محطة أخبار سورية
تجاوز الدولار الأميركي اليوم السبت بحسب نشرة مصرف سوريا المركزي الـ 50 ليرة سورية ،وذلك بعد أكثر من خمس سنوات من استقراره على ما دون الخمسين ليرة ، بالرغم محاولة الحكومة ضخ الدولار في الأسواق للحد من ارتفاعه ، في خطوة اعتبرها اقتصاديون سوريون انها تشكل خطورة على قيمة الليرة السورية.
وقال الخبير الاقتصادي حسين العماش ليونايتد برس انترناشونال " ان ارتفاع الدولار أمام الليرة السورية هو أمر متوقع وهذا نتيجة الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ثمانية أشهر وانخفضت الليرة الى نحو 17 % من قيمتها وهذا الانخفاض يعود لأسباب سياسية لا اقتصادية ".
وأضاف العماش " اليوم سعر الدولار الرسمي 50 ليرة سوريا بينما يبلغ سعره في السوق السوداء نحو 54 ليرة هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على المستوردات مما يساهم في رفع الأسعار واهتزاز الثقة بالعملة المحلية التي بدء البعض باستبدالها بالدولار أو بشراء الذهب أو حتى عملات أخرى ".
وأبدى العماش تخوفه من استمرار صعود الدولار وانخفاض قيمة الليرة كما حصل في عام 2005 أبان أزمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وفرض الحصار على سوريا "حيث تجاوز الدولار 62 ليرة سورية ، ثم عاد الى الاستقرار بين (45-50) ليرة لمدة أكثر من 5 سنوات واعتقد ان هذا سعر منطقي للدولار ، مقابل الليرة السورية ".
وكان حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة قال تصريح أمس إن " سبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي يعود إلى الانخفاض الحاد في سعر صرف اليورو مقابل الدولار نتيجة الانتعاش الأميركي البسيط الذي شهدته الولايات المتحدة والانخفاض الطفيف الحاصل في معدلات التضخم الأميركية في ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل اليورو.
واعتبر الباحث الاقتصادي نبيل السمان ان " الليرة السورية هي من العملات غير القابلة للتحويل عدا عن الأسواق المجاورة ، وهي بسبب الأحداث فقدت جزءا من قيمتها وخاصة عائدات السياحة والعقوبات الأوروبية والأميركية على سوريا لان سوريا هي بلد من الدول النامية فهي لا تقوم بتصنيع المواد الأولية وخاصة النفط ".
وانتقد السمان في تصريح ليونايتد برس انترناشونال " طرح مصرف سوريا المركزي ما سمي مزايدات لبيع الدولار من الاحتياطي السوري " وقال "هذه الحالة تستمر لعدة أشهر ولكن على المدى البعيد لا تستطيع الحكومة السورية الاستغناء عن الاحتياطي السوري و إلا ستنهار الليرة السورية ".
وقال السمان انه ذهب اليوم "الى إحدى شركات الصيرفة المعتمدة وعلى النشرة الرسمية في الشركة يكتب سعر الصرف 50 ليرة للدولار ولكنهم لا يلتزمون بذلك بل يباع الدولار ب (53،75)ليرة إذا هناك تجاوز للتعليمات الرسمية وبذلك دخلت تلك الشركات بحالة فوضى ".
وكان مصرف سوريا المركزي أعلن عن ثلاثة مزادات منذ نهاية الشهر الماضي لبيع القطع الأجنبي لشركات ومكاتب الصرافة حيث بلغت قيمة القطع الأجنبي خلال تلك المزادات أكثر من 70 مليون دولار .
