تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: فرنسا تفقد آخر مواقعها

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لم يكن الانقلاب العسكري في النيجر، الذي أطاح الرئيس محمد بازوم مفاجئاً، إذ إن أحجار الدومينو الفرنسي التي بدأت تتساقط في مالي وبوركينا فاسو، كانت مؤشراً على أن النيجر على الطريق وأن آخر معاقل فرنسا في مستعمراتها السابقة سوف تلحق بمن سبقها. لكن لا فرنسا ولا الولايات المتحدة التي تعتبر من أكبر داعمي حكومة بازوم حاولتا تفادي الكأس المُرّة، رغم أنهما تدركان بأن القارة السمراء باتت ساحة لصراع جيواستراتيجي، هما جزء منه في مواجهة روسيا والصين، نظراً لأهمية القارة سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

وإذا كان الانقلاب الذي قاده الحرس الرئاسي، قوبل بموجة من الاستنكار والتنديد، من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا والعديد من الدول الأخرى، إلا أن واقع الحال يقول، إن الانقلاب وقع ولا مجال لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وليس أمام الولايات المتحدة إلا التهديد بوقف دعمها الاقتصادي والمالي والأمني، باعتبارها من أكبر الدول المانحة للنيجر، كما أن فرنسا التي تحتفظ ب 1500 جندي هناك، وتعتمد بشكل أساسي على يورانيوم النيجر في تشغيل مفاعلاتها النووية ليس أمامها إلا الندم على خسارة آخر موقع قدم لها في القارة، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما حدث بأنه «خطير جداً على المنطقة بأسرها».

كان واضحاً أن الدول الإفريقية وخصوصاً في منطقة الساحل، قد ضاقت ذرعاً بالوجود العسكري الفرنسي والأمريكي، خصوصاً بما لدى شعوب القارة من مخزون ذكريات مريرة من سنوات الاستعمار الغربي، وما تعرضت له من استعباد وعنصرية ونهب للثروات، وتركها تعاني الفقر والجوع والأمراض، وأن هذه الشعوب بدأت تعي بأن مصلحتها تقتضي الخروج من قبضة القوى الاستعمارية، والبحث عن شراكات استراتيجية مع قوى دولية أخرى، بعيداً عن منطق الهيمنة والاستتباع.

إن النيجر مثلها مثل بقية دول الساحل، لديها مواقف سلبية تجاه باريس وواشنطن، وترفض التدخل في شؤونها الداخلية، واستنزاف ثرواتها، وأسهم الفشل الفرنسي والأمريكي في مواجهة المنظمات الإرهابية، في تقوية هذه المنظمات وتوسيع سيطرتها، ما أدى إلى مقتل آلاف المواطنين وتشريد الملايين، وانعدام الأمن وانتشار الفساد وفقدان التنمية.

لذلك لم يكن غريباً، أن تشهد المظاهرات المؤيدة للانقلاب في عاصمة النيجر نيامي، رفع المتظاهرين للعلم الروسي في إشارة لافتة إلى توق النيجريين، للتخلص من النير الفرنسي _ الأمريكي الذي أطبق طويلاً على أعناقهم.

الجنرال عبد الرحمن تشياني الذي قاد الانقلاب، أوضح أن الانقلاب سببه «تدهور الوضع الأمني وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية»، إضافة إلى «الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط وإرهاب».

كان الموقف الروسي متحفظاً إزاء الانقلاب، إذ اكتفت موسكو بدعوة طرفي النزاع لحل خلافاتهما بالحوار، ذلك أنها الطرف الذي يرى أنه سيكون البديل لفرنسا والولايات المتحدة.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.