تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تحالف روسي صيني معلن

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مفتاح شعيب

قطع اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، على هامش المنتدى الثالث لمبادرة «الحزام والطريق» في بكين، خطوة إضافية في التقارب بين الزعيمين، وهو ما لم تعرفه العلاقات بين موسكو وبكين من قبل، في ضوء علاقاتهما المتوترة مع الدول الغربية بقيادة واشنطن، على أكثر من صعيد؛ إذ يقف القطبان وجهاً لوجه من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي مروراً بالشرق الأوسط.

القضايا الشائكة، التي بحثها بوتين وشي على امتداد ثلاث ساعات، لم يرشح عنها الكثير من التفاصيل، لكن عناوينها تشير إلى تصميم مشترك على تأسيس تحالف بلا حدود بين البلدين، وبما يضمن لهما إرساء ثقل موازٍ للعالم الغربي، وخصوصاً الولايات المتحدة التي لا تخفي انزعاجها من التقارب الكبير بين البلدين، وتتهمهما بالعمل على تقويض النظام الدولي، مقابل نظرية العالم المتعدد الأقطاب التي تتبناها موسكو وبكين، وهو ما أكده بوتين، قبل أيام قليلة، عندما وعد بنظام عالمي، يكون فيه الجميع سواء في الحقوق والواجبات؛ وذلك قبل أن يدعو إلى «بذل جهود» صينية روسية، لحماية «الإنصاف والعدالة الدوليين»، وهذه النبرة لا تطيق واشنطن سماعها، وتريد أن تئدها بأي طريقة كانت، وما تفعله من انخراط واسع في دعم أوكرانيا بالمال والسلاح، ومن محاولات تضييق اقتصادي وعسكري على الصين، يدخل في إطار الدفاع عن موقعها، على الرغم من أن كل المؤشرات، تؤكد أن محركات التغيير بدأت في الدوران، ومن الصعب أن تسير المنظومة الدولية إلى الوراء.

من لقاء الزعيمين الروسي والصيني في بكين، يتضح أن التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، أخذ طريقه إلى الأمام، وفي الأحداث الدولية هناك الكثير من التفاصيل والمواقف التي توحي بأن الانقسام العالمي الحاد لم يعد بالإمكان تجنبه، وكل أزمة تندلع، ستكون مسرحاً للتجاذب والمواجهة. وعلى غرار الحرب الدائرة في أوكرانيا، هناك نقاط توتر عديدة مرشحة للانفجار في ظل الفوضى والفراغ الكبيرين، والشلل الذي تعانيه المنظمات الدولية؛ وأهمها الأمم المتحدة وذراعها الضاربة مجلس الأمن.

المواجهة المفتوحة، التي تهيمن على العالم بأسره، متعددة الأسلحة والأدوات والمعايير، وستشهد من حين إلى آخر لحظات ساخنة وأخرى باردة، ومثلما هي مواجهة حول التوجهات السياسية والاستراتيجية، هي أيضاً مواجهة بين مبادئ وقيم وفلسفات في القيادة والسيطرة، وبين إرادات تحاول كل منها أن تكسب المعركة.

ومن السابق لأوانه توقع لمن تكون الغلبة، لكن ربما يكون الحظ حليف من يمتلك طول النفس، والقدرة على استقطاب الأمم والشعوب إلى صفه. وإذا كان التحالف الذي تمثله روسيا والصين بصدد تشكيل رؤيته ويسعى إلى التوسع بها تدريجياً، فإن الطرف المقابل، الذي يمثله الغرب بزعامة الولايات المتحدة، يعاني أزمة حضارية عميقة، وسقوطاً أخلاقياً مدوياً، يجد براهينه في الأنانية المفرطة وازدواجية المعايير، والأدلة على ذلك أكثر من أن تُحصى. وبنظر بعض الاستراتيجيين فإن سياسة الغرب مقصودة، وتهدف إلى الدفاع عن مكاسبه وهيمنته التي راكمها على مدى قرون، وأصبحت اليوم في مهب عواصف التغيير الزاحفة.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.