وضعت سلطنة عمان استقطاب المزيد من السياح والزوار من كل مناطق العالم في السنوات المقبلة بعد ازدهار نشاط السفر أحد محاور تنمية هذه الصناعة بفضل الخطط لجعل الوجهة إلى البلد الخليجي أكثر تنافسية في منطقة تعج بالمشاريع والمبادرات.
وشكلت إشادة عدد من شركات السفر خلال مشاركتها في فعاليات “أسبوع السفر العالمي ـ الشرق الأوسط” الذي نظمته وزارة السياحة العمانية مؤخرا بالتطور الذي يشهده القطاع السياحي في السلطنة، دليلا على ما تقوم به مسقط لتحقيق أهدافها بعيدة المدى.
وأجمع أصحاب شركات السفر والسياحة على أن السلطنة مقبلة على نمو سياحي، مؤكدين أن استخدام طرق التواصل المبتكرة يعزز من تنمية العلاقات وتبادل الخبرات في القطاع.
فيرونيكا نابوري: عُمان وجهة مفضلة للزوار من بلدان أميركا الجنوبية
وأكدوا أن هذه اللقاءات التي تستضيفها السلطنة تسهم في تعزيز فرص التعاون وفتح آفاق جديدة للقطاع السياحي مع مختلف دول العالم في ضوء التسهيلات القائمة وخطط التنمية السياحية.
وتعتقد فيرونيكا نابوري، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة توكانو بيرو البيروفية لتنظيم الرحلات، التي تأسست عام 1993، بأن السوق العمانية وجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار من مختلف مدن أميركا الجنوبية.
وقالت “نعمل على الترويج لسلطنة عُمان لما تمتاز به من مقومات وما تقدمه فنادقها من تسهيلات للراغبين من أسواق أميركا الجنوبية لزيارتها وتعريفهم بالأسواق الشعبية والصناعات التقليدية التي تتميز بها”.
وأكدت أن لهذه الصناعات التقليدية طابعا خاصا لاسيما صناعة الخناجر العُمانية والحلي النسائية والعطور والبخور واللبان، الذي تتميز به محافظة ظفار.
وتوجه البلد وهو الأضعف اقتصاديا بين جيرانه الخليجيين إلى جانب البحرين، منذ سنوات لتنويع اقتصاده، مركزا على السياحة كبديل واعد لقطاع الطاقة الذي يشكل 86 في المئة من إيرادات الدولة.
وفي أحدث تحول لتنمية القطاع أقر السلطان هيثم بن طارق في أكتوبر الماضي قانونا جديدا للسياحة يتضمن حزمة تحفيزات تستهدف مجال الضيافة، واكتشاف المناطق والمواقع الجديدة القابلة للاستغلال وفقا للميزات التنافسية للمحافظات.
◙ 4 ملايين سائح زاروا البلاد في العام 2023 مع جني إيرادات بقيمة 5 مليارات دولار
وترمي السلطات من اعتماد هذا المسار الطموح إلى زيادة الاستثمارات سواء محليا أو دوليا، بحيث تكون مؤشرا على نمو السياحة مع تنويع المنتجات الموجهة للزوار الوافدين.
وقال أيمن القدوة، الخبير في قطاع السفر والسياحة من قطر، إن “عُمان تشهد تطورا عبر توجه الحكومة نحو القطاعات الأكثر استدامة وتنويع الاقتصاد فيها وخاصة قطاعات السفر والسياحة والترفيه”.
وأشار في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أن من أهم الإنجازات التي حققتها السياحة الداخلية للبلاد هي اختيار مدينة صور عاصمة للسياحة العربية لعام 2024.
وأوضح القدوة أن ما يميز السياحة الداخلية العُمانية عن بقية دول الخليج العربي الطقس المعتدل على مدار العام وتنوع التضاريس فيها، وخاصة في موسم الصيف في ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية وفي موسم الخريف بمحافظة ظفار.
وقال إن هذه الميزات “تجعل هذين الوجهتين من الوجهات التي يعوّل عليها في المجال السياحي ومقصدا للزوار الخليجيين والعرب والأوروبيين والآسيويين، وهو بدوره ما سينعش القطاع ويرفع معدلات نسب الإشغال في الفنادق بمختلف مناطق البلاد.
أيمن القدوة: لاحظنا تركيزا من مسقط على السفر والسياحة والترفيه
ووفق إحصائيات وزارة السياحة، فقد بلغ عدد زوار السلطنة العام الماضي أربعة ملايين سائح، مرتفعا بنسبة 36.7 في المئة على أساس سنوي مع إيرادات بقيمة 5 مليارات دولار بارتفاع قدره 47 في المئة قياسا بالعام 2022.
وتؤكد آخر بيانات مركز الإحصاء ارتفاع إيرادات الفنادق بالبلاد بنسبة 23.4 في المئة لتصل إلى 595.7 مليون دولار.
وقال غلين جونستون، نائب الرئيس للشرق الأوسط والشؤون العامة الدولية بشركة آفياريبس الأميركية، على هامش المؤتمر إن السلطنة “تمتلك العديد من المقومات السياحية في مختلف ولاياتها التي تنفرد كل منها عن الأخرى بمزايا سياحية وتاريخية عريقة”.
وأضاف أن “استضافة البلاد للشركات السياحية العالمية ومشاركتها في مختلف المؤتمرات والمعارض يعرّف السياح الأجانب بالمواقع السياحية والتاريخية العُمانية”.
ورجحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقرير الصيف الماضي تحقيق السياحة العمانية نموا قويا بين عامي 2024 و2026.
وأكد راهول سوكراماني، مدير إدارة المبيعات بمنتجع سانت ريجس في الموج بمسقط، على مكانة البلاد من خلال التنوع البيئي الذي تمتاز به، مشيرا إلى أن التوسع في المنشآت الفندقية بمختلف الفئات يشكل عاملا مهما للزوار ويوفر خيارات عديدة ومناسبة لهم.
وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا وحجوزات مسبقة من السياح من مختلف دول الدول الأوروبية لزيارة البلاد خلال الفترة القادمة من العام الحالي.
وبحسب سوكراماني، فقد تم إعداد برامج زيارات لبعض المواقع السياحية والتراثية والقلاع والحصون والأسواق الشعبية المختلفة التي تتميز بها محافظات سلطنة عُمان.
