تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بادية ديرالزور تئن تحت غياب الأمطار.. وتحذيرات من التصحر

عانت محافظة ديرالزور هذا العام من شح كبير في الأمطار، الأمر الذي زاد المخاوف على وضع البادية السورية والثروة الحيوانية في المحافظة.
ولعل اتساع مساحة التصحر هو من أهم التداعيات التي قد تنتج عن قلة الأمطار، و هو ما يفاقم المشكلات التي لا ينبغي بأي حال غض النظر عنها، خاصة وأن تأثيرات التصحر تشمل كل من و ما هو حي في المنطقة، سواء أكان إنسانا أم حيوانا أم نباتا. ومن هذه التأثيرات ظاهرة ( العجاج ) التي أصبحت شبه يومية في هذه المنطقة، والتي أثرت على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ناهيك عن ضعف الغطاء النباتي، وهذا بدوره انعكس على الثروة الحيوانية في المحافظة.
مديرية الزراعة في دير الزور، تؤكد في تقرير صادر عنها قدم إلى مجلس المحافظة قبيل أيام، أن "الحالة العامة للمراعي، وأن أعداد الأغنام في المحافظة وصل إلى /2875000/  رأسا والأبقار إلى /257000/ والماعز إلى /5000 / أما الإبل فقد وصل عددها إلى / 7970 / رأسا .
و تشير معلومات حصلت عليها ( محطة أخبار سورية SNS  ) من فرع ديرالزور للهيئة العامة لتنمية البادية أن "بادية ديرالزور تشكل نحو / 95 % / من مساحة المحافظة،  لكن الأهم هو أن  /10% / منها وصلت إلى مرحلة التصحر، خاصة في منطقة وادي الدفينة وكباجب وهربيشة  وبعض المواقع المتناثرة المتأثرة بعوامل الضغط الرعوي، هذا عدا عن مساحة من / 20 / إلى / 25 % / وصلت إلى مرحلة شديدة التدهور" .
و قال فيصل حنيدي مدير فرع الهيئة: "إن الظروف البيئية تتحكم بعملية التصحر في هذه المنطقة، وعلى وجه الخصوص الأمطار، وهناك أيضا العوامل الإنسانية متمثلة في تحطيب الشجيرات الرعوية وفلاحة الأراضي البعلية، وكذلك الرعي الجائر والرعي المبكر المترافق بأثر وطء الحيوانات والآليات المستخدمة في البادية ، مما يسبب تدهور الغطاء النباتي، وتاليا تفكيك تربة البادية التي تتعرض لفواصل حرارية بين الليل والنهار، والصيف والشتاء و هو ما يؤدي إلى تفكيك بنية هذه التربة،  وتشكل ظواهر سلبية بيئية وصحية مثل العجاج الذي تكرر ظهوره مؤخرا بشكل كبير".
لا شك أن ما سبق يحمل في طياته ضرورة وضع الحلول الجذرية القادرة على الحد من تدهور البادية في دير الزور، ومن ذلك ما أشار إليه حنيدي من "ضرورة دعم البنى التحتية والخدمية، والتوسع في إعادة تأهيل الغطاء النباتي، وإنتاج الغراس الرعوية، وكذلك التوعية الاجتماعية والبيئية، إضافة إلى السعي لإيجاد مشاريع تنموية تحسن من الوضع الاقتصادي لأبناء البادية".
ومما يجدر ذكره هنا أن أراضي البادية تشكل مقصدا مهما للسياحة الداخلية في محافظة ديرالزور في فصل الصيف والتي تأتي عقب مواسم الأمطار، حيث تلجأ معظم عائلات المحافظة إلى زيارة هذه المناطق في أيام العطل، لكن هذا العام يبدو أنه سيشهد حالة من العزوف عن هذه الظاهرة لدى الكثير من العائلات بسبب تراجع الغطاء النباتي الناتج عن شح الأمطار.
 

 
 
 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.