تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الجمعيةالسوريةللمعلوماتية توظف المعلوماتية لخدمة الآثار

 

محطة أخبار سورية

ركزت الندوة الثانية التي أقامها فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بإدلب تحت عنوان (المعلوماتية في خدمة الآثار) على التقنيات المعلوماتية المستخدمة في توثيق وترميم المباني الأثرية وإعادة تشكيلها افتراضياً، والأنظمة المعلوماتية المستخدمة في الكشف عن الآثار والتنقيب الأثري وتقنية المتاحف الافتراضية، واستعراض تجارب بعض الدول المتقدمة في هذه المجالات.

 

كما رأى رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية أن الندوة قد تناولت الأنظمة المعلوماتية في خدمة الآثار، والتعريف بإرث سورية العمراني والحضاري والثقافي، متمنياً أن تساهم مثل هذه الندوات في نشر ثقافة الحضارات السورية إلى العالم.

 

وتحدث المدير العام للآثار والمتاحف عن أهمية وضرورة استخدام التقنيات الجديدة وإستراتيجية المعلوماتية وبالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في المديرية العامة للآثار والمتاحف مستعرضاً ما شهدته سورية من فترة ازدهار حقيقية في ميدان الاكتشافات الأثرية لأنها أرض الحضارات منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة الإسلامية، حيث تقوم 140بعثة أثرية وطنية وأجنبية بأعمال التنقيب الأثري فيها، لهذا يتم استخدام التقنيات الجديدة بإدخال جميع التنقيبات الأثرية الحديثة في مجال التوثيق الأثري ووضعها تحت تصرف الآثاريين.

 

ولفت  إلى أنه تم إطلاق مشروع التوثيق الإلكتروني للقى الأثرية المرتبطة مع قاعدة البيانات المركزية لجميع القطع الأثرية في المتاحف السورية، وكذلك مخبر التوثيق الإلكتروني لربط اللقى بمكان وجودها على الخريطة الأثرية كأول قاعدة بيانات أثرية في سورية وربطها في المحافظات السورية، وهناك 7000 قطعة أثرية تم توثيقها في المتاحف السورية وبالتدريج، كما سيتم إعداد ميزان معلومات جغرافي وتوثيق إحداثيات 80 موقعاً أثرياً مهماً وخاصة إيبلا وبصرى ومتحف دمشق وذلك في مطلع العام القادم، ومشاريع مشتركة لتحديد حرم المواقع الأثرية على الخارطة الأثرية لحمايتها من التعديات والزحف العمراني، وهناك كادر بالتعاون مع بعثة التنقيب الفرنسية في مشروع موقع المدن المنسية في إدلب وحلب وصل إلى نتائج مهمة على صعيد الأتمتة الأثرية، ونظراً لأهمية المدن المنسية في شمال سورية فقد تم تلقي رسالة قبول تسجيل ثمانية تجمعات أثرية في محافظتي إدلب وحلب.

 

ومن تظهر بوضوح العوامل والمعطيات والأسباب التي حملت الجمعية السورية للمعلوماتية إلى عقد هذه الندوة فحيثما تسر وتتجه في مناطق تلك المحافظة تجد مئات المواقع الأثرية والسياحية، وحيث بعثات التنقيب الأثري المحلية والأجنبية التي تسبر الأغوار لتخرج بكنوز حضارات قديمة لم تتردد منظمة اليونسكو في ضم أهمها إلى لائحة التراث العالمي، يحيط ويتخلل تلك المواقع الأثرية التاريخية عشرات المواقع السياحية في الهواء الطلق.

 

ولم يتردد معدو هذه الندوة بتقديم معرض صور ضوئية لمعظم المواقع الأثرية في المحافظة.. لهذا يمكننا القول إن تلك الندوة قد أعدت ونفذت لخدمة الآثار.. وما أكثر ما تحتاجه آثار إدلب المنسية من مختلف أنواع الخدمات الفنية والصحية والترميم والحماية من التعديات والتجاوزات.. والأهم من ذلك الترويج والتوثيق.

 

ويمكن القول إن ندوة المعلوماتية الحالية قد تناولته بعلمية عميقة توازي الاهتمام الحكومي بتلك الندوة التي رعاها وزير الاتصالات عماد الصابوني وبحضور أمين فرع الحزب عبد المالك جعفر ومحافظ إدلب خالد الأحمد ومدير عام الآثار والمتاحف بسام جاموس وحشد كبير من الخبراء والباحثين من الجمعية والمديرية العامة للآثار والمتاحف والبعثات الأثرية وأقسام الآثار في الجامعات السورية وباحثين من جامعات وهيئة الآثار المصرية وباحثين فرنسيين وإيطاليين لتخرج بتوصيات مهمة ركزت على دعم عمليات التوثيق الأثرية وقوننتها وتنظيمها في خارطة رقمية موحدة وبالتعاون بين الجهات المعنية والجامعات والباحثين المختصين..

 

ورأى وزير الاتصالات والتقانة أن استضافة هذه الندوة تأتي في المكان المناسب لكون إدلب من أكثر المحافظات السورية غنى بالآثار والتراث الذي يعود إلى مختلف العصور وخاصة مملكة إيبلا التي تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، والقرى المنسية في محافظتي إدلب وحلب، إضافة إلى حضارات بلاد الرافدين والساحل السوري والكشف عن أولى الأبجديات في العالم، ما جعل سورية تتبوأ مكاناً أثرياً فريداً في العالم، ولكن ذلك يضعنا أمام تحد كبير في الحفاظ على هذا التراث ودراسته وتصنيفه وعرضه، ولكن هناك خطوات مهمة قد قطعتها الحكومة السورية بالتعاون مع الجهات الدولية، ولكن هناك الكثير من العمل مازال مطلوباً في مجال التنقيب والترميم والتصنيف وتفسير النقوش والكتابات والتأريخ، وتعد تقانات المعلوماتية من أهم الوسائل التي تساعد اليوم على الدراسات الأثرية في سياقات متعددة، والتنفيذ عن طريق الاستشعار عن بعد، ودراسة اللقى الأثرية بهدف التعرف على مواصفاتها وأرشفتها وإدخالها في قاعدة البيانات والعروض البانورامية.. كل هذا جعل من هذه الندوة على قدر كبير من الأهمية، وبرنامج الندوة غني ومتنوع يتناول تطبيقات وتقنيات جيوفيزيائية ومعلوماتية وجغرافية في دراسة المواقع الأثرية في سورية، مع تجارب من أماكن أخرى من العالم، وبحث قضايا التوثيق الإلكتروني للقى الأثرية وإعادة تشكيلها.

 

وأعرب وزير الاتصالات عن أمله في عقد ندوات لاحقة في هذا المجال بالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والاتصالات والتقانة وصولاً إلى وضع إستراتيجية متكاملة لإدخال المعلوماتية في توثيق الأرشيف الأثري وترويج المواقع الأثرية والحصاد الأثري الموجود في سورية.

 

ورأى محافظ إدلب أن عقد هذه الندوة المهمة في إدلب جاء لأهمية ما تحمله الندوة من معان ودلالات ولاسيما أن مسألة المعلوماتية أصبحت من أبرز لغات الثقافة العالمية في عصر تفجر المعلوماتية والذي حول العالم إلى قرية الكترونية. عاقداً الآمال العريضة على مشروع قانون الاتصالات والتقانة في تحقيق المزيد من التطور العلمي والتقني في مجال المعلوماتية.

 

من جانبه أكد المهندس فراس شيخ كريم رئيس فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية (معدة الندوة) بأن آثارنا ذهبنا البني ونفطنا السوري فيما إذا قدمت إلى العالم على طبق إلكتروني وزينت بالتوابل السياحية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.