تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: الغرب يدعم «إسرائيل» ويخالف إرادة شعوبه

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لطالما رفعت الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة والدوَل الغربيَّة الَّتي تَدُور في فلكها، شعارات تتعلَّق بالديمقراطيَّة، وضرورة احترام توجُّهات الشعوب وإراداتها، ولطالما تشدَّقت بتلك الشِّعارات وضغطت على العديد من الدوَل من أجْلِ فرضِ تلك الرؤية، واتَّهمت العديد من الأنظمة في العديد من مناطق العالَم بالدكتاتوريَّة، واتَّخذت من العقوبات الاقتصاديَّة والسِّياسيَّة وسيلةَ ضغطٍ تُجبر تلك الدوَل على المُضيِّ قُدُمًا في اتِّجاه السِّياسات والمصالح الغربيَّة، وكانت ورقة الضَّغط الرئيسة في سبيل تحقيق ذلك تتمثَّل في مزاعم الحفاظ على الديمقراطيَّة والحُريَّات واحترام إرادة الشعوب، بل إنَّها تخطَّت ذلك بالإعلان الصَّريح عن دعْمِ حركات تمرُّد ومعارضة في الدوَل الَّتي تختلف معها سياستها الخارجيَّة؛

 فواشنطن وحلفاؤها حرصوا على تسويق أنْفُسهم حماةً للديمقراطيَّة، واحترام إرادة الشعوب حَوْلَ العالَم. إلَّا أنَّ العدوان على غزَّة كشف العديد من العورات، وأثبَتَ ـ بما لا يدع مجالًا للشَّك ـ زَيْفَ تلك الادِّعاءات من خلال الدَّعم المُعلَن والخفيِّ الَّذي تُقدِّمه تلك الدوَل لليمين الصهيونيِّ المتطرِّف، في حرب الإبادة الجماعيَّة وممارسات التجويع والتهجير القسريِّ، الَّتي تُرتكَب بحقِّ أبناء الشَّعب الفلسطينيِّ العُزَّل في كافَّة الأراضي الفلسطينيَّة، وفي قِطاع غزَّة على وَجْه الخصوص، بالإضافة إلى مخالفة الأنظمة الحاكمة في الدوَل الغربيَّة لإرادة شعوبها، الَّتي أكَّدت العديد من استطلاعات الرَّأي أنَّ مُعْظم تلك الشعوب تُطالب بوقْفٍ فوريٍّ للعدوان الصهيونيِّ، وترى أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ قَدْ تجاوزَ كُلَّ الحدود والخطوط الحمراء في عدوانه على غزَّة، وهناك نسبة كبيرة مِنْهم ترَى أنَّ الولايات المُتَّحدة لا تدعم الفلسطينيِّين بما فيه الكفاية.

فقَدْ أظهرَ استطلاعٌ للرَّأي نشرته وكالة «أسوشيتد برس» أنَّ أكثرَ من نِصْفِ البالِغِين الأميركيِّين أكَّدوا أنَّ «إسرائيل» «تجاوزَتْ حدَّها»، في حَربها على غزَّة، فيما أظهر استطلاع رأيٍ آخر ـ قامت به وكالة رويترز ـ إبسوس ـ تراجع التأييد الشَّعبيِّ الأميركيِّ للحرب الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة، حيث عدَّ (68%) من المشارِكين الأميركان في الاستطلاع أنَّ على كيان الاحتلال الصهيونيِّ أنْ يعلنَ وقفًا لإطلاق النار ويحاول التفاوض مع الجانب الفلسطينيِّ، فيما وقَّع أكثر من (800) مسؤول، من الولايات المُتَّحدة وأوروبا، رسالةً مفتوحة تتضمَّن انتقاداتٍ لاذعةً للسِّياسة الغربيَّة تجاه كيان الاحتلال وغزَّة، واتَّهموا فيها حكوماتهم بـالتواطؤ المحتمل في جرائم حرب، وأشار الموَقِّعون إلى وجود دلائل معقولة على أنَّ سياسات حكوماتهم تُسهمُ في الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنسانيِّ الدوليِّ، وجرائم الحرب، وحتَّى التطهير العِرقيِّ أو الإبادة الجماعيَّة.

كما اتَّهم المسؤولون، ومن بَيْنِهم نَحْوُ (80) مسؤولًا ودبلوماسيًّا أميركيًّا، حكوماتهم بالفشل في إلزام «إسرائيل» بنَفْسِ المعايير الَّتي تطبِّقُها على الدوَل الأخرى وإضعاف مكانة بُلدانهم الأخلاقيَّة في العالَم. وعلى الرغم من تلك الضغوط المُتعدِّدة نجد الحكومة الأميركيَّة وحليفاتها الغربيَّة تُوقِف تمويل وكالة (الأونروا)، وتمنع دخول قيادات وكوادر وأعضاء منظَّمة التحرير الفلسطينيَّة الممثِّل الشَّرعي والوحيد للشَّعب الفلسطينيِّ لواشنطن، وهو موقفٌ يُخالِفُ الإرادةَ الشَّعبيَّة الأميركيَّة، الَّتي أعلنت بوضوحٍ رفْضَها للحرب على غزَّة، ويقضي على شعار «حلِّ الدولتَيْنِ» الَّذي ترفعُه واشنطن وتُداري به دعْمَها المُطْلَق للكيان الصهيونيِّ.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.