تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عن الدراما وإنتاجها

مصدر الصورة
عن الانترنيت

د. فؤاد شربجي

من الواضح أن رمضان كالعادة يحمل للمشاهد العربي أعمالاً سورية الروح والفن، وعلى مستوى عال من الإبداع، وهذا ما يؤكد استمرار هذا الفن الإبداعي السوري بالتواصل والتأثير في العالم العربي رغم كل ما حدث ويحدث، كما أن هذه الدراما التلفزيونية السورية مستمرة بالارتقاء الإبداعي الشامل، وبنظرة سريعة على محطات التلفزة العربية، يستطيع المرء أن يلاحظ أن أكثر من 10 أعمال تلفزيونية سورية, تحتل معظم الشاشات التلفزيونية العربية, وتعامل بحفاوة واهتمام وتقدير، وهذا كله نابع بالدرجة الأولى من اهتمام سوري حضاري أصيل بالدراما وإبداعها، كان الإعلامي العربي الكبير, وأكبر مؤسسي الإنتاج الدرامي الخليجي, ومطلق الإنتاج المشترك مع سورية في التسعينيات رياض الشعيبي, كان يقول إن «الدراما التلفزيونية السورية ليست فناً إبداعياً فقط، و ليست رسالة ثقافية وحسب، الأهم أنها دراما صاحبة ضمير، لذلك كله تجتذب المشاهد العربي في كل مكان»، ولذلك كان يصر على الإنتاج في سورية وعلى مشاركة التلفزيون السوري في الإنتاج، نحن نقول إن حقيقة الدراما التي اكتشفها الشعيبي مازالت حية كإمكانيات وقدرات في هذا الفن السوري الحضاري، ومازالت تحتاج آلية إنتاج إبداعية تتساوق مع إبداعيتها الفكرية والفنية.
‏ورغم استمرار الدراما سورية الروح والإبداع في الارتقاء، ورغم اهتمام جهات إنتاج عربية باستثمار القدرات السورية الإبداعية، إلا أن العملية الإنتاجية داخل سورية تعاني من صعوبات، بسبب المنافسة الكبيرة، وبسبب تسابق جهات عربية عديدة على الاستثمار بالفنانين والنجوم السوريين، ما يوجب علينا جميعا كصناع لهذا الفن، وكنجوم وفنانين، وكشركات إنتاج منتجة، والأهم كدولة ومؤسسات راعية لهذا النوع من الإنتاج الإبداعي الاقتصادي الوطني الحضاري، يجب علينا جميعا أن نعمل لإزالة صعوبات ومعوقات الإنتاج الإبداعي، وضمن هذا المسعى يأتي الاهتمام السوري الرئاسي بهذا الإبداع المؤثر والفاعل والحضاري.
‏في هذا المجال وقبل أسبوع، وعن آخر أحوال الإنتاج الدرامي التلفزيوني في سورية، تحدث المنتج السوري فراس الجاجه، وهو الذي يعتبر «دينمو» العملية الإنتاجية في عملين كبيرين هذا العام، تحدث في لقاء مطول على تلفزيون «لنا» عن صعوبات الإنتاج في سورية، خاصة إذا سعى المنتج إلى تحقيق جودة الإبداعية واعتماد النجوم الرائجين والمطلوبين للمحطات العربية، وهذا ‏ما يأخذنا إلى حقيقة الصعوبات التي تواجه عملية إنتاج الدراما التلفزيونية، المعبرة بحق عن الثقافة السورية، ويكشف ما يعوقها حالياً، الأمر الذي يعني ضرورة العمل من قبل كل المعنيين لمعالجة صعوبات الإنتاج، وإزالة معوقات العملية الإنتاجية الهادفة لتقديم الأجود والأفضل والأكثر إبداعاً من الدراما التلفزيونية السورية.
‏لا يمكن أن يعني لقاء السيد الرئيس مع ممثلي الدراما إلا اهتمام سورية على مستوى الرئاسة بهذا الفن الإبداعي, وبهذه الصناعة الوطنية, وبهذا الإسهام الحضاري, وبضرورة الارتقاء به، وهذا يعني ويستلزم ضرورة تضافر عمل الفنانين، من نجوم وغير نجوم، مع المخرجين، مع الكتاب، مع المنتجين، مع المؤسسات الراعية، للنهوض بالعملية الإنتاجية، باتجاه الأجود والأكثر إبداعاً، وكما فهم من لقاء السيد الرئيس بعض صناع ورموز الدراما التلفزيونية، فإن هذا الإنتاج يقوم بالاستثمار في الجودة الإبداعية، والمحتوى الحضاري الإنساني، في تحقيق العائد الاقتصادي الأعلى، كما إنه يقدم المحتوى الوطني الإنساني الباني لضمير المتلقي العربي، والمجدد لرسالة الثقافة الحضارية السورية، المنعش للروح العربية وللعروبة في توقها للارتقاء والتقدم والتفاعل مع الكون.
‏ لقاء الرئيس بصناع الدراما ونجومها على تخوم رمضان يرسخ أهمية هذا الفن الإبداعي، ويدفع إلى ضرورة تذليل كل الصعوبات التي تعوق إنتاج وارتقاء هذا الفن الإبداعي المفيد اقتصادياً، والمؤثر في بناء المجتمع، وتجديد عمران الوجدان الشعبي، بقيم الحضارة العربية السورية.. ورمضان كريم.

مصدر الخبر
صحيفة تشرين

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.