوم الطالب بفتح المياه ويذهب إلى غرفته ليحضر ثيابه ثم يعود إلى الحمام ظناً منه بأن المياه قد أصبحت ساخنة وجاهزة للحمام.

 

أما الطامة الكبرى تحصل في حال إذا كانت الحمامات داخل الغرف حيث يقوم الطلاب بفتح صنابير المياه بشكل دائم ليلاً ونهاراً، وهنا الهدر الحقيقي للمياه، وما أكثر الحمامات داخل الغرف رغم محاولة الإدارة إخراج تلك الحمامات إلى خارج الغرف، وهذا الكلام أكده مدير الخدمات الفنية بالمدينة الجامعية الذي سنسرد حديثه لاحقاً.

 

 من جهة أخرى يقوم عدد من الطلاب بالعبث بصنابير المياه من خلال فكها و سرقتها إضافة إلى سرقة لمبات الكهرباء، وهنا عندما لايجد الطلاب الكهرباء في هذا الحمام أو غيره يذهبون للآخر وأيضاً عندما يرى الطلاب المياه تهدر في هذا الحمام يقولون بأن هذا الأمر لايعنيهم وهذا من صلاحية المسؤول عن الوحدة ومشرف الوحدة.

 

ففي هذه الحالة الخطرة وغير المبالاة من الطلاب هل سيكون الحق على الطلاب أم على الإدارة التي لم تستطع أن تكشف هؤلاء وتجعل منهم عبرة لغيرهم، أم أن المشكلة بالوعي الطلابي المفقود، والحس والأخلاق التي لايتحلى بها سوى القلة القليلة من الطلاب الشرفاء.

 

غير مجدية

بعد أن سمعنا هذا الكلام توجهنا مباشرة إلى مدينة باسل الأسد الجامعية بدمشق والتقينا الدكتور محمد حسان الكردي مدير المدينة الذي أكد أنه يطلب باستمرار من مديري ومتسلمي الوحدات السكنية في المدينة وضع إعلانات للطلاب على أبواب دورات المياه الرئيسية لضرورة التقيد وعدم ترك صنابير المياه مفتوحة، واستخدام المياه للحاجة فقط وليس للهدر اضافة لضرورة مراقبة استهلاك المياه والصنابير في المرافق العامة وذلك نظراً لقيمة الفواتير العالية الناتجة عن هدر المياه في المدينة.

 

وعن قيمة الفواتير التي تصرف للمياه في المدينة قال: كانت قيمة الدورة السادسة من العام 2009 كالتالي: كانون الثاني252292 ل.س وشباط 170462ل.س وآذار 510163ل.س ونيسان 160418ل.س، أما في تشرين الثاني وكانون الأول من عام 2009 كانت 965571 ل.س دون وحدات الهمك وبرزة.

وأوضح أن الفاتورة تأتي ضمن فاتورة عامة تشمل جامعة دمشق بالكامل حيث وصلت قيمة الدورة الأولى من عام 2008 للجامعة 5020951 ل.س

 

أما بالنسبة للشهرين الماضيين فبلغت صرفيات الجامعة نحو/4/ ملايين ليرة سورية بما فيها المدينة الجامعية.

 

 وعن الوسائل الجديدة المتبعة للتقليل من هدر المياه في المدينة الجامعية قال الكردي: نحن نملك في المدينة خزان مياه  لايوجد مثله في دمشق، لذلك خصصنا خط هاتف ساخن لفتح المياه إلى الوحدات بالوقت المناسب، وعالجنا هدر المياه في موضوع الري  في الحدائق العامة حيث تم فتح بئر للمياه غير صالحة للشرب وتم تحويله للري لمنع هدر مياه الشرب.

 

إضافة إلى ذلك حولنا الحمامات ضمن الغرف إلى خارجها حيث يوجد مغسلة فقط  ضمن الغرفة وقريباً سنعمل على إخراجها  إلى خارج الغرف وهذا قلل كثيراً من هدر المياه، حيث كان الطالب يقوم بفتح المياه بشكل دائم ضمن الغرفة.

 

 وفوق هذا مازال بعض الطلاب يدخلون إلى الحمامات بقصد الحمام ويتركون المياه تهدر حتى تسخن دون رحمة أو خجل، لذلك نؤكد على جميع الطلاب بعدم هدر المياه واستعمالها بالشكل المناسب ووقت الحاجة فقط حفاظاً على أهم ثروة وطنية.

 

استثناء

المهندس حمد العبد الله، مدير الخدمات الفنية في المدينة، أكد هذا الكلام وأردف قائلاً: رغم ذلك فإن وضع المدينة الجامعية مختلف عن الأبنية الحكومية  الأخرى خاصة من حيث الاستثمار، ففي معظم الغرف يوجد نحو سبعة طلاب على الأقل فما بالك إذا كان الحمام داخل الغرفة، وهذا موجود بالفعل في عدة وحدات سكنية ومع ذلك نحافظ على موضوع صنابير المياه بالقدر المحدود، من خلال التوعية الطلابية إذ أن 90٪ من التوعية تقع على الاتحاد الوطني لطلبة سورية و10٪ تقع علينا في المدينة.

 

 ونوه إلى أنه لولا الهدر والعبث بالمياه وبالبنى التحتية لخدمات المدينة نحن بألف خير، إلا أن الواقع الذي تحدث عنه الطلاب والمتعلق بهدر المياه موجود، وهذا يدفعنا إلى القول بأن الطالب في المدينة الجامعية وحسب الدراسات التي قمنا بها وحسب كمية استهلاك المياه في المدينة الجامعية وجدنا بأن نصيب الفرد الواحد نحو 60 ليتراً يومياً من المياه، وهذا الرقم يعادل الرقم العالمي وفي أكثر دول العالم تقدماً ويعادل ضعف استهلاك المواطن السوري في استهلاك المياه، وذلك نتيجة للهدر الناتج عن انعدام الوعي الطلابي وانعدام الحس الأخلاقي في هذا الاتجاه.

 

 وأكد أنه في كل وحدة يوجد عدة صنابير مفتوحة دائماً أمام الطلاب ولم يكلف أحد خاطره ويقوم بإغلاق الصنبور ويقال عنه بأنه طالب جامعي.

 

أخيراً

هدر المياه موجود والعبث بالبنى التحتية لأساس المدينة الجامعية أيضاً موجود، وكل يضع الحق على الآخر، وخير دليل على ذلك إضافة إلى ماذكر آنفاً، فقد روى لنا مدير الخدمات الفنية هذه القصة عن أحد طلاب المدينة فقد أصيب أحد الطلاب بمرض الديسك، وبعد مراجعة الطبيب لأكثر من مرة وصف له الطبيب بأن ينام على سرير خشب، فقام الطالب بخلع باب الحمام ووضعه على الأرض وأصبح ينام عليه إلى أن كشف أمره، وطالب آخر قام بخلع لوحة المفاتيح الخاصة بالمصعد وذلك حتى يتم تعطيل المصعد ويصعد الدرج إلى الطابق الثاني عشر كنوع من الرياضة، فماذا نتأمل من طلاب نعول عليهم حماية ورعاية الجيل القادم؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.