تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

طلبة الهندسة المعلوماتية يتعاملون بمواربة مع «قرصنة البرمجيات»

 

لا بد من التعريج على مسألة البرمجيات المقرصنة أو ما يعرف بالبرمجيات «المكركة» التي يتعامل بها الأغلبية العظمى من المستخدمين، وبعيداً عن المستخدمين العاديين إذا نعتبرهم كذلك في حال مقارنتهم بغيرهم من فئات المستخدمين إذا يبقى هناك من هو أشد حاجة إليها من غيره، أي بحاجة إلى منتجات هذه الصناعة المستوردة أحياناً ومستنسخة في الكثير من الأحيان الأخرى.
يمثل طلبة الجامعات شريحة واسعة من مستخدمي البرمجيات سواء الهواة أم المتخصصين ويعتبر طلاب الكليات العلمية أكثر الطلبة تعاملاً مع برامج الحاسوب سواء خلال سنوات دراستهم الجامعية الأولى أو في السنوات الأخيرة التي تنتهي مع مسؤولية إعداد مشاريع التخرج.
«الوطن» التقت عدداً من طلاب كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق تحدثوا خلالها عن أهمية البرمجيات بالنسبة لهم ولجوئهم إلى استخدام البرامج المقرصنة لإتمام فروضهم الجامعية التي تعتمد في معظمها على هذه المنتجات.
 
القرصنة تصب في مصلحة الطالب
يقول الطالب في السنة الثانية هاشم الرفاعي إن البرامج المقرصنة مفيدة وتصب في مصلحة طالب كلية الهندسة المعلوماتية لأنها توفر عليه الكثير من الأعباء المادية التي لا يقدر الكثيرون على تحملها فليس جميع الطلاب عندهم القدرة على شراء النسخة الأصلية من هذا البرنامج أو ذاك وفي الوقت نفسه لا يمكنهم الاستغناء عنها، فإذا كان برنامج «أوفيس»- كما يقول هاشم- بسبعة آلاف ليرة سورية كيف يمكن لكل واحد منا شراؤه من مصروفه المحدود؟. إذ تبقى- كما يقول- أسعار البرامج التي تتراوح بين 25- 50 ليرة للنسخة الواحدة أوفر بكثير من سعرها الأصلي.
وفي سؤال حول أهم البرامج التي يحتاجها طالب المعلوماتية في دراسته قدم الطالب أحمد تيناوي مثالاً عن أحد البرامج الغالية الثمن والضرورية جداً لدراسته في الكلية ولمشروع تخرجه أيضاً وهو «مات لاب» الذي يفيد في دراسة العمق الفيزيائي للصوت والصورة وغيرها.. وأكد أحمد أن مثل هذه البرامج يتم تداوله بين الطلبة الذين يعرفون بعضهم البعض حيث إن سعر النسخة الأصلية منه تصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية. ورداً على سؤال حول استمرار قرصنة البرمجيات وأثرها في الواقع المحلي قال أحمد إن سمعتنا العالمية بالتأكيد متضررة من هذه الأفعال لكن الدول التي لا تنتج برمجيات ليس لديها شيء لتخسره لتبقى الدول المنتجة لهذه البرمجيات المتضرر الأول.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم نهوضنا بواقع البرمجيات انطلاقاً من الطلبة والمهتمين والمسؤولية التي تتحملها هذه الفئات في هذا الخصوص أجاب تيناوي إن خريجي هندسة المعلوماتية في أغلبيتهم دارسون لاختصاص الشبكات سرعان ما يدخلون الحياة العملية بعد تخرجهم ويجدون عملهم مباشرة عدا أن اختصاصهم ينحصر في معظمهم بـ«هارد وير» أي القطع الصلبة وليس البرمجيات «سوفت وير»، وأضاف: «بالنسبة للخريجين العاملين في مجال البرمجيات فإنهم على الأغلب يقومون بالسفر إلى الخارج أو العمل في شركة خاصة محلية أو خارجية إلا من يقوم بإكمال دراسات عليا في الكلية فحينها قد يقوم بإنتاج برمجيات جيدة ومطلوبة».
 
البرمجيات المفتوحة المصدر لا تفي بالغرض
وفي سؤال حول المبادرة التي خصت طلاب الهندسة المعلوماتية لتشجيعهم على الاهتمام بالبرمجيات المفتوحة المصدر قال أحد الطلاب إن الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تدعم المبادرة التي قامت بها، وعمدت إلى توزيع نسخ من البرمجيات المفتوحة المصدر، إلا أن هذا الأمر لا يكفي مادام أغلب البرامج التي نحتاجها غير متوافر حالياً في البرمجيات المفتوحة المصدر، وقدم مثالاً ذلك برنامج «Visual Studio» الضروري جداً لعمل طلاب الهندسة المعلوماتية. وتابع بالقول إن برامج مثل نظام التشغيل «ويندوز» يمكن الاستعاضة عنها بـ«لينوكس» أو «فاير فوكس» حتى إن «أوفيس» له برنامج مشابه ولكن ليس بنفس القوة والميزات...
وتحدث طالب آخر حول أسباب عدم وجود إنتاج للمبرمجين المحليين بأن إنتاجنا للبرمجيات يجب أن يكون في البداية منافس للمنتج الخارجي وإلا فلا داعي له أساساً، وأشار إلى أنه لتحقيق هذا الغرض يجب أن يتوافر ما يسمى «مجتمعاً معلوماتياً» أي فريق عمل كبير يتبع لجهة متبنية لهذا الموضوع ويضم مئات المبرمجين إلى جانب قرار إستراتيجي يساعد في إنجاح هذا المشروع مع دراسة متأنية للبحث عن سوق لتصريف هذه المنتجات عدا المرتبات العالية التي يجب أن تقدم لهؤلاء المنكبين على هذا الجهد.
 
كيف تتم القرصنة؟
وصف أحد الطلبة عملية «الكراك» أو القرصنة أنها علم قائم بحد ذاته يدعى «الكراكينغ» تعتمد على اختراق البرنامج الأصلي للتمكن من نسخه بشكل عادي.
وكشف الطلاب أن قرصنة البرامج ليست متاحة لأي كان ممن أراد ذلك لأن بعضها من اختصاص قراصنة محترفين ينتمون إلى دول معينة يقومون بكسر البرامج ثم وضعها على مواقع إنترنت ليقوم مستخدمون من حول العالم بتحميلها على أجهزتهم ويتخصص هذا النوع من القراصنة بالبرامج الضخمة التي تتمتع بحماية فائقة مثل «ويندوز» و«أوفيس»، وإضافة إلى ذلك يقوم هؤلاء المحترفون بقرصنة الألعاب الضخمة وبرامج التصميم الثلاثي الأبعاد والمايا وغيرها.
يقول أحد الطلاب إن الشركة التي تقوم بتصنيع برنامج معين تعمد إلى حمايته برمز يستعمله حصراً المستخدم الذي اشترى النسخة الأصلية من هذا البرنامج، ويكون هذا الرمز موجوداً بصيغة تدعى «exe» لا يمكن لأحد قراءتها حتى الحاسوب لا يمكنه ذلك إلا أنه يقوم بتنفيذها فقط. ، وبالتالي يقوم القرصان بمحاولة قراءة رمز الحماية ويتوصل - حسب براعته - إلى قراءته مهما كان ذلك الرمز معقداً. بعد ذلك يقوم القرصان بتغيير شروط المقارنة مع الرمز الخاص بحماية البرنامج.
 
يقرصنون عروض الشركات!
وأردف أحد الطلاب أن الكثير من القراصنة يقومون بكسر الفترة التجريبية التي تمنحها شركات البرمجيات العالمية للمستخدمين ليقوموا خلال هذه الفترة بتجريب إصدار برنامج جديد لها وذلك عبر تغيير التاريخ والتوقيت الذي يسير عليه جهاز الكمبيوتر وبدلاً من أن تصبح الفترة التجريبية لشهر واحد فقط يمكن لأحدهم أن يقوم بإعادة عقارب الساعة في الحاسوب إلى عام فائت وهكذا سيعمل البرنامج التجريبي لمدة سنة يضاف إليها الفترة الممنوحة لتجريب البرنامج الجديد!.
وفي سؤال حول التأثيرات في حال دخول سورية في اتفاقية حماية الملكية الخاصة بالبرمجيات ونتائج ذلك على المستخدمين من فئة الطلاب قال أحدهم إن الطالب في الهندسة المعلوماتية سيكون أول وأكبر الخاسرين في هذه الحالة لأنه سيصبح مضطراً إلى شراء برمجيات بما يتجاوز 20 ألف ليرة سنوياً للسير قدماً في دراسته الجامعية.
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.