تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تجري الرياح لا كما يشتهي زيلينسكي

مصدر الصورة
RT

جرت الرياح الدولية بعكس ما يشتهي زيلينسكي فتخلى عنه الحلفاء وتركوه وحيدا ومرتبكا وغاضبا. سيمون شوستر يفصّل الوضع اليائس في أوكرانيا في مجلة التايم.

صعق زيلينسكي في زيارته الأخيرة لواشنطن أواخر سبتمبر الماضي بسبب الفرق الهائل بين استقبال الفاتحين في العام الماضي واستقباله في المرة الأخيرة. ففي العام الماضي أرسل له البيت الأبيض طائرة تابعة للقوات الجوية، مصحوبة بطائرة تجسس تابعة للناتو ليعلن أنه انتصر على روسيا. وحظي وقتها بحوالي 13 تصفيقا حارا ونال تأييد الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

أما في سبتمبر فكان الاستقبال باردا، ولم يسمح له أعضاء الكونغرس بإلقاء خطاب في الكابيتول هيل. وفشل حتى في الظهور على قناة فوكس نيوز أو إجراء مقابلة مع أوبرا وينفري. كما تم تأخير خطابه في البيت الأبيض والبنتاغون أكثر من ساعة. وبدا مرهقا وغاضبا؛ إذ لم يعد الحلفاء مهتمين بقضيته كالسابق. وتلقى زيلينسكي تحذيرات بشأن محاربة الفساد، كما تعرض لأسئلة محرجة من المنتقدين بشأن توقعاته حول نهاية الحرب وحاجته اللانهائية للأسلحة والذخيرة. وعبر بصراحة أنه دون هذا الدعم سيخسر الحرب حتما.

وأسباب غضب زيلينسكي الشديد وارتباكه تعود لتباطؤ الاهتمام العالمي بالقضية الأوكرانية بعد الفشل الذريع للهجوم المضاد، وتراجع نسبة المؤيدين لدعم كييف بالأسلحة من 65% إلى 41%. ويشعر بالارتباك الشديد بسبب عدم تحقيق أي تقدم في المعركة بعد خسارة الأراضي وعشرات الآلاف من الجنود والمدنيين. ومع اندلاع الحرب في إسرائيل انصرف انتباه العالم عن أوكرانيا وتركت وحيدة مع التحديات القاهرة. لكن مؤيديه ومستشاريه أكدوا أنه في حالة إنكار شديدة ويرفض الهدنة أو التفاوض مع روسيا أو وقف إطلاق النار رغم الضعف الشديد في صفوف القوات وتخلي الحلفاء عنه.

يصارع زيلينسكي الآن لتعويض نقص الأسلحة بإنتاج الطائرات دون طيار والصواريخ. كما يجاهد لمواجهة قسوة فصل الشتاء والتحدي الكبير لتأمين التدفئة والكهرباء. ويقول أحد مساعديه: لن يلوم الناس روسيا ولن يتسامحوا مع التقصير.

ومشكلة زيلينسكي في الداخل الأوكراني أشد تعقيدا. حيث يرفض بعض قادة الخطوط الأمامية أوامر التقدم ويقبعون في خنادقهم منتظرين الفرج. وهناك نقص حاد في صفوف القوات الأوكرانية. قال أحد مستشاريه: حتى لو أتت كل الأسلحة المتوقعة، لا نملك الرجال لاستخدامها.

ويأتي الفساد المتفشي بين المسؤولين ليشكل عائقا كبيرا يعجز زيلينسكي عن حله. وأكبر فضيحة وصلت لواشنطن هو مرافقة زيلينسكي لمستشار اقتصادي مقرب منه، روسيتسلاف شورما، والذي يتشارك مع أخيه في ملكية شركتين للطاقة الشمسية في جنوب أوكرانيا، ويتلقى مدفوعات من الدولة مقابل انتاج الكهرباء، رغم استحواذ روسيا على تلك الأراضي.  ووصف أحد مستشاري زيلينسكي المقربين الفساد "أن الناس يسرقون وكأنه ليس هناك غد". ورغم اعتراف زيلينسكي بالفساد لكنه يجب أن لا يكون ذريعة للحلفاء بالتخلي عن أوكرانيا على حد تعبيره.

وختاما يبقى زيلينسكي الغاضب وحيدا بعد أن اتجهت الأنظار نحو إسرائيل التي رفضت استقباله للتضامن معها. وتحولت أحلام التمويل والتسليح إلى كوابيس. لكنه مصر على الاستمرار ويقول: لن نسمح لأنفسنا بالتعب من الحرب. هكذا هي السياسة! ماذا بوسعنا أن نفعل؟

مصدر الخبر
RT

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.