تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: الصين وروسيا و«الردّ المزدوج»

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لم تكن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الصين يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين للإعداد فقط لزيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى بكين الشهر المقبل بمناسبة مرور 75 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، بل شملت أيضاً التأكيد على المضي قدماً في تعزيز علاقاتهما في إطار «الشراكة بلا حدود» بينهما التي أعلنت في شباط 2022، والمواجهة الثنائية للتحديات التي تشكلها السياسات الغربية.

وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بقوله «طرحنا فكرة الرد المزدوج» في مواجهة سياسة «الاحتواء المزدوج» الغربية، وهو ما يعني أن البلدين سوف ينتهجان موقفاً سياسياً موحداً تجاه الإجراءات الأحادية التي تمارسها الدول الغربية ضدهما، وهو ما يعتبر نموذجاً جديداً في علاقاتهما، خصوصاً أن الغرب، وفق لافروف «ينتهك قواعد السوق بشكل صارخ من خلال فرض العقوبات على الدول ومنها روسيا، ويحاول كبح إمكانات الصين أيضاً لإبعادها عن المنافسة».

في المحادثات بين وزيري خارجية البلدين، تم وضع إطار للعلاقات الثنائية يحدد كيفية العمل معاً في مواجهتهما للدول الغربية، وذلك من خلال اتباع التوجه الاستراتيجي لدبلوماسية البلدين، والالتزام بمبدأ عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث، والبقاء على المسار الصحيح في ما يتعلق بالمسائل المبدئية الرئيسية، والاستجابة للتطلعات المشتركة والمشروعة لشعوب جميع الدول، وتأييد مسار جديد للعلاقات بين الدول يتميز بالحوار والشراكة بدلاً من المواجهة والتحالف، والتأكيد على إقامة عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم، ودعم دور الأمم المتحدة في نظام الحوكمة العالمية، والتمسك بمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها والقانون الدولي، والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية.

هذه المبادئ تتناقض مع النهج السياسي والغربي المتبع تجاه معظم الأزمات الدولية الراهنة، وتشكل بالنسبة للبلدين تحدياً يعيق إقامة نظام دولي أكثر عدلاً وديمقراطية، ويؤدي إلى تسعير الصراعات والحروب.

الوزير الصيني أشار إلى أهمية العلاقات مع روسيا «التي لا يمكن الاستغناء عنها من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي»، مشيراً إلى أن «الحفاظ على العلاقات بين البلدين وتطويرها يعدان الخيار الطبيعي للدولتين الجارتين الكبيرتين، ويخدم المصالح الأساسية للشعبين»، وهو ما أكده أيضاً الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال استقباله لافروف قائلاً: إن بلاده تولي «أهمية خاصة لتنمية العلاقات مع روسيا، وهي مستعدة للتعاون الوثيق معها على أساس ثنائي ولإظهار مسؤولية أكبر وتوحيد الجنوب العالمي، وتعزيز التعاون الاستراتيجي في إطار المنظمات المتعددة الأطراف مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون».

وكان للحرب الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على غزة وأزمة تايوان نصيب في المحادثات، إذ تم التأكيد على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، والدعوة إلى مؤتمر دولي بشأن أوكرانيا بمشاركة موسكو وكييف، والأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، واعتبار القرارات التي اتخذها مجلس الأمن بخصوص غزة ملزمة، ويجب تنفيذها لتحقيق وقف إطلاق نار غير مشروط، إضافة إلى ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

تشكل نتائج زيارة لافروف إلى بكين نقلة نوعية جديدة في العلاقات الصينية الروسية وتأكيداً على عزمهما إحداث توازن مضاد للموقف الجيوسياسي الغربي المهيمن.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.